سئل أحد المشايخ : كيف الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم ( صلة الرحم تزيد في العمر ) وقوله تعالى ( فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) فأجاب بما ملخصه : ( أن الإنسان له آجال متعددة والله يعلم أنه إذا فعل الخير فله أجل ومن فعل شرا فله أجل آخر ) فما صحة هذا الكلام ؟ حفظ
الشيخ : ... شيخنا ... الفقير البارح سئل سؤلا هو الحقيقة يتعلق بالعقيدة فسئل قيل الرسول صلى الله عليه وسلم صلة الرحم تطيل العمر و الآية تقول (( فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون )) فكيف توفق بين الأمرين فأجاب هكذا طبعا أجاب إجابة طويلة لكن نجملها يقول نحن نستطيع أن نوفق بين الأمرين أن الإنسان قد يكون له عدة آجال كيف يعني أن يكون عمره خمسين أو ستين أو سبعين فإذا فعل هذ الفعل فالله عز و جل يعلم أنه إذا فعل هذا الفعل فسيكون خمسين و إذا فعل هذا الفعل سيكون ستينا إن فعل خيرا يكون ستينا و إن فعل شرا يكون خمسين فما صحة هذا القول ما الضابط ... هكذا يعني يتكلم ... ؟
الشيخ : لا فرق بين طول ... و قصره من جهة و بين السعادة و الشقاوة من جهة لكن الله عز و جل جعل لكل شيء سببا فالسعادة ... أن سببها الإيمان و العمل الصالح ، و الشقاوة سببها الكفر و العمل الطالح فمن جاء بالسبب الموجب شرعا للسعادة كان عند الله سعيدا و العكس بالعكس تماما ... أن الله يزيد من الناس ... الأمر ... في علم الله عز و جل لكن فيما يتعلق هذا الأمر المدرك من حيث تعلقه بالأسباب عند ... الذين لا يعلمون مصير كل فرد منهم هل هو سعيد أم شقي هل هو طويل العمر أو قصير العمر نحن الآن ... و ندور مع الأسباب التي هي سبب سعادة أو شقاوة أو سبب طول العمر أو سبب قصر عمر لكن النهاية كما في اللوح المحفوظ الآن ( من أحب أن ينسأ له في أجله و يوسع له في رزقه فليصل رحمه ) وفي الحديث الآخر الجميل ( حسن الخلق و حسن الجوار يعمران الديار و ينسآن في الأعمار ) هذا من باب الأسباب فمن أخذ بهذا السبب طال عمره من لم يأخذ بهذا السبب لم يطل عمره ما نقول قصر نقول ما طال عمره فهو ... قد يكون هو مثلا أوضح البيان أو ما أوضح لكن ... الأجلين لأن الأجل عند الله كما في الآية المذكورة و إن كانت الآية من حيث دلالتها تتعلق بالأمم و ليس بالفرد لكن الأمم هي مجموعة الأفراد ... (( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون )) هذا لا شك فيه ، تأمل الآن بمناسبة هذه الآية أن في بعض الأحاديث كما تعلمون جميعا أن إذا جاء العذاب أخذت الأمة كلها ذهب صالحها و طالحها و لكن هؤلاء الصالحون يحاسبون على نياتهم يبعثون على نياتهم كما قال عليه الصلاة و السلام في بعض الأحاديث الصحيحة ، كما أن الأمة أو هذا الشعب الذي أخذ أخذ كل منهم بما سعى إليه من إيمان أو من كفر من عمل صالح أو طالح فقد يمضي من ... و كذلك ... كذلك بالنسبة لطول العمر و قصر العمر من أخذ بالأسباب المطيلة للعمر أسبابا شرعية فطال عمره بالنسبة لمن لم يقم بهذه الأسباب ... مقطوع لا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون ثم لماذا نحن نستغرب هذه القضية و هي تتعلق بأسباب شرعية معنوية بينما نحن نرى الآن الأسباب المادية فعلا تطور حياة الشعب من تأخر من أمراض من وفيات كثيرة إلى عكس ذلك تماما هذا ... شو السبب ؟ لأنهم عاملوهم بالأسباب الصحية فبينما كان مثلا يقدمون إحصائيات أن كل سنة يموت من الأطفال الصغار كذا أي و إذا هم بعد ... و يقولون نسبة الوفيات من كذا إلى كذا هذا كله مصرح ... البحث حول الأخذ بالأسباب و لذلك فلا إشكال فيما نقلت من كلام الرجل .