الرد على من يستدل بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " ما رآه المسلمون حسنا فهو حسن" على تحسين البدع . حفظ
الشيخ : ويبقى شيء ثالث هام لا بد من التنبيه عليه وبذلك أنهي هذه الكلمة، هذا الشيء الهامّ هو ما اشتهر على ألسنة العوام بل كثير من الخواص من قولهم قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ( ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ) ( ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ) والجواب عن هذا من وجهين اثنين الأول أن هذا ليس بحديث مرفوع إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فنسبته إلى النبي خطأ واضح لا يجوز أن يقع فيه المسلم وإنما رواه جماعة من أئمة الحديث كأبي داود الطيالسي والإمام أحمد في مستندهما وغيرهما بإسناد حسن من حديث ابن مسعود موقوفا عليه من قوله وليس من قول النبي عليه الصلاة والسلام، هذا الجواب رقم واحد .
الجواب رقم اثنين أن هذا الحديث مع كونه موقوفا فليست دلالته عامة لجميع المسلمين في كل زمان ومكان وإنما دلالته خاصة بطائفة من المسلمين هم الذين خاطبهم رب العالمين في القرآن الكريم بقوله مباشرة (( كنتم خير أمة أخرجت للناس )) وهم أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام، هؤلاء هم المقصودون بقول ابن مسعود " ما رآه المسلمون " فـ" أل " في المسلمون ليست للإستغراق والشمول وإنما هو للعهد ذلك لأن أيضا لهذا الحديث مع كونه موقوفا مناسبة إذا عرفنا أيضا هذه المناسبة يتحدد المعنى الصحيح لهذه الجملة، ذلك أن ابن مسعود رضي الله عنه قال هذه الكلمة بمناسبة اختيار الصحابة لأبي بكر الصديق وانتخابهم خليفة له بدون خلاف ونزاع بينهم فقال ابن مسعود " إن الله تبارك وتعالى بعث إلينا نبيه صلى الله عليه وآله وسلم رسولا وجعل له وزراء وأنصارا فما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن " إذًا فالمسلمون ههنا قيل بمناسبة ذكر أصحاب الرسول عليه السلام من المهاجرين والأنصار الذين هم نخبة أصحاب الرسول عليه السلام فحتى لا يدخل - قص المروحة - حتى لا يدخل في هذا اللفظ كل صحابي ولو كان جاء إلى الرسول عليه السلام وأمن به ثم عاد إلى باديته ولم يخالط الرسول عليه السلام مخالطة كثيرة بحيث أنه يتفقه في الدين تفقها واسعا لا يشمل هذا الحديث إلا الوزراء والأنصار الذين جعلهم الله عز وجل قوة ودعما للرسول عليه السلام في دعوته الأولون في بلده والآخرون في دار هجرته المهاجرون في مكة والأنصار في المدينة فالله عز وجل نصر نبيه عليه الصلاة والسلام بهذين الطائفتين فهؤلاء اجتمعوا على اختيار أبي بكر الصديق رضي الله عنه خليفة عليهم فقال ابن مسعود " فما رأه المسلمون " أي هؤلاء المهاجرون والأنصار " حسنا " أي من اختيار الصديق خليفة فهو حسن فأين الاستدلال بهذا الحديث، أجهل واحد يرى شيئا حسنا في عقله مع جهله العميق بالشريعة بيقل لك يا أخي هاي المسلمين يفعلون هذا .
من هؤلاء المسلمون قد يكون العامة دون الخاصة ثم إن كان هناك خاصة مهما هؤلاء الخاصة هم الذين سدوا باب الاجتهاد في التفقه في الدين ليسوا هم السلف الصالح ...
لسببين اثنين الأول أنه موقوف والموقوف لا تقوم به حجة والسبب الآخر هو أنه عنى بالمسلمون طائفة معينة من الصحابة، طبقة من الصحابة وهم المهاجرون والأنصار فإن قال هذا الحديث في كل بدعة يبتدعها بعض الناس ثم يتبع الناس بعضهم بعضا هذا إدخال للحديث فيما لم يقصده قائله وهو عبد الله بن مسعود نفسه رضي الله عنه ولعل في هذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .
السائل : سؤال سؤال يتعلق بنفس الموضوع، يقول السائل .