شرح الحديث الثاني وهو (عن أبي ذر أنه مات بالربذة ...........) رواه أحمد . حفظ
الشيخ : الحديث الثاني يعني إبراهيم بن الأشقر أن أبا ذر حضره الموت وهو بالربذة فبكت امرأته فقال ما يبكيك فقالت أبكي فإنه لا يد لي بنفسك و ليس عندي ثوب يسعك ... إذا كان عندي خطأ فصحح " و ليس عندي ثوب يسعك كفنا " قال " لا تبكي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم -و هنا سقط استدركته وهو بعد قوله- سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم ذات يوم وأنا عنده في نفر هذه زيادة - يقول الرسول عليه السلام في مجلس من الصحابة و فيهم أبو ذر ( ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يصحبه عصابة من المؤمنين ) قال أبو ذر : فكل من كان معي في ذاك المجلس مات في جماعة و فرقة ... فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة و فرقة فلم يبق منهم غيري و قد أصبحت بفلاة أموت راقبي الطريق فإنك سوف ترين ما أقول فإني و الله ما كذبت و لا كذبت ، قالت : و أنّا ذلك و قد انقطع الحاج ؟ قال : راقبي الطريق ، قال فبينما هي كذلك إذا هي بالقوم تخض بهم رواحلهم كأنهم ... فأقبل القوم حتى وقفوا عليها فقالوا : ما لك ؟ فقلت : امرؤ من المسلمين تكفنوه و تؤجروا فيه ، قالوا : و من هو ؟ قالت : أبو ذر ، ففدوه بآبائم و أمهاتهم و وضعوا أسياطهم في نحورها يبتدرونه فقال -عندي فقالت و هو خطأ- أبشروا فإنكم النفر الذين قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فيكم ما قال ثم قد - زيادة بين قوسين - أصبحت اليوم حيث ترون ولو أن لي ثوبا من ثيابي - هنا الشاهد - من ثيابي يسع كفني لم أكفن إلا فيه فأنشدكم الله لا يكفنني رجل منكم كان عريفا أو أميرا أو بريدا فكل القوم قد نال من ذلك شيئا إلا فتى من الأنصار و كان مع القوم قال أنا صاحبك ثوبان في عيبتي من غزل أمي و أحد ثوبيّ هاذين اللّذين عليّ قال أنت صاحبي " رواه أحمد و اللفظ له و رجاله رجال الصحيح و البزار بنحوه باختصار ، العيبة بفتح العين المهملة وإسكان المثناة تحت بعدها موحدة هي ما يجعل المسافر فيها ثيابه يعني " شنطة السفر" .
نعود لهذا الحديث لشرح بعض ما قد يشكل على بعض الناس يقول إبراهيم بن الأشقر أن أبا ذر حضره الموت وهو بالربذة مكان قريب من المدينة فبكت امرأته لأنه كانت تعيش مع زوجها أبي ذر في فلاة من الأرض ليس هناك جليس و لا صاحب و لا صديق و لا ديار و لا أي شيء فبكت امرأته و قد حضر زوجها الموت فقال ما يبكيك ؟ قالت أبكي فإنه لا يد لي بنفسك و ليس عندي ثوب يسعك كفنا ... ما فيه ثوب أكفنك فيه و ما فيه أحد هنا يساعدني فبشرها بما كان سمعه من الرسول عليه السلام لا تبكي قائلا لها لا تبكي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ذات يوم و أنا عنده في نفر يقول ( ليموتن رجل منكم في فلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين ) هذه البشارة الزوجة استوحشت من وفاة زوجها وحيدا و لا كفن له يكفنه فيه فأخبرها بأن الرسول عليه السلام قد قال يوما في مجلس فيه جماعة من الصحابة هو أحدهم الواحد من هؤلاء سيموت في فلاة من الأرض في البرية لكن يشهده عصابة من المؤمنين جماعة قال أبو ذر فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة و فرقة يعني أحيانا ناس مات في جماعات و ناس ماتوا وحيدين كهو لكن هؤلاء لم يبق أحد غيري لذلك فأنا الذي سأموت في فلاة من الأرض و لا بد أن يصدق فيّ خبر الرسول عليه السلام حين قال ( يشهده عصابة من المؤمنين ) لذلك أبشري و لا تيأسي ، هنا ملاحظة أريد أن ... بها نص الحديث يخطاب الرسول عليه السلام الصحابة الحاضرين في ذلك المجلس فالصحابي انظروا كيف يتأمل في كلام الرسول الدقيق فيفهم أن هذا الخطاب مقصود به هذه الجماعة الخاصة الموجودين في ذاك المجلس و لا يذهب عنه و خاطره إلى أنه يعني واحدا من الصحابة جميعا لا ، لأنه خطاب لمن كان حاضرا في ذلك المجلس و من هنا تيقن أبو ذر ما دام أن الجماعة ماتوا تارة في جماعة و تارة وحدانا لكن ما أحد منهم مات في فلاة من الأرض و ما دام كلهم النفر ماتوا ما بقي غيري و أنا في الفلاة إذا أنا المقصود بذلك الخبر فلا بد أن يتحقق تمام الخبر ألا و هو أن يشهد موته جماعة عصابة من المؤمنين يعني من الصحابة فهو يقول " فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة و فرقة و لم يبق أحد منهم غيري و قد أصبحت من الفلاة أموت فراقبي الطريق فإنك سوف ترين ما أقول فإني و الله ما كذبت ولا كُذبت " أي أنا ما كذبت على رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا الرسول عليه السلام كذب عليّ حاشا من ذلك إذا إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون لابد أن هذا الخبر يصدق لا أنا كاذب على الرسول عليه السلام و لا الرسول يكذب علينا ، لكن لا تزال هي مستوحشة و مستغربة هذا الخبر قالت " و أنى ذلك و قد انقطع الحاج ؟ " هما الزوجان يعيشان في فلاة من الأرض يعني ليس في طريق الناس و الطريق الذي يمر به الناس بقوافلهم و إنما في طريق يطرقه الحجاج عادة و لم يبق هناك حجاج قافلون من الحج لذلك من أين يأتي هؤلاء الناس الذين تظن أنت أنهم سيحضرون وفاتك قال : " راقبي الطريق " يقول قولة الرجل المؤمن المعتقد بأن خبر الرسول عليه السلام فيه سيتحقق و لابد قال فبينما هي كذلك تراقب الطريق تنفيذا لأمر زوجها إذا هي بالقوم تخبّ بهم رواحلهم ... من السيل و هو في ... تخب و بين تجد من الإسراع في السير في بعض النسخ هذه رواية أحمد فبينما هي كذلك إذا هي بالقوم تخب بهم وراحلهم كأنهم الرخم أنا هذا التشبيه في الواقع ما فهمته فإذا كان بعض إخواننا الحاضرين عندهم سابق معرفة بهذا التعريف فليفيدونا أياه يعني تشبيه بالرخم كأنهم الرخم ... .
السائل : ... .
الشيخ : .... تشبيه فأقبل القوم حتى وقفوا عليها فقالوا ما لك ؟ فقالت امرؤ من المسلمين تكفونه وتأجروا فيه يعني هنا رجل حضره الموت فلعلكم تكسبون أجره و تكفنونه قالوا من هو ؟ قالت أبو ذر ... أبو ذر أول ما سمعوا باسمه فدوه بآبائهم و أمهاتهم و وضعوا سياطهم في نحورها الظاهر أن المقصود أنهم علقوا السياط التي يسوقون بها رواحلهم على الرواحل ... ليتوجهوا إلى حيث أبو ذر يحتضر قال و وضعوا سياطهم في رواحلهم يبتدرونه فقال يعني فجاؤوا إليه فقال أبشروا فإنكم النفر الذين قال الرسول صلى الله عليه و سلم فيكم ما قال يشهده عصابة من المؤمنين ... الجملة ثم هنا سقط أيضا غريب ما أدري إذا كان المصنف اختصره و ليس هذا من شأن المؤلفين و الغريب أنه توارد عليه أو تبعه فيه الهيثمي في مجمع الزوائد هذا السقط .