ما حكم إطلاق كلمة شهيد على من يقتل في أفغانستان مجاهدا ؟ حفظ
السائل : ما حكم إطلاق كلمة شهيد على من يُقتل في أفغانستان مجاهدا ؟
الشيخ : لا أرى جواز ذلك إلا بقيد فيما نظن فيما نحسب كما جاء في الحديث الذي في صحيح مسلم ( المدح هو الذبح المدح هو الذبح المدح هو الذبح إذا كان أحدكم لا بد مادح أخر فليقل أحسبه كذا وكذا والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا )، فنحن نظن أنه هذا الرجل مات في ساحة الحرب والجهاد في سبيل الله فنظن أنه مات شهيدا لكن لا نتألّى على الله ولا نحكم ولا نجزم على الله بأن فلان مات شهيدا أي معنى ذلك أنه في الجنة .
يعجبني في هذا الصدد حديث لا نستطيع أن نصححه على طريقتنا الحديثية لأنه سنده أو إسناده عبد الله بن لهيعة وهو سيئ الحفظ لا يحتج به، رواه هو عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناده ( رب قتيل بين الصفّين الله أعلم بنيته ) هذا الحديث نقول نحن وعلته ابن لهيعة لكن ليس كله حديث رواه يرويه الضعيف يكون معناه ضعيفا وكم وكم من أحاديث ضعيفة المبنى صحيحة المعنى فإذا قام الدليل على صحة معناه قلنا بمعناه ولم نقل بمبناه أي لا ننسبه إلى الرسول عليه السلام لأنه لم يصح لدينا على الطريقة الشرعية التي بها تثبت الأحاديث الشرعية عندنا وهي الأسانيد وكما قال عبد الله بن مبارك " الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء " .
( رب قتيل بين الصفّين الله أعلم بنيته ) من يستطيع أن ينكر هذا المعنى ؟ لا أقول الحديث .
السائل : نعم .
الشيخ : ... ننكر هذا المعنى لا أحد يستطيع لأن النبي صلى الله عليه وسلم جاء عنه في الصحيحين بالسّند الصحيح قال عليه السلام ( إن الرجل ليعمل عمل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ) فيما يبدو للناس ولا شك أن الجهاد في سبيل الله هو من أفضل أعمال أهل الجنة وسبب ورود هذا الحديث الصحيح قصة معروفة خلاصتها أن رجلا في إحدى المعارك قاتل قتالا شديدا حتى عجب أصحاب الرسول الأبطال الشجعان من شدة قتاله وحملهم ذلك إلى أن ذكروه إلى الرسول عليه السلام وكان جوابه رهيبا جدا ( هو في النار ) رجعوا إليه مرة ثانية ذكروا له استبساله وجهاده قال ( هو في النار ) هكذا ثلاث مرات، في كل مرة يقو ( هو في النار ) في المرة الثالثة قال الراوي حتى كدنا أن نشك في قوله عليه السلام قام رجل قال أنا معه فأخذ يتتبعه وأينما هجم هجم معه حتى رآه قد كثرت عليه الجراحات فلم يصبر عليها فوضع السّيف على بطنه واتّكأ عليه حتى خرج من ظهره فمات فأسرع هذا الرجل، الرجل أسرع إلى الرسول فقال يا رسول الله فلان الذي قلنا لك كذا وكذا وقلت هو في النار فعل كذا و ... وقتل نفسه قال ( الله أكبر صدق الله ورسوله إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ) .
السائل : الله أكبر .
الشيخ : هذا لم يُرَ هذه الرؤية التي رأها ذلك الصحابي رئي قتيلا بين القتلى وبين الكفار .
السائل : نعم .
الشيخ : فقيل فيه شهيد فإذًا ما هو نحن نعلم جميعا أنه يشترط في الشهادة ما يشترط في كل الأعمال الصالحة وههنا أهتبلها فرصة لأوجه كلمة قصيرة إلى إخواننا المسلمين المجاهدين في تلك البلاد أذكرهم بقوله تبارك وتعالى (( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) قال العلماء وبخاصة منهم علماء التفسير هذه الآية تدل على أن العمل الصالح يشترط فيه شرطان اثنان الأول أن يكون على السّنة لأنه لا يكون صالحا إلا إذا كان على السنة .
السائل : نعم .
الشيخ : الشرط الثاني أن يكون خالصا لوجه الله تبارك وتعالى وإذا اختل أحد الشرطين لم يكن العمل صالحا، إذا كان العمل موافقا للسنة لكن النية ليست خالصة لوجه الله بطلت وعلى العكس إذا كان العمل خالصا لوجه الله ولكن هو على خلاف السنة فليس عملا صالحا هذا صريح في قوله عليه السلام ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) أي مردود على صاحبه لهذا قال عليه الصلاة والسلام ( بشّر هذه الأمة بالسّناء والمجد والرفعة والتمكين في الأرض ومن عمل منهم عملا للدنيا فليس له في الآخرة من نصيب ) فأنا أرجو من المجاهدين أن يخلصوا نواياهم في خروجهم لهذا الجهاد في سبيل الله لا ليقال فلان جاهد وفلان جاء اسمه في زمرة المجاهدين أو أيّ نية من النوايا الأخرى التي تحبط عمله كما جاء في صحيح البخاري من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله الرجل منا يقاتل شجاعة هل هو في سبيل الله قال ( لا ) قال الرجل منا يقاتل حميّة هل هو في سبيل الله قال ( لا ) ثالث ورابع وما أدري كم كل واحد يسأل سؤال قال لا لا قالوا فمن في سبيل الله؟ قال عليه الصلاة والسلام ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) هذه نصيحة أوجهها ولعلها تكون الختام لهذه الجلسة وإلا بعد عندك سؤال آخر؟
السائل : فيه سؤال يا شيخ .
الشيخ : أه .
السائل : في سؤال يا شيخ مهم شوي بسيط
الشيخ : تفضل .