ذكر الشيخ لعلة تحريم التصوير . حفظ
الشيخ : و الذي ظهر لنا أن الشارع حرم التصوير لأمرين اثنين الأمر الأول سبق التصريح به و هو يضاهون بخلق الله يعني يشابهون الله عز و جل في الخلق هذه الصورة الذي صورها شابه الله عز و جل في تصويره لخلقه فهذا سبب للتحريم ، سبب آخر استنبطه العلماء استنباطا مراعاة منهم للتاريخ البعيد حيث جاء في القرآن في قصة نوح عليه الصلاة و السلام مع قومه حينما نهاهم عن الشرك و دعاهم إلى عبادة الله وحده و ترك عبادة الأصنام لم يطيعوه و لم يصغوا إليه بل قال بعضعن لبعض كما قال تعالى (( لا تذرن آلهتكم و لا تذرن ودا و لا سواعا و لا يغوث و يعوق و نسرا )) يقول ابن عباس هؤلاء الخمسة كانوا عبادا لله صالحين فلما ماتوا و أرادوا دفنهم حيث يذكر الناس جميعا في المقابر جاءهم الشيطان بصورة ناصح قال هؤلاء هم من تعرفونهم في صلاحهم و إحسانهم إلى مجتمعهم فأنصح لكم بأن تميزوهم عن سائر الناس بأن تجعلوا قبروهم في أفنية دوركم فاستجابوا له و دفنوهم خارجين عن المقابر و قريبا من دورهم فكانوا كلما خرجوا من بيوتهم و دخلوا مروا عليهم في أول الأمر تذكروا أعمالهم الصالحة و ربما اقتدوا فمع الزمن بدأ الانفلات عن التوحيد إلى الإشراك بعض الشيء لكن الشيطان لم يقنع بهذا فجاء إلى الجيل الثاني و قال لهم هؤلاء كما علمتم من آبائكم هم من هم و لذلك فأنصح أن تتخذوا لهم أصناما خمسة لأن هذه القبور تذهب مع العوامل الطبيعية فاتخذوا لهم أصناما خمسة و وضعوها في مكان فزيّن لهم فيما بعد أن يضعوها في أماكن رفيعة تتناسب مع عظمتهم و ترجمة حالهم عندهم و كذا وضعت الأصنام في أماكن رفيعة فأخذوا يسجدون لها و يعظمونها من دون الله و ينذرون و يذبحون فوقعوا في الشرك الأكبر فأرسل الله إليهم نوحا عليه السلام ينذرهم مما هم فيه فتنادوا أن لا تسمعوا له و لا تطيعوه وقالوا (( لا تذرن آلهتكم و لا تذرن ودا و لا سواعا ... )) إلى آخره .
فإذا السبب الثاني الذي فهمه العلماء في سبب التحريم هو أن الصور كانت يوما ما سببا لتدرج الناس من الشرك الأصغر ثم إلى الشرك الأكبر ، و الله عز و جل غيور فهو يغار على عباده المؤمنين أن ينحرفوا و لو فردا واحدا و لو بعد ألوف السنين بسبب ما ينحرف عن التوحيد إلى الشرك و لذلك سد هذا الباب بالنهي عن الصور التي مطلقا سواء كانت مجسمة أو غير مجسمة و النوعان معروفان قديما و سواء كانت التصوير يدويا كما كان الشأن قديما أو التصوير الآلي كما هو الشأن حديثا تصوير آلي صور مجسمة و هي الأصنام و تصوير آلي على الورق الصور الفوتوغرافية المعروفة اليوم كل هذا وهذا حرام لما ذكرناه من أحاديث ومن التفقه فيها .