تذكير الشيخ ببعض الأحاديث التي ورد فيها توفيق الله عزوجل لعبده المؤمن التقي وبيان عظم درجة التقوى . حفظ
الشيخ : و هناك أحاديث عجيبة تبين مبلغ تأثير اتقاء المسلم لربه و كم أن ربنا عز و جل يسخر لهذا المسلم المتقي لربه من الأمور التي لا يسخرها عادة للناس أي بعبارة فقهية دقيقة إن الله عز و جل يخرق نظام الكون في سبيل المحافظة على مال هذا المسلم نظام الكون الذي قال ربنا عز و جل في هذا النظام (( سنة الله و لن تجد لسنة الله تبديلا )) و عندنا بعض الحوادث و الشواهد من ذلك مثلا قال عليه الصلاة و السلام ( بينما رجل فيمن قبلكم يمشي في فلاة من الأرض إذ سمع صوتا من السحاب يقول اذهب و اسق أرض فلان ... ) كان السحاب ماشي هكذا مثلا و إذا به اتجه هكذا ، هذا الإنسان الذي سمع الصوت سار مع السّحاب غير بعيد و إذا بالسحاب يفرغ مشحونه من المطر في أرض فأطل عليها و إذا به يجد فيها رجل يعمل بمنكاشه سلم عليه كأن يقول له مثلا السلام عليكم و يا فلان استغرب الرجل لأنه عرفه غريبا فمن أين عرف اسمه قال له كنت ماشيا في الصحراء فسمعت من السحاب قائلا يقول له اسق أرض فلان فجئت مع السحاب حتى وصلت إليك فعرفت أنك أنت المقصود هنا الشاهد فبما استحققت هذه العناية من الله تبارك و تعالى قال و الله لا أدري سوى أنه عندي هذه الأرض فأزرعها ثم أجعل حصيلتها و حصيدها ثلاثة أقسام قسم أنفقه على نفسي و على أهلي ، قسم أعيده إلى أرضي ، القسم الثالث أنفقه على الفقراء و المساكين من حولي قال هو هذا انظروا الآن هل سمعتم أن الله عز وجل سخر السماء لأرض معينة ؟ لا ، لكن هذا لما اتقى الله فالله عز و جل يعني خصه بعناية من عنده خاصة دون الناس جميعا من هذا القبيل أيضا ما جاء هذا الحديث في صحيح مسلم و من هذا القبيل أيضا ما جاء في صحيح البخاري أن رجلا احتاج إلى شيء من المال قرضا فقصد رجلا غنيا قال له يا فلان أقرضني مائة دينار قال هات الشهيد قال الله شهيد قال هات الكفيل قال الله الكفيل رجل كما يقولون عندنا في الشام يبدو أنه عليه البركة و يعنون بالبركة يعني صافي السريرة طيب القلب لا يعرف الخداع لا يعرف المكر بدك شهيد ما عندي شهيد يكفي الله شهيد ... بدك كفيل ماعندي كفيل الله كفيل و يبدو أن كان القضية كما قيل " إن الطيور على أشكالها تقع " أن هذا الغني كمان إيش على البركة فقيل هذا الجواب من المستقرض ... ما دام أن الله شهيد و الله كفيل تفضل نقده مائة دينار ذهبا و تواعدا على يوم بالوفاء و أخذ الرجل من الدينار و انطلق للتجارة و جاء الميعاد و هو بعيد عن البلدة ماذا يفعل ؟ أخذ والله بارك له في ماله و أخذ مائة دينار فحشاها في خشبة حفرها حفرا و دكها فيها دكا ... و جاء إلى ساحل البحر و قال اللهم أنت كنت الشهيد و أنت كنت الكفيل ... و رمى الخشبة في البحر هذا جنون لكن هذا غلب عليه الورع لله عز و جل وحبه للوفاء بالوعد ما فيه غير الله شهيد و الله الكفيل و ربنا عز و جل قدير على كل شيء أمر الأمواج أن تأخذ هذه الخشبة من هذا الساحل إلى الساحل البعيد حيث الرجل الغني خرج الرجل الغني يتفقد الساحل للرجل الذي كان أقرضه مائة دينار و انتظر قليلا و إذا به يرى هذه الخشبة تتقاذفها الأمواج تارة من دبر و تارة من قبل حتى دنت منه فأخذها إلى البيت و هناك كسرها و إذا بالدنانير تنهار على الأرض بعد مدة جاء المستدين شوفوا كمان طيبة القلب فعد له مائة دينار ما اعتمد على ذلك العمل لأنه أمر خارق للعادة مش ممكن يعني الإنسان يعتمد عليه فقدم له المائة دينار و انظروا أيضا طهارة هذا الرجل الغني قص عليه القصة قال له أنا و الله القصة كذا و كذا خرجت في الميعاد أنتظرت و وجدت هذه الخشبة و أخذتها و إذا فيها مائة دينار قال و الله الواقع أنا لما أدركني الميعاد و ما استطعت أقدم إليك في الوقت المعين فعلت كذا و كذا فالخشبة هي التي أنا رميت متوكلا على الله قال له فالله ... فبارك الله لك في مالك إيش ممكن يكون ... مساعدة من الله لعباده المتقين أكثر من هذه المساعدة و قد يكون من هذا القبيل أيضا قصة الثلاثة الذي آووا للغار كما قال عليه الصلاة و السلام " بينما ثلاثة نفر ممن قبلكم يمشون إذ أصابهم المطر فأووا إلى غار في الجبل فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فانطبقت عليهم فقال بعضهم لبعض يا هؤلاء انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا الله بها لعل الله يفرج عنكم انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا الله بها بهذه الأعمال الصالحة لعل الله يفرج عنكم فرفع أحدهم يديه و قال اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أبوان شيخان كبيران و امرأتي و كان لي صبية صغار أرعى عليهم فإذا أرحت حلبت و جئت بالحلاب فبدأت بأبويّ قبل بني فنأى بي ذات يوم الشجر فرجعت و قد أمسيت فحلبت كما كنت أحلب و جئت بالحلاب إليهما فوجدتهما قد ناما فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما وأكره أن أسقي الصبية قبلهما و الصبية يتضاغون من الجوع عند قدمي فلم يزل ذلك دأبي و دأبهم حتى طلع الفجر فإن كنت اللهم تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك ففرّج عنا منها فرجة نرى منها السماء فانزاحت الصخرة شيئا قليلا حتى رأوا السماء " صخرة يعني جبل غار كبير قال الثاني " اللهم إنك كنت تعلم أنه كان لي ابنة عم أحببتها كأشد ما يجب الرجال النساء فطلبت منها نفسها فأبت حتى آتيها بمائة دينار فلما وقعت بين رجليها قالت يا عبد الله اتق الله و لا تفتح الخاتم إلا بحقه فقمت عنها فإن كنت اللهم تعلم إني فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك ففرّج عنا منها فرجة فانزاحت الصخرة أيضا شيئا قليلا لكن لا يستطيعوا الخروج حتى قام الثالث يقول اللهم إن كنت تعلم أني كنت استجأرت أجيرا على فرق من أرز فلما قضى عمله عرضت عليه فرقه فرغب عنه فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقرا و رعاءها ثم جاءني و قال يا عبد الله أعطني حقي قلت له انظر إلى تلك البقر و الغنم فاذهب وخذها قال يا عبد الله اتق الله و لا تستهزئ بي إنما لي عندك فرق من أرز قال اذهب و خذها فإنما تلك البقر من ذلك الفرق فذهب و استاقها فإن كنت اللهم تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك فافرج عنا فانزاحت الصخرة و خرجوا يتمشوّن " هذا كله مدد من الله عز و جل لعبادة المتقين مصداقا لقول رب العالمين (( و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب )) نحن بحاجة إلى مثل هذه التربية لنكون مؤمنين حقا إن شاء الله .
السائل : ... بدون بذل الأسباب و تهيئة الأوضاع ... اللحوم ... أننا نبدأ ... .
الشيخ : لا بد .