كيف السبيل إلى معرفة الأصناف المستحقة للزكاة في زماننا حيث كان في الزمن الأول الخليفة هو الذي يتولى ذلك ؟ حفظ
السائل : السؤال الثاني كيف السبيل إلى معرفة الأصناف المستحقة للزكاة التي عددها القرآن في هذا الزمان حيث أن في السابق كان يقوم بمهمة توزيع الزكاة على المستحقين الخليفة أو الحاكم المسلم ؟
الشيخ : الحيثية التي ذكرها السائل ليست على إطلاقها يعني قوله أن الحاكم في الزمن الأول الحاكم المسلم هو الذي كان يتولى توزيع الزكاة هذا الكلام على إطلاقه ليس صوابا ذلك لأن أول ما يتبادر إلى الذهن من الزكاة إنما هو زكاة النقدين و زكاة النقدين لم يكن الحكام هم الذين يتولون توزيعها على الفقراء و المساكين ... المؤسفة أن مثل هذا السؤال لما يتوجه أحدهم إليه يدل دلالة واضحة مؤسفة أن المسلين لم يبقى بينهم شيء من الترابط و التعاون بحيث أنه يستشكل لمن يعطي زكاة ماله لأن هذا الغني يعيش لوحده لا يخالط أهل محلته جيرانه لكي يتعرف على أحوالهم فيقدم إليهم زكاة المال في آخر كل سنة فيأتي هذا السؤال كيف يعرف يعرف ذلك بالمخالطة بالسؤال و قد قال عليه الصلاة و السلام ( المؤمن الذي يخالط الناس و يصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس و لا يصبر على أذاهم ) فمخالطة الأغنياء للفقراء هو أولا مما يهذّب نفوسهم و يخلع من صدورهم آفة الكبر الذي جاء فيه الوعيد الشديد و هو قوله عليه الصلاة و السلام ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) قالوا " يا رسول الله أحدنا يحب أن ترى عليه ثياب حسنة أذلك من الكبر ؟ " قال ( لا ) قال آخر " أحدنا يحب أن يرى عليه نعلان حسنتان أذلك من الكبر ؟ " قال ( لا ) وتكاثرت الأسئلة من هذه النوعية و في كل مرة يقول الرسول عليه السلام في الجواب لا لا ( إن الله جميل يحب الجمال ) قالوا فما الكبر إذن يا رسول الله قال ( الكبر بطر الحق و غمص الناس ) بطر الحق أي رده بعد ظهوره و غمص الناس أي الطعن فيهم بغير حق فهذا الكبر يخشى على صاحبه يوم القيامة فمخالطة الغني لمن حوله من فقراء سواء في الدور أو في المحال البيع و الشراء البقالية و نحو ذلك مما يساعده أن يتعرف على الفقراء و المساكين فيقدم إليهم زكاة ماله .
السائل : غمص و إلا غمط
الشيخ : غمص بالصاد و في رواية غمط بالطاء
السائل : يقولون ... .
الشيخ : لا ، هما في روايتان غمص الناس و غمط الناس و المعنى واحد .