حقيقة العلم ومن هم العلماء. حفظ
الشيخ : فإذًا ما هو العلم حتى إذا قيل لنا قوْلٌ فلا نقول والله أفتى بهذا فلان العالم؟ يجب أن نفهم العلم على حقيقته ما هو؟ وبذلك نعرف من هم العلماء قد سمعتم أنفا أن العلم قال الله قال رسول الله قال الصحابة، وليس العلم وهذا تسمعونه صراحة ... من بعض هؤلاء الذين يأتونكم بالفتاوى الجديدة بيقل لك هذا رأيي وأنت حرّ، ليس في الإسلام هذا رأيي وأنت حر وإنما عليك أن تفتي بما قال الله وما قال رسول الله وبما كان عليه سلفنا الصالح فإن كان ليس هناك رأي لهؤلاء العلماء الذين مضوْا في مسألة جدّت، والله هنا لا بد من اجتهاد ولا بد من إبداء الرأي لكن الرأي المبني على تلك المصادر الثلاثة الكتاب والسنّة والإجماع، أما أن ينتصب الإنسان فيُفتي بفتوى يخالف فيها من كان قبلنا من السّلف بل ويُخالف فيها نصوص الكتاب والسنّة بتأويل هذه النصوص تأويلا يتفق مع ما يذهب عليه من الرأي وختاما يقول هذا رأيي، يقول أهل العلم " إذا جاء الأثر بطل النظر " إذا جاء الأثر عن الله ورسوله أو أصحابه فلم يبق هناك مجال للنظر ويقولون بعبارة أخرى " لا اجتهاد في مورد النص " " وإذا جاء نهر الله - أيضا يقولون بلسان عربي قديم - بطل نهر معقِل " ، فهذا الرأي إنما يُمكن أن يكون له وجاهة وأن يكون له قَبول فيما إذا لم يخالف إما أية وإما حديث أو ما كان عليه السلف من تفسير أية أو من تفسير حديث صحيح، لذلك يجب أن نعرف كيف نتفقّه وكيف نتعلّم ونحن لا نفرض كما يتوهّم بعض الناس بل وقد يُصرّح بعضهم لا نريد من كل إنسان أن يصير عالما وفقيها في كتاب الله وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم فإن هذا ليس بالأمر المتيسّر لأكثر الناس حتى لكثير من هؤلاء الذين نَصبوا أنفسهم لإبداء أراء لهم تخالف الكتاب والسنّة، ليس من السّهل لأمثال هؤلاء أن يجتهدوا الاجتهاد الذي يستند على الكتاب وعلى السنّة، فال ... على الكتاب لا بد فيه أن يرجع المعتمد إلى ما أشرنا إليه من كتب التفسير والاعتماد على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا بد في ذلك من الاعتماد على ما صحّ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا حينما يريد أن يجتهد وأن يُبديَ رأيه في مسألة حدثت لابد أن يكون استند إلى عمومات الأدلة من كتاب الله ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وأله وسلّم وإلا فمَن لم يكن بهذه المثابة لا يكون عالما لأن العلماء جميعا اتفقوا على أن العالم هو الذي يقول في كل ما يذهب إليه قال الله قال رسول الله.