الرد على من يقسم البدع إلى حسنة وسيئة. حفظ
الشيخ : وهاهنا لا بد أن نتساءل، إذا كان الجمهور المعاصر اليوم يستدل بهذا الحديث على أن في الإسلام بدعة حسنة وعلى ذلك فهو يفسره بالمعنى المعروف عنهم وهو قولهم ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) معناه من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة فله أجرها فنحن نسألهم الآن بعد أن عرفنا سبب هذا الحديث أين موضع هذه البدعة المزعومة والموصوفة عندهم بأنها بدعة حسنة في هذه الحادثة التي وقعت في مجلس الرسول عليه الصلاة والسلام وقال بمناسبتها ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) ؟ لقد سألت كثيرين ممن يحتجون بهذا الحديث على أن في الإسلام حسنة فلم يستطع أحد منهم إطلاقا أن يقول البدعة الحسنة هي هذه مما وقع في المجلس لأنه لا يوجد في المجلس إلا أمرين اثنين يستحق الوقوف عندهما.
الأمر الأول هو صدقة الصحابة بدأ من الأول وانتهاء بآخر من تصدق منهم والشيء الآخر هو أن رجلا منهم قام قبل كل أصحابه الآخرين وسن هذه الطريق وفتحها لأولئك الذين كانوا كما هو طبيعة الجماهير حينما يحضهم الواعظ المذكر بأمر مشروع قطعا فنجدهم واجمين ساكتين لكنّ فردا منهم يتنبه للموضوع ويتحمس له فينطلق ويتصدق إما آنيا أو ينطلق إلى بيته فيأتي بما يتيسر له من صدقة كما فعل ذلك الرجل في مجلس الرسول عليه الصلاة والسلام .
فإذًا قال الرسول عليه السلام ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) بهذه المناسبة التي قام الرجل الأول فتصدق بما تيسر له ثم تبعه الآخرون فهل الصدقة بدعة؟ الجواب لا لأن الرسول عليه السلام أمرهم بنص من الآية الكريمة ثم هو فوق ذلك حضّهم على الصدقة بكلامه فلا أحد يتخيل أن يقال إن البدعة في ذلك المجلس إنما هي الصدقة .
إذًا ماهي البدعة؟ ليس هناك أيضا في بدعة يمكن أن توصف بأنها حسنة اللهم إلا أن يقال إنّ انطلاق الرجل الأول إلى داره ورجوعه بالصدقة هذا الانطلاق هو البدعة ولا أحد يقول بهذا لأنه الانطلاق والذهاب والإياب إنما هو من الأمور العادية التي ينطلق الإنسان فيها في نهاره وليله عشرات إن لم نقل مئات المرات فما هي البدعة إذًا في هذه الحادثة لم يستطيعوا ولن يستطيعوا مطلقا أن يقولوا إن في هذه الحادثة شيء وقع يمكن أن يوصف بأنه بدعة حسنة .
إذًا لم يصح تفسيرهم للجملة الكريمة من كلام الرسول عليه السلام ( من سن في الإسلام سنة حسنة بقولهم من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة بأنه ليس في هذا المجلس بدعة وقعت وبناء على ذلك قال الرسول عليه السلام ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) فهذا أعني ملاحظتنا لسبب ورود هذا الحديث يدلنا على بطلان تفسير الحديث بذلك التفسير الخاطئ ( من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة ) بأنه ليس في هذه الحادثة بدعة أو أمر وقع يمكن أن يسمى بالبدعة.
إذا ممكن شوية تتراصوا ... دعوا الفرجات هذه لا تدعوها.
إذًا فمعنى الحديث كما يدل عليه سبب وروده هو هذا الرجل الذي انطلق وجاء بالصدقة فتح الطريقة الآخرين للصدقة حيث كانوا واجمين وكانوا منكمشين على أنفسهم فهذه هي السنة الحسنة انطلاق الرجل ورجوعه بالصدقة هي هذه هي السنة الحسنة، هذا الجواب من الوجه الأول والجواب من الوجه الثاني هو هب أن معنى ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) أي من ابتدع إلى آخر كلامه لكني أستدرك الأن فأقول بعد أن عرفنا أن سبب ورود الحديث يدل على المعنى الصحيح للحديث وهو على ظاهره من سن أي من فتح طريقا إلى سنة حسنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام هذا الرجل فأحياها بالنسبة للناس الحاضرين فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، بعد أن عرفنا هذا الحديث أقول فمن المستحيل أن نتصور أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول بمناسبة قيام هذا الرجل الأول ورجوعه بالصدقة المأمور بها نصا في القرآن والسنة أن يقول الرسول عليه السلام بمثل هذه المناسبة ( من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة ) هل تتصورون أنه هذا الذي يتكلم الآن بين ظهرانيكم إذا حضكم على صدقة مثلا فقام رجل هو أبو أحمد مثلا ودخل البيت وجاء بقرش بفرنك بليرة وضعها صدقة فتحمس الحاضرون وجاء كل منهم بصدقة فقلت أنا وأنا أعني من أنا رجل أعجمي ألباني هو ما فعل إلا صدقة فأقول من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة هل يعني تهضمون هذا التعبير وهو لم يفعل إلا الصدقة ومع ذلك أنا أقول بمناسبة هذه الصدقة وانطلاقه ومجيئه بها ( من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة ) هذا إن قلته وليس بعيد عني لأنه العرق دساس فأنا رجل أعجمي قد أخطئ في كثير من الأحيان أو قليلها من حيث التعبير العربي فما هو غريب عني إن أخطأت من هذا الخطأ لكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أفصح من نطق بالضاد حقا وإن كان هذا الحديث لا أصل له ( أنا أفصح من نطق بالضاد ) هذا حديث لا أصل له عند علماء الحديث لكن كواقع هو بلا شك أفصح من نطق بالضاد إذ الأمر كذلك فكيف يقول هو ما لا يليق بأعجمي مثلي أن يقول بمناسبة صدقة ( من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة ) الواقع إن الذين ينسبون إلى الرسول عليه الصلاة والسلام هذا التفسير لهذا الحديث الصحيح هم ينسبون الرسول عليه السلام إلى العي من الكلام والجهل بالبيان الذي هو عليه الصلاة والسلام من مزاياه ومن خصائصه أنه كما جاء في الحديث الصحيح أوتي من جوامع الكلم فهذا النبي الذي خصصه ربنا تبارك وتعالى بخصائص امتاز بها على سائر الرسل والأنبياء منها أنه أوتي جوامع الكلم، كيف يقول بمناسبة صدقة قام إنسان فسنها للحاضرين ابتدع في الإسلام بدعة حسنة هذا أبعد ما يكون صحة أن ينسب إلى رجل عادي مثلي فضلا أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو الذي في الأصل أفصح من نطق بالضاد ثم إن الله عز وجل ميزه بأنه أوتي جوامع الكلم، هذا الدليل وحده يكفي لإبطال تأويل الحديث بقولهم من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة، الوجه الثاني الذي يدل على بطلان هذا التأويل لهذا الحديث الذي هدموا به حديثا صحيحا بعمومه ألا وهو قوله ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) كذلك الوجه الثاني فإننا نقول إن هذا الوجه يؤكد هذا البطلان ذلك التفسير السابق لأننا نقول عفوا يؤكد الوجه الثاني على أنه لا يصح لهم أن يتخذوا الحديث دليلا على أن في الإسلام بدعة حسنة حتى لو سلمنا لهم بصحة تفسيرهم للحديث فنقول لهم هبوا أن معنا من سن في الإسلام سنة حسنة ، من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة، هبوا جدلا أن الأمر كذلك لكننا نجد أن الحديث ذكر السنتين بوصفين أو بصفتين متباينتين الصفة الأولى حسنة والصفة الأخرى سيئة، تُرى ما هو السبيل لمعرفة السنة الحسنة من السنة السيئة، ما هو الطريق لتمييز هذه السنة الحسنة من السنة السيئة ؟ أهو العقل ؟ الجواب لا، أهو العادة التي وجدنا عليها الآباء والأجداد أيضا سيقولون لا، إذًا أهو الشرع ؟ سيقولون نعم هو الشرع لا ريب .
إذ الأمر كذلك فنحن نسلم إذا كان هذا هو التفسير لهذا الانتباه لوصف السنة بأنها حسنة وبأنها سيئة إذًا ليس الأمر بوصف السنة التي بمعنى البدعة أنها حسنة أو أنها سيئة راجع لعقول الناس وأهوائهم وعاداتهم أو عواطفهم وإنما المرجع في كل ذلك إنما هو الشرع، إذا كان الأمر كذلك فنحن نقول لهم هاتوا بدعة بمعنى لغوي أي حدثت بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهاتوا الدليل من الشرع على أن هذه البدعة حسنة حتى نتفق جميعا على أنه يوجد في الإسلام مثل هذه البدعة لأن الخطر يكمن في تبني القول بالبدعة الحسنة من جهة تحكيم عقولنا وأهواءنا على استحسان بعض البدع لما ذكرته آنفا أنه حينذاك هذا الموضوع ينافي التوحيد الخالص لله تبارك وتعالى الذي من أجل هذه المنافاة قال الله عز وجل في حق النصارى (( اتخذوا ورهبانهم أربابا من دون الله )) فإذا كانت البدعة التي يحسّنها بعض الناس استحسان من عند أنفسهم ثم تابعهم ناس على ذلك فهو التشريع في الشرع بدون دليل، أما إذا سلموا معنا أن السنة الحسنة هي التي جاء وصفها أو قام الدليل الشرعي على وصفها بأنها حسنة فحينئذ نحن لا نكون في الحالة متبعين لأهواء الناس وعاداتهم وعقولهم وإنما نكون متبعين للشرع الذي أقام الدليل على استحسان هذه البدعة بذاتها .
الأمر الأول هو صدقة الصحابة بدأ من الأول وانتهاء بآخر من تصدق منهم والشيء الآخر هو أن رجلا منهم قام قبل كل أصحابه الآخرين وسن هذه الطريق وفتحها لأولئك الذين كانوا كما هو طبيعة الجماهير حينما يحضهم الواعظ المذكر بأمر مشروع قطعا فنجدهم واجمين ساكتين لكنّ فردا منهم يتنبه للموضوع ويتحمس له فينطلق ويتصدق إما آنيا أو ينطلق إلى بيته فيأتي بما يتيسر له من صدقة كما فعل ذلك الرجل في مجلس الرسول عليه الصلاة والسلام .
فإذًا قال الرسول عليه السلام ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) بهذه المناسبة التي قام الرجل الأول فتصدق بما تيسر له ثم تبعه الآخرون فهل الصدقة بدعة؟ الجواب لا لأن الرسول عليه السلام أمرهم بنص من الآية الكريمة ثم هو فوق ذلك حضّهم على الصدقة بكلامه فلا أحد يتخيل أن يقال إن البدعة في ذلك المجلس إنما هي الصدقة .
إذًا ماهي البدعة؟ ليس هناك أيضا في بدعة يمكن أن توصف بأنها حسنة اللهم إلا أن يقال إنّ انطلاق الرجل الأول إلى داره ورجوعه بالصدقة هذا الانطلاق هو البدعة ولا أحد يقول بهذا لأنه الانطلاق والذهاب والإياب إنما هو من الأمور العادية التي ينطلق الإنسان فيها في نهاره وليله عشرات إن لم نقل مئات المرات فما هي البدعة إذًا في هذه الحادثة لم يستطيعوا ولن يستطيعوا مطلقا أن يقولوا إن في هذه الحادثة شيء وقع يمكن أن يوصف بأنه بدعة حسنة .
إذًا لم يصح تفسيرهم للجملة الكريمة من كلام الرسول عليه السلام ( من سن في الإسلام سنة حسنة بقولهم من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة بأنه ليس في هذا المجلس بدعة وقعت وبناء على ذلك قال الرسول عليه السلام ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) فهذا أعني ملاحظتنا لسبب ورود هذا الحديث يدلنا على بطلان تفسير الحديث بذلك التفسير الخاطئ ( من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة ) بأنه ليس في هذه الحادثة بدعة أو أمر وقع يمكن أن يسمى بالبدعة.
إذا ممكن شوية تتراصوا ... دعوا الفرجات هذه لا تدعوها.
إذًا فمعنى الحديث كما يدل عليه سبب وروده هو هذا الرجل الذي انطلق وجاء بالصدقة فتح الطريقة الآخرين للصدقة حيث كانوا واجمين وكانوا منكمشين على أنفسهم فهذه هي السنة الحسنة انطلاق الرجل ورجوعه بالصدقة هي هذه هي السنة الحسنة، هذا الجواب من الوجه الأول والجواب من الوجه الثاني هو هب أن معنى ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) أي من ابتدع إلى آخر كلامه لكني أستدرك الأن فأقول بعد أن عرفنا أن سبب ورود الحديث يدل على المعنى الصحيح للحديث وهو على ظاهره من سن أي من فتح طريقا إلى سنة حسنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام هذا الرجل فأحياها بالنسبة للناس الحاضرين فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، بعد أن عرفنا هذا الحديث أقول فمن المستحيل أن نتصور أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول بمناسبة قيام هذا الرجل الأول ورجوعه بالصدقة المأمور بها نصا في القرآن والسنة أن يقول الرسول عليه السلام بمثل هذه المناسبة ( من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة ) هل تتصورون أنه هذا الذي يتكلم الآن بين ظهرانيكم إذا حضكم على صدقة مثلا فقام رجل هو أبو أحمد مثلا ودخل البيت وجاء بقرش بفرنك بليرة وضعها صدقة فتحمس الحاضرون وجاء كل منهم بصدقة فقلت أنا وأنا أعني من أنا رجل أعجمي ألباني هو ما فعل إلا صدقة فأقول من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة هل يعني تهضمون هذا التعبير وهو لم يفعل إلا الصدقة ومع ذلك أنا أقول بمناسبة هذه الصدقة وانطلاقه ومجيئه بها ( من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة ) هذا إن قلته وليس بعيد عني لأنه العرق دساس فأنا رجل أعجمي قد أخطئ في كثير من الأحيان أو قليلها من حيث التعبير العربي فما هو غريب عني إن أخطأت من هذا الخطأ لكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أفصح من نطق بالضاد حقا وإن كان هذا الحديث لا أصل له ( أنا أفصح من نطق بالضاد ) هذا حديث لا أصل له عند علماء الحديث لكن كواقع هو بلا شك أفصح من نطق بالضاد إذ الأمر كذلك فكيف يقول هو ما لا يليق بأعجمي مثلي أن يقول بمناسبة صدقة ( من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة ) الواقع إن الذين ينسبون إلى الرسول عليه الصلاة والسلام هذا التفسير لهذا الحديث الصحيح هم ينسبون الرسول عليه السلام إلى العي من الكلام والجهل بالبيان الذي هو عليه الصلاة والسلام من مزاياه ومن خصائصه أنه كما جاء في الحديث الصحيح أوتي من جوامع الكلم فهذا النبي الذي خصصه ربنا تبارك وتعالى بخصائص امتاز بها على سائر الرسل والأنبياء منها أنه أوتي جوامع الكلم، كيف يقول بمناسبة صدقة قام إنسان فسنها للحاضرين ابتدع في الإسلام بدعة حسنة هذا أبعد ما يكون صحة أن ينسب إلى رجل عادي مثلي فضلا أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو الذي في الأصل أفصح من نطق بالضاد ثم إن الله عز وجل ميزه بأنه أوتي جوامع الكلم، هذا الدليل وحده يكفي لإبطال تأويل الحديث بقولهم من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة، الوجه الثاني الذي يدل على بطلان هذا التأويل لهذا الحديث الذي هدموا به حديثا صحيحا بعمومه ألا وهو قوله ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) كذلك الوجه الثاني فإننا نقول إن هذا الوجه يؤكد هذا البطلان ذلك التفسير السابق لأننا نقول عفوا يؤكد الوجه الثاني على أنه لا يصح لهم أن يتخذوا الحديث دليلا على أن في الإسلام بدعة حسنة حتى لو سلمنا لهم بصحة تفسيرهم للحديث فنقول لهم هبوا أن معنا من سن في الإسلام سنة حسنة ، من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة، هبوا جدلا أن الأمر كذلك لكننا نجد أن الحديث ذكر السنتين بوصفين أو بصفتين متباينتين الصفة الأولى حسنة والصفة الأخرى سيئة، تُرى ما هو السبيل لمعرفة السنة الحسنة من السنة السيئة، ما هو الطريق لتمييز هذه السنة الحسنة من السنة السيئة ؟ أهو العقل ؟ الجواب لا، أهو العادة التي وجدنا عليها الآباء والأجداد أيضا سيقولون لا، إذًا أهو الشرع ؟ سيقولون نعم هو الشرع لا ريب .
إذ الأمر كذلك فنحن نسلم إذا كان هذا هو التفسير لهذا الانتباه لوصف السنة بأنها حسنة وبأنها سيئة إذًا ليس الأمر بوصف السنة التي بمعنى البدعة أنها حسنة أو أنها سيئة راجع لعقول الناس وأهوائهم وعاداتهم أو عواطفهم وإنما المرجع في كل ذلك إنما هو الشرع، إذا كان الأمر كذلك فنحن نقول لهم هاتوا بدعة بمعنى لغوي أي حدثت بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهاتوا الدليل من الشرع على أن هذه البدعة حسنة حتى نتفق جميعا على أنه يوجد في الإسلام مثل هذه البدعة لأن الخطر يكمن في تبني القول بالبدعة الحسنة من جهة تحكيم عقولنا وأهواءنا على استحسان بعض البدع لما ذكرته آنفا أنه حينذاك هذا الموضوع ينافي التوحيد الخالص لله تبارك وتعالى الذي من أجل هذه المنافاة قال الله عز وجل في حق النصارى (( اتخذوا ورهبانهم أربابا من دون الله )) فإذا كانت البدعة التي يحسّنها بعض الناس استحسان من عند أنفسهم ثم تابعهم ناس على ذلك فهو التشريع في الشرع بدون دليل، أما إذا سلموا معنا أن السنة الحسنة هي التي جاء وصفها أو قام الدليل الشرعي على وصفها بأنها حسنة فحينئذ نحن لا نكون في الحالة متبعين لأهواء الناس وعاداتهم وعقولهم وإنما نكون متبعين للشرع الذي أقام الدليل على استحسان هذه البدعة بذاتها .