هل يجوز إلقاء الخطبة للأعاجم بغير اللغة العربية ؟ حفظ
عيد : سؤال أخر هل يجوز إلقاء خطبة الجمعة بغير اللغة العربية؟
الشيخ : الأصل أن الخُطَب يجب أن تكون باللغة العربية حتى بين الأعاجم، لأن الغرض من الفتوح الإسلامية ليس هو فقط نقل الإسلام مترجما إليهم، هذا لا بد منه ولكن يجب في أثناء هذه الفتوحات نقل القرأن إليهم أي نقل لغة القرأن إليهم حتى يتمكن أولئك الأعاجم من فهم الإسلام فهما صحيحا مباشرة من مصدريه من الكتاب والسنّة.
وسبيل التعليم للغة خاصة في العصور السابقة لم تكن ميسّرة ومذلّلة ولا، فلا أقل أن تُتخذ السبل الممكنة يومئذ ليتلقى الأعاجم اللغة العربية بتلك الوسيلة، منها مثلا قراءة القرأن في الصلاة كما أنزل بلغة القرأن، وبسبب هذه التلاوة تعلّم الأعاجم القرأن مع أنه ليس بلغتهم ومع الزمن تعلّموا نفس اللغة العربية بهذه الوسيلة وبأمثالها من مثل الخُطَب يوم الجمعة والعيد ونحو ذلك، ولكن لا ينبغي أن يَخفى على أحد بأن هذا الخطيب العربي أو الأعجمي المستعرِب إذا خطب في قومه العجم باللغة العربية وهم بعد حديثوا عهد بها فسوف لا يفهمون منه شيئا.
ولذلك فلا بد من الجمع بين المصلحتين، مصلحة إلقاء الخطبة باللغة العربية كوسيلة لتعليم هؤلاء القوم لغة القرأن، والمصلحة الأخرى ترجمة هذه الخطبة إلى لغتهم ليفهموها، ومن أجل ذلك قال الله عز وجل (( وما أرسلنا من رسول الله إلا بلسان قومه ليبين لهم )) فنحن نأخذ من هذه الأية هذه الجملة التعليلية (( ليبين لهم )) فهذا الخطيب لا ينبغي أن يقتصر فقط على إلقاء الخطبة باللغة العربية ثم ينزل، فحينئذ لم يستفد الحاضرون منها شيئا وإنما عليه أن يُترجِمها لهم بالمقدار الذي يُحقِّق الغرض من هذه الخطبة.