بيان الشيخ ضعف شريك وأقوال بعض المحدثين فيه . حفظ
الشيخ : شريك هذا هو شريك ابن عبد الله القاضي وهو معروف عند علماء الجرح والتعديل بأنه ضعيف بسبب سوء حفظه، وطبعا الوقت لا يتسع لنقرأ عليكم كلمات الأئمة في تجريح هذا الراوي وهو شريك ولكن نكتفي بنقلين اثنين النقل الأول هو أنّ ممن أخرج هذا الحديث الحافظ الإمام الدراقطني في سننه ولما انتهى من سياق إسناده ومتنه قال "وشريك ليس بالقوي" فهذا مُخرِّج أو أحد مُخرِّجي الحديث يُضعِّف هذا الحديث ويعلله بأن شريكا هذا ليس قويا في الحديث، ثم نقْل أخر ننقله مباشرة من كتاب لأحد المؤلفين الذين لا يشك مبتدأ في علم الحديث فضلا عن غيره بأن له قدم صدق في هذا العلم ألا وهو علم الجرح والتعديل وأعني بذلك الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني، فاسمعوا قوله فيه يقول "صدوق يُخطِئ كثيرا، تغيّر حفظه منذ وَلِيَ القضاء بالكوفة وكان عادلا فاضلا عابدا شديدا على أهل البدع" هذا ترجمة الحافظ ابن حجر لشريك بن عبد الله القاضي راوي هذا الحديث، فهو يعطيه ما يستحق من الفضل من العبادة من الصلاح من نحو ذلك وهو، أهمه فيما يتعلق بعلم الحديث الصدق أي إنه لا يكذب ولكنه غُلِبَ على أمره فكان يخطئ كثيرا وتغيّر حفظه أي ازداد سوء حينما ولي القضاء بالكوفة، وهذا أمر طبيعي معروف أن كل عالم اتجه إلى ناحية قوي فيها وعلى العكس من ذلك ضعف في النواحي الأخرى التي انصرف عنها.
فنستغرب بعد هذا قول ابن قيم الجوزية أنه هذا هو الصحيح الذي رواه شريك وشريك لا يروي الصحيح لأنه ضعيف الحفظ لذلك ذكر الحافظ الذهبي نفسه في خاتمة ترجمة شريك هذا من كتابه الميزان "ميزان الاعتدال في نقد الرجال" قال وأخرج مسلم له متابعة يعني أن مسلما لم يحتج بشريك وذلك لسوء حفظه وإنما روى له مقرونا أو متابعة من غيره، كلمة "المتابعة" وحدها تكفي المشتغل بعلم، بهذا العلم أن يعلم أن الراوي لا يحتج بحديثه حتى يأتي من يتابعه أو من يقارنه في رواية الحديث نفسه، والواقع ها هنا أن شريكا تفرّد بهذا الحديث، هذا أول ما يؤخذ على الإمام ابن القيم في الجملة السابقة.
والشيء الثاني والأخير قوله "ولم يرِد في فعله ما يخالف ذلك" هذا سبق قلم لانشغال الرجل، قضية سفر، كتابة في أثناء السفر، لماذا؟ لأنه هناك حديثا، أظن أنه ذكره هو نفسه وهو حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم كان يضع يديه قبل ركبتيه هو نفسه أورد هذا الحديث وسيأتي الكلام في محلّه إن شاء الله فيُستغرب قوله أنه لم يُرْوَ في أو "لم يرِد في فعله ما يخالف ذلك"، ثم يقول ابن القيم مجيبا عن سؤال يرد في خاطر الدارس لكتابه فيقول وأما حديث أبي هريرة يرفعه ( إذا سجد أحدهم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه ) يجيب عن هذا الحديث الصريح في مخالفة حديث وائل الذي ادّعى ابن القيم أنه هو الصحيح، فيعارضه حديث أبي هريرة مرفوعا للنبي عليه السلام ومن قوله ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير ) أي لا يضع ركبتيه قبل يديه لأنه يقول عليه السلام في تمام الحديث ( وليضع يديه قبل ركبتيه ) اسمعوا جواب ابن القيم فإنه في مطلعه تشعرون بضعفه فيقول "فالحديث والله أعلم قد وقع فيه وهم من بعض الرواة فإن أوله يخالف أخره فإنه إذا وضع يديه قبل ركبتيه فقد برك كما يبرك البعير فإن البعير إنما يضع يديه أولا"، هذه شبهة كل الناس وكأنها شبهة ليست مستوحاة فقط من كلام ابن القيم بل شبهة تغلب على عامة الناس الذين لا يشاهدون البعير حين هويِّه دائما وأبدا، فلنناقش ابن القيم في هذه الدعوى، هو يقول "أن البعير حينما يسجد، حينما يبرك فإنما يضع يديه قبل ركبتيه" أرجو إنما يضع ركبتيه.
السائل : هو يقول يديه.
الشيخ : هو يقول يديه نعم، قال "فإن أوله يخالف أخره فإنه إذا وضع يديه قبل ركبتيه - أي المصلي - فقد برك كما يبرك البعير فإن البعير إنما يضع يديه أولا"