ما هي شروط المسح على الخفين ؟ حفظ
السائل : السؤال ما هي صفات الجوربين التي يجوز المسح عليها من خلال الأحاديث الصحيحة وهل يجوز للمقيم المسح عليها متى شاء؟
الشيخ : ليس في السنة تقييد، قيودا أو شرط شروط للجورب الذي مَسَحَ عليه الرسول عليه السلام، المسح على الجوربين كالمسح على الخفين، حينما أذِن الشارع الحكيم على لسان نبيه أو فعله بالمسح على الخفين وبالمسح على الجوربين لم يشترط أي شرط إلا أن يكون خفا أو جوربا.
فالشروط التي تُذكر في بعض كتب الفقه على كثرة الخلاف فيها وبينها لا يوجد فيها شرط منصوص عليه يُلزم الأخذ به اللهم إلا ما جاء في الأحاديث الصحيحة من قوله عليه السلام ( يمسح المقيم على الخفين يوما وليلة والمسافر ثلاثة أيام بلياليها ) هذا هو الشرط الوحيد الذي جاء في السنّة الصحيحة وهذا يتضمن الجواب عن الشرط الأخير من السؤال وهو أنه ليس للمقيم أن يمسح بدون توقيت بعد أن وقّت الرسول عليه السلام له أن يمسح يوما وليلة وللمسافر ثلاثة أيام بلياليها فقط.
ولهذا قام خلاف بين العلماء قديما وحديثا فمنهم من يُجيز المسح على الجوربين بشروط إذا أريد التزامها لزم أن نفقد هذه الرخصة مطلقا لقسوة الشروط التي فرضوها، من ذلك مثلا أن يكون الجورب منعّلا، يعني يكون في أسفله نعل، بعضهم تساهل بالنسبة لهذا الشرط فلم يعتدّ له ولكنه اشترط أن يكون الجورب ثخينا، وهؤلاء الذين اشترطوا اختلفوا في تحديد الثخانة، ما بين قائل بأنه الذي يثبت بنفسه وبين قائل الذي يمكن السير عليه مسافة نصف ساعة تقريبا ونحو ذلك، وهكذا اختلفوا مما يدل أنه هذا الاختلاف ليس من الله عز وجل وهذا نص القرأن (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )) وهذا يجرّنا إلى التذكير أن الحديث المشهور " اختلاف أمتي رحمة " لا أصل له في السنّة، والإختلاف ليس رحمة بل هو نقمة.
وأخيرا انتهى مطاف العلماء المحققين بعد هذا الخلاف الطويل العريض إلى ما ذكره الإمام النووي في كتابه الكبير "المجموع" شرح المهذّب عن عمر بن الخطاب أنه مسح على جوربين رقيقين، مسح عمر بن الخطاب على جوربين رقيقين ومن المعتاد الإستدلال بمثل هذه المناسبة أن عمر بن الخطاب من الخلفاء الراشدين وقد أمرنا بالاقتداء بهم وهو هاهنا بلا شك موضع القدوة لأنه ليس هناك في السنّة ما يُخالف هذا الذي ذكره الإمام النووي عن عمر بن الخطاب بل إطلاق جواز المسح في الشرع على الجوربين، هذا الإطلاق يشمل أي جورب كان، كان ثخينا أو رقيقا، كان شفّافا أو صفيقا، لأنهم أيضا من جملة الشروط التي شدّدوا فيها أن لا ... الماء منه إلى القدم، هذا أيضا شرط من تلك الشروط، وحسبكم أن تتذكّروا معي قول رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ( كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل ولو كان مائة شرط ) وهذا كلام واضح لأن أيّ حكم في الشرع جاء مطلقا سواء كان فرضا أو كان نهيا أو كان رخصة حينما يأتي إنسان فيضع لكل ذلك شرطا من عنده ألغى الحكم من أصله.
فإذا قيل رَخَّص الرسول عليه السلام في المسح على الجوربين ثم جاء إنسان فقال لكن بشرط كذا، أن يكون كرّاديّا مثلا وقد قيل هذا، يكون من الجوارب التي ما عاد نلبسها نحن اليوم ها اللي محيكة بصنع بيتي من الصوف المبروم الثخين، إيه هذا وين بدنا نحصلّه؟ معناها بقى لا تمسح على الجوربين لأنه وضع شرط لا يمكننا الأن أو يتعسّر علينا الأن تحقيقه.
فإذًا هذا الشرط لا يجوز وضعه إلا بأمر من الله أو من نبيه عليه السلام، فمادام أنه لم يأت أيّ شرط فنحن على الإطلاق، مسح على الجوربين، مسح على الخفين، الحمد لله رب العالمين كما قال (( وما كان ربك نسيا )) وكما في حديث في سنده ضعف لكن معناه يشهد له الأية السابقة ( وسكت عن أشياء ) شو أول الحديث؟
عيد : ( إن الله )
الشيخ : ( إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحدّ حدودا فلا تعتدوها وسكت عن أشياء رحمة بكم من غير نسيان فلا تسألوا عنها ) أو ( لا تبحثوا عنها ) .
فإذًا هذه الشروط لو كان الله عز وجل يريدها أن تكون مشروعة في عباده ما نسيها وإنما كان شرعها، فمادام أنه لم يشرعها فنحن على الرخصة المطلقة، وأحسن ما ألّف في هذا الموضوع بخصوص المسح على الجوربين والشروط التي قيلت فيه هو كتاب الشيخ جمال الدين القاسمي وهو "المسح على الجوربين" فهو في الواقع كتاب جمع أقوال العلماء وناقشها مناقشة في مقرونة بعلم وفقه وكنت أنا علّقت عليه وحقّقته وجعلت له ذيلا في أخره، بيّنت فيه بعض الأحكام التي تهمّ أيضا العامل بهذه الرخصة وهو مسألة متى يبدأ المسح ومتى ينتهي فمن شاء التوسع فليرجع إلى هذه الرسالة.
الشيخ : ليس في السنة تقييد، قيودا أو شرط شروط للجورب الذي مَسَحَ عليه الرسول عليه السلام، المسح على الجوربين كالمسح على الخفين، حينما أذِن الشارع الحكيم على لسان نبيه أو فعله بالمسح على الخفين وبالمسح على الجوربين لم يشترط أي شرط إلا أن يكون خفا أو جوربا.
فالشروط التي تُذكر في بعض كتب الفقه على كثرة الخلاف فيها وبينها لا يوجد فيها شرط منصوص عليه يُلزم الأخذ به اللهم إلا ما جاء في الأحاديث الصحيحة من قوله عليه السلام ( يمسح المقيم على الخفين يوما وليلة والمسافر ثلاثة أيام بلياليها ) هذا هو الشرط الوحيد الذي جاء في السنّة الصحيحة وهذا يتضمن الجواب عن الشرط الأخير من السؤال وهو أنه ليس للمقيم أن يمسح بدون توقيت بعد أن وقّت الرسول عليه السلام له أن يمسح يوما وليلة وللمسافر ثلاثة أيام بلياليها فقط.
ولهذا قام خلاف بين العلماء قديما وحديثا فمنهم من يُجيز المسح على الجوربين بشروط إذا أريد التزامها لزم أن نفقد هذه الرخصة مطلقا لقسوة الشروط التي فرضوها، من ذلك مثلا أن يكون الجورب منعّلا، يعني يكون في أسفله نعل، بعضهم تساهل بالنسبة لهذا الشرط فلم يعتدّ له ولكنه اشترط أن يكون الجورب ثخينا، وهؤلاء الذين اشترطوا اختلفوا في تحديد الثخانة، ما بين قائل بأنه الذي يثبت بنفسه وبين قائل الذي يمكن السير عليه مسافة نصف ساعة تقريبا ونحو ذلك، وهكذا اختلفوا مما يدل أنه هذا الاختلاف ليس من الله عز وجل وهذا نص القرأن (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )) وهذا يجرّنا إلى التذكير أن الحديث المشهور " اختلاف أمتي رحمة " لا أصل له في السنّة، والإختلاف ليس رحمة بل هو نقمة.
وأخيرا انتهى مطاف العلماء المحققين بعد هذا الخلاف الطويل العريض إلى ما ذكره الإمام النووي في كتابه الكبير "المجموع" شرح المهذّب عن عمر بن الخطاب أنه مسح على جوربين رقيقين، مسح عمر بن الخطاب على جوربين رقيقين ومن المعتاد الإستدلال بمثل هذه المناسبة أن عمر بن الخطاب من الخلفاء الراشدين وقد أمرنا بالاقتداء بهم وهو هاهنا بلا شك موضع القدوة لأنه ليس هناك في السنّة ما يُخالف هذا الذي ذكره الإمام النووي عن عمر بن الخطاب بل إطلاق جواز المسح في الشرع على الجوربين، هذا الإطلاق يشمل أي جورب كان، كان ثخينا أو رقيقا، كان شفّافا أو صفيقا، لأنهم أيضا من جملة الشروط التي شدّدوا فيها أن لا ... الماء منه إلى القدم، هذا أيضا شرط من تلك الشروط، وحسبكم أن تتذكّروا معي قول رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ( كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل ولو كان مائة شرط ) وهذا كلام واضح لأن أيّ حكم في الشرع جاء مطلقا سواء كان فرضا أو كان نهيا أو كان رخصة حينما يأتي إنسان فيضع لكل ذلك شرطا من عنده ألغى الحكم من أصله.
فإذا قيل رَخَّص الرسول عليه السلام في المسح على الجوربين ثم جاء إنسان فقال لكن بشرط كذا، أن يكون كرّاديّا مثلا وقد قيل هذا، يكون من الجوارب التي ما عاد نلبسها نحن اليوم ها اللي محيكة بصنع بيتي من الصوف المبروم الثخين، إيه هذا وين بدنا نحصلّه؟ معناها بقى لا تمسح على الجوربين لأنه وضع شرط لا يمكننا الأن أو يتعسّر علينا الأن تحقيقه.
فإذًا هذا الشرط لا يجوز وضعه إلا بأمر من الله أو من نبيه عليه السلام، فمادام أنه لم يأت أيّ شرط فنحن على الإطلاق، مسح على الجوربين، مسح على الخفين، الحمد لله رب العالمين كما قال (( وما كان ربك نسيا )) وكما في حديث في سنده ضعف لكن معناه يشهد له الأية السابقة ( وسكت عن أشياء ) شو أول الحديث؟
عيد : ( إن الله )
الشيخ : ( إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحدّ حدودا فلا تعتدوها وسكت عن أشياء رحمة بكم من غير نسيان فلا تسألوا عنها ) أو ( لا تبحثوا عنها ) .
فإذًا هذه الشروط لو كان الله عز وجل يريدها أن تكون مشروعة في عباده ما نسيها وإنما كان شرعها، فمادام أنه لم يشرعها فنحن على الرخصة المطلقة، وأحسن ما ألّف في هذا الموضوع بخصوص المسح على الجوربين والشروط التي قيلت فيه هو كتاب الشيخ جمال الدين القاسمي وهو "المسح على الجوربين" فهو في الواقع كتاب جمع أقوال العلماء وناقشها مناقشة في مقرونة بعلم وفقه وكنت أنا علّقت عليه وحقّقته وجعلت له ذيلا في أخره، بيّنت فيه بعض الأحكام التي تهمّ أيضا العامل بهذه الرخصة وهو مسألة متى يبدأ المسح ومتى ينتهي فمن شاء التوسع فليرجع إلى هذه الرسالة.