شرح قوله صلى الله عليه وسلم:" المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان " وذكر مواضع زينة المرأة. حفظ
الشيخ : إذًا ربنا عز وجل في هذه الأية إنما أباح للنساء أن يُظهرن للمحارم مواضع الزينة من أبدانهن ليس إلا، مواضع الزينة من أبدانهن لا أكثر من ذلك أبدا، ولكي نتأكد من هذا المعنى يجب أن نستحضر قول الرسول صلى الله عليه وأله وسلم ( المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان ) يعني تطلّع إليها وأوحي إليها بما يوحي بإفتانها بمثل ما لو قال الشخص لأخر أهلا وسهلا ما أجملك ما أحسنتك ما أحلاك وهكذا ( المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان ) ، إذًا هذه المرأة التي هي كلها عورة إلا ما استثنى الشارع فقد عرفنا من الزينة الظاهرة أن الشارع أكثر ما استثنى بالنسبة لزينتها الظاهرة أمام الأجانب إنما هو الوجه والكفان فقط، وبالنسبة للمحارم إنما استثنى مواطن الزينة، فما هي مواطن الزينة التي كانت في عهد الرسول صلى الله عليه وأله وسلم؟ ذلك محصور في مواضع معروفة، أول ذلك مثلا الأساور في المعصم، ثاني ذلك الدُملج التي أو الذي كان يوضع في العضد، في عضد المرأة، ثالثا الطَوْق سلسلة توضع على الرقبة وعلى شيء من الصدر، أخيرا الخلخال الذي أشار ربنا عز وجل إليه وبيّن أنه من الزينة الباطنة حين قال (( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن )) فكانت المرأة التي تنحرف ولو بعض الشيء عن الحجاب الشرعي والأداب الإسلامية التي يجب على المرأة المسلمة أن تتزيّن بها وأن تتخلّق بها، أنها تضرب بأرجلها ليسمع الرجال صوت الأجراس التي كانت توضع على الخلخال فيكون له رنة فهذه الرنة تُلْفِت نظر الرجال إليها، هكذا كان يفعل بعض النساء ولا سيما في أول الإسلام حينما كانوا حديث عهد به فأدّبهن الله تبارك وتعالى بهذه الأية فقال (( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن )) .
إذًا هذه أخر زينة معروفة في زمن الإسلام الأول، فإذا ما علمنا من الأية السابقة أن الله عز وجل أباح للنساء أن يُظهرن مواطن الزينة وقد عرفنا هذه المواطن فينكشف لنا بوضوح ما هي المواضع التي يجوز للمرأة أن تظهر بها أمام أبيها وأخيها وابن أخيها ثم بالنهاية أمام نساء المسلمات.
إذًا عندنا اليد والذراع وإلى قريب من العضد حيث كان الدملج ثم عندنا الرأس حيث عليه شيء من الزينة في الأذنين والعنق كما ذكرنا ثم القدم وشيء من السابق الذي عليه الخلخال هذا، هذه هي المواطن التي أباح الله عز وجل للمرأة أن تكشفها أمام محارمها وأيضا أمام أختها المسلمة.