نصيحة الشيخ للإخوة الحاضرين بالحرص على سنة إتباع السلام المصافحة وتصحيح العبارة الخاطئة ( أنا كمسلم أو أنا كسلفي ) . حفظ
الشيخ : ... أن يدخل الداخل منكم و يتبع السلام المصافحة فاحرصوا على هذه المصافحة لأنها سنة نبوية من فعله عليه السلام و من قوله أما فعله فقد قال أبو ذر " ما لقينا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إلا و صافحنا " هذا فعله أما قوله كما سمعتموهم من الحديث و هو قوله عليه السلام ( ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا تاحت ذنوبهما كما يتاحت الورق عن الشجر في الخريف ) ثم في هذه السنة أي سنة إتباع السلام للمصافحة قضاء على عادة سيئة منتشرة في العالم الإسلامي فينبعي علينا نحن بصفتنا سلفيين و لا أقول ينبغي علينا كسلفيين لأن هذا تعبير خاطئ و لو أنه مشهور أنا كمسلم أنا كسلفي أنا كذا هذا تعبير أعجمي لأنه لما تقول أنا كسلفي معناه لست سلفيا و لما تقول أنا كمسلم معناه لست مسلما ذلك من الخطأ أن يقول الإنسان أنا كسلفي أو كمسلم فأقول بعد هذه الجملة المعترضة القصيرة فنحن بصفتنا سلفيين يجب أن ننشر السنة على الأقل بعضنا مع بعض و إلا نكون من الذين يقولون ما لا يفعلون أما الأمارات التي لا يتيسر لنا نشر السنة فيها فلا حول و لا قوة إلا بالله يكون عذرنا هناك أما على الأقل مجالسنا الخاصة فينبغي أن تكون دائما و أبدا معمورة بالسنة قولا و فعلا ، فإذا دخل الداخل منا و سلم على الجالسين و هم جلوس و قعود و صافحهم ففي ذلك قضاء على الوثنية التي عمت البلاد الإسلامية اليوم يقومون قياما للداخل و يظلون قائمين حتى يجلس هذا الداخل و يقعد هذا أنكره الرسول عليه السلام حتى في أقدس حالة أو صورة ألا و هي الصلاة فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم أتى الناس و صلى بهم قاعدا صلاة الظهر فقام الناس من خلفه قياما فأشار إليهم و هو يصلي أن اجلسوا فجلسوا فلما قضى الصلاة التفت إليهم و قال ( لقد كدتم آنفا تفعلون فعل فارس بعظمائها يقومون على رؤوس ملوكهم إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا فكبروا و إذا ركع فاركعوا و إذا سجد فاسجدوا و إذا صلى قائما فصلوا قياما و إذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجميعن ) الشاهد قوله ( ... و إذا صلى الإمام جالسا فصلوا جلوسا أجمعين ) فمن الواضح في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم أسقط ركنا من أركان الصلاة ألا و هو القيام عن المصلين الأصحاء الذين لا يجوز لهم أن يصلوا من قعود لقوله عليه السلام ( صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا ) فهؤلاء يستطيعون القيام و قد فعلوه خلف الرسول عليه الصلاة و السلام مع ذلك أشار إليهم أن اجلسوا و قال صراحة ( و إذا صلى الإمام جالسا فصلوا جلوسا أجمعين ) لماذا ؟ ليبطل وثنية ظاهرة و هي جلوس الملك على عرشه و قيام الحاشية من خلفه تعظيما له علما بأن الرسول عليه السلام إنما جلس في الصلاة مضطرا و لم يجلس كما يفعل كسرى متكبرا و الصحابة أيضا جلسوا أو قاموا قبل قاموا خلفه عليه السلام لربنا عز و جل سبحانه و تعالى و لم يقوموا من أجل الرسول عليه الصلاة و السلام مع هذه الفوارق بين الرسول و صحبه و بين كسرى و حاشيته قال لهم (كدتم آنفا أن تفعلوا فعل فارس بعظمائها ) مع اختلافهم بالمقاصد فأراد حتى في الصلاة أن لا تظهر صورة تشبه صورة الوثنيين من أهل فارس فقال ( و إذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجميعن ) فما بالنا نحن اليوم ليس في الصلاة نقوم قياما وراء الإمام و هو جالس و إنما في مجالسنا المعتادة فنكون جالسين يدخل الداخل نقوم له أجمعين قياما هكذا كأنا قمنا لرب العالمين حتى يجلس هو و بعد ذلك نجلس فهذا هو المشكلة التي حاربها الرسول عليه السلام بمثل قوله المعروف الصحيح ( من أحب أن يتمثل الناس له قياما فليتبوأ مقعده من النار ) و كل داخل لا يمقت هذا القيام في قلبه بل تحسّنه له نفسه الأمارة له نصيب صغير أو كبير من ذلك الوعيد الشديد ( فليتبوّأ مقعده من النار ) لأني أقول هذا لأن الناس الذين يقومون منهم من يقوم ويقعد أي لا يتمثل و منهم من يظل متمثّلا ما ينقصه غير يضع يمناه على يساره كما يفعل في الصلاة ... الداخل و لذلك أذكركم و الذكرى تنفع المؤمنين أن من سنن الرسول عليه السلام عند الملاقاة المصافحة و فيها ما ذكرنا من الاقتداء به عليه السلام أولا ثم من اكتساب فضيلة المغفرة ثانيا ثم ثالثا و أخيرا القضاء على عادة التمثل قياما و إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد .
السائل : جزاك الله خيرا .