شرح الشيخ لحديث جابر رضي الله عنه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر علينا أبا عبيدة رضي الله عنه نلتقي عيرا لقريش..." . حفظ
الشيخ : أما الحديث الذي بعده وهو الرابع والستين فصحيح قال وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمّر علينا أبا عبيدة رضي الله عنه نلتقي عيرا لقريش وزودنا جرابا من تمر لم يجد لنا غيره فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة فقيل له كيف كنتم تصنعون بها؟ قالوا نمصها كما يمص الصبي ثم نشرب عليها من الماء فتكفينا يومنا إلى الليل وكنا نضرب بعصينا الخبطة ثم نبلّه فنأكله .
هاي حياة الصحابة حياة المجاهدين حقا الذين نقلوا الإسلام إلى هذه البلاد وإلى غيرها .
هذا الحديث رواه مسلم في صحيحه، يقول جابر بعثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمّر علينا أبا عبيدة نلتقي بعثنا لنلتقي عيرا لقريش، قافلة فيها ... فيها مؤنة وإلخ، فبماذا زودهم الرسول عليه السلام قال وزودنا جِرابا من تمر، قرب صغير فيه تمر لم يجد لنا غيره فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة فقيل كيف كنتم تصنعون بها قالوا نمصها كما يمص الصبي ثم نشرب عليها من الماء فتكفينا يومنا إلى الليل .
أكثر من هذا كانوا يضيفون إلى التمر والماء ما قاله ما بيّنه بقوله وكنا نضرب بعصينا الخبَط يعني يضربون الشجر الذي عليه الورق وهذا الورق علف للإبل فكانوا هم يخبطون الشجر فيتساقط الورق فيبلونه بالماء ويأكلونه فيكون هذا مساعد للتمرة التي كانوا كان غداؤهم في اليوم والليل.
وسيأتي في بعض الأحاديث الأخرى وفي الدرس الآتي إن شاء الله أنه في بعض الغزوات أو السّريا من كثر ما أكلوا ورق الشجر من هذا الخبط تشققت أشداقهم، لأنه الظاهر شيء قاسي وشيء صاحب حرارة ويأتي في أحاديث أخرى أنهم كانوا إذا خرجوا لقضاء الحاجة بعّروا بعرا مثل الغنم شيء جامد لأنه ما فيه شيء طري في بطونهم هكذا كانت حياة الصحابة وكما قلت لكم أول ما بدأنا هذا الدرس وهو كتاب الزهد من كتاب الترهيب أن المطلوب من هذه الأحاديث هو تربية النفس المسلمة أن لا تتكالب على الدنيا فتفرطها من قيام ما يجب عليه تجاه دينه وتجاه أمته وأنه إذا أصيب بشيء من الشظف من العيش سواء يعني لم يعتده أو كان في ... أنه لازم يتذكر سيرة الرسول عليه السلام وسيرة هؤلاء الصحابة فيرضى بعيشه لأنه ليس خيرا من سيد البشر عليه الصلاة والسلام وسيد الناس من بعد الأنبياء ألا وهم الصحابة الكرام فنسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمنا الاقتداء بهم في كل شيء شرعه الله عز وجل لنا القدوة به .