ما صحة حديث ( لا صلاة بحضرة طعام ) ؟ حفظ
السائل : حديث ( لا صلاة بحضرة طعام ) صحيح أم ضعيف ؟
الشيخ : صحيح .
السائل : فيه شباب طالعين الرحلة يوم الجمعة .
الشيخ : أنا ما أكملت السؤال .
السائل : عفوا أي سؤال .
سائل آخر : الثاني ( لا صلاة بحضرة طعام ) .
السائل : ... .
الشيخ : ... عن فقه الحديث .
السائل : لأنه فيه بعض الناس لما يوضع الطعام و تقام الصلاة يؤجل الصلاة لأجل ... .
سائل آخر : ... قدم العَشاء .
السائل : فيه تعقيب بارك الله فيكم .
الشيخ : هو يقول لك أنه يوجه سؤالا حول هذه النقطة لأنك عرفت الآن أن الحديث صحيح لماذا سألت عن صحته و ضعفه ؟
السائل : فقط مجرد ... .
الشيخ : يترتب عليه حكم شرعي ؟ فما هو الحكم الشرعي .
السائل : أنه فيه ناس ... .
الشيخ : ... شو الحكم الشرعي ؟
أبو مالك : خلينا أنا أسأل السؤال عنه يا شيخ هو صلى الله عليه و سلم يقول ( لا صلاة بحضرة الطعام و لا و هو يدافعه الأخبثان ) السؤال لا صلاة ، الرسول صلى الله عليه و سلم يقول لا صلاة فهل هي باطلة أم هي غير باطلة هذا السؤال الذي ينبغي أن توجهه للشيخ حتى تعرف حكم الحديث .
السائل : جزاك الله خيرا .
أبو مالك : وإياك .
الشيخ : ... جواب هذا السؤال في ... أولا العلماء لهم قولان في هذا الحديث هل " لا " هنا نافية لصحة الصلاة أم هي نافية لكمال صحة الصلاة و هذا له أمثلة في كثير من الأحاديث النبوية لأن نفي الصحة يلزم منه بطلان الصلاة أما نفي كمال الصحة فلا يلزم منه بطلان الصلاة مثل قوله عليه الصلاة و السلام ( لا إيمان لمن لا أمانة و لا دين لمن لا عهد له ) فالذي يخون الأمانة و لا يؤديها هل يكون كافرا لأن الحديث يقول ( لا إيمان لمن لا أمانة و لا دين - أيضا - لمن لا عهد له ) ؟ الجواب أن الأدلة الشرعية تدل على أن الإيمان يزيد و ينقص و زيادته كما هو معلوم بالطاعة و نقصانه بالمعصية فحينما قال عليه الصلاة و السلام ( لا إيمان لمن لا أمانة له ) فسرها العلماء بهذا الحديث لا إيمان كاملا أي يكون الإيمان ناقصا لكن لم يذهب إيمانه و لم يبطل إيمانه و كذلك بقية هذا الحديث ( و لا دين لمن لا عهد له ) فهل الحديث الذي سألت عن صحته إذا كان صحيحا هل يفسر على ضوء هذا التفسير أم يقال لا صلاة له مطلقا فمن صلى بحضرة طعام أو وهو يدافعه الأخبثان تكون صلاته باطلة أم تكون صلاته صحيحه مع نقص الأجر ، أكثر العلماء و الفقهاء هو على هذا المعنى الثاني أي المقصود بالنهي هو كمال الصحة و ليس مطلق الصحة .
قليل من العلماء و على رأسهم ابن حزم الأندلسي لأنه معلوم من مذهبه أنه في أكثر الأحيان يلتزم ظواهر النصوص فهو يذهب إلى أن كل من صلى بحضرة الطعام أو و هو محصور فصلاته باطلة لكننا نرى الرأي الأول لا لأنه رأي الأكثرين لأنا لسنا جمهوريين و إنما نتبع ما يبدو الصواب مما اختلف فيه الناس ، هناك حديث في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( إذا قام أحدكم يصلي ... ) هذا معنى الحديث لأني في شك من لفظه ( فوجد في بطنه ريحا فلا ينصرف من صلاته حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا ) فهذا يدل على أن الصلاة صحيحة لكن مقصود الحديث الأول أنه لا ينبغي للمسلم أن يباشر الصلاة و هو حاقن أن يباشر الصلاة و هو تائق إلى الطعام فهنا نصل إلى شيء من التفصيل الذي لا بد من بناءه على القولين المذكورين آنفا سواء قلنا أن المقصود نفي الصلاة مطلقا أو قلنا نفي كمال صحة الصلاة ( لا صلاة بحضرة الطعام ... ) ، نفترض الآن إنسانا آنفا أكل في داره ثم زار أخا له ... الطعام و أقيمت فهل يصدق في هذا قوله عليه السلام ( لا صلاة بحضرة الطعام ) فهو يصلي بحضرة الطعام ، المقصود بحضرة الطعام يتوقه و يشتهيه ففي هذه الحالة إما أن تكون صلاته باطلة على قول الأقلين أو صحيحة و لكن أجرها ناقص قول الأكثرين هذا هو فقه الحديث السائل السائل : جزاك الله خيرا .
الشيخ : وإياك .