بيان الشيخ لحقيقة الصور المذكورة في الحديث المشار إليها فيه وذلك من خلال بقية الأحاديث . حفظ
الشيخ : فترى ماهي الصور التي أشار الرسول عليه الصلاة و السلام باسم الإشارة هذا ( إن الذين يصنعون هذه الصور ) الوقوف عند هذا الاسم و محاولة فهمه فهما صحيحا يزيل إشكالا و اضطرابا كثيرا عن بعض الناس من الراغبين في معرفة الحقائق الفقهية حينما يسمعون بعض المؤلفين اليوم و الكتاب يحملون كل الأحاديث المحرمة للتصوير على تصوير المجسم أي على نحت الأصنام هكذا يتأولون الأحاديث المحرمة للتصوير فهنا حينما قال الرسول عليه السلام ( إن الذين يصنعون هذه الصور ) ترى ما هي هذه الصور أهي كما قال هؤلاء الأصنام ؟ أنا أقول هذا أبعد ما يكون من مقصود الرسول عليه الصلاة و السلام في هذا الحديث و بخصوص اسم الإشارة هذا لماذا ؟ لأن الرسول عليه السلام قال هذه الأحاديث في المدينة حيث لم يبق للتماثيل و للأصنام بقية تذكر مطلقا بعد أن نصر الله عز و جل نبيّه بفتح مكة و حطّم الأصنام التي كانت موضوعة على ظهر الكعبة فانطمس الشرك و آثاره بالكلية و لكن بقيت بقايا من الصور التي قد تكون يوما ما سببا لعودة الشرك إلى قوته التي كانت قبل بعثة الرسول عليه الصلاة و السلام فأنا أستبعد جدا أن يعني الرسول عليه السلام باسم الإشارة هذا الأصنام التي قضى عليها و حطمها فالأقرب أنه يعني صورا كانت لا تزال منبثة و لا يزال المسلمون يقتنونها في بيوتهم في قصورهم في خيامهم في في إلى آخره فهو إذن عليه الصلاة و السلام حين قال ( الذين يصنعون هذه الصور ) يشير إلى صور قائمة و منبثة بين الناس و يؤكد هذا المعنى أن حديث عائشة رضي الله عنها الآتي في بعض رواياته و ألفاظه أن الرسول عليه السلام حينما دخل عليها و رأى القرام الستارة و عليها الصور قال ( إن أشد الناس عذابا هؤلاء المصورون ) فهو يشير إلى هؤلاء الذين يصورون الصور على الستائر و لا الأصنام لأن الأصنام لم تكن في بيت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها فإذن قوله ( إن الذين يصنعون هذه الصور ) ليس يعني الصور المجسمة مباشرة و إنما يعني الصور غير المجسمة و يسميها الفقهاء التي لا ظل لها فإذا حرم الرسول عليه الصلاة و السلام هذه الصور غير المجسمة أو التي لا ظل لها فمن باب أولى حينئذ يحرم الأصنام و التماثيل فمن باب التحذير من تعاطي هذه الصور صنعا و اقتناء يقول الرسول عليه السلام في هذا الحديث و يبين ما هي عقوبة الذين يصورون هذه الصور فيقول ( يعذبون يوم القيامة يقال لهم أحيوا ما خلقتم و لا يستطيعون إحياءهم ) فهو كناية عن استمرارهم في العذاب إلى ما شاء الله و استمرارهم في العذاب يختلف باختلاف واقع الإيمان في قلبهم فمن مات منهم مؤمنا فسينجيه إيمانه يوما ما من أن يستمر في تعذيبه في النار ، و من مات مستحلا لما حرم الله فقد عرفتم من البيان السابق أنه كافر و أنه يخلد في النار إلى أبد الآبدين هذا الحديث الأول و هو من حديث عمر مما رواه البخاري و مسلم .