ذكر الشيخ لمنهج أهل السنة في ( التحسين والتقبيح ) . حفظ
الشيخ : ذلك لأن مما اتفق عليه أهل السنة وخالفوا في ذلك المعتزلة أن معرفة الأحكام الشرعية ومعرفة الحسن والقبح لا سبيل إلى ذلك إلا الشرع فإذًا إذا كان هذا أمرا متفقا بين أهل السنة وخالف في ذلك المعتزلة فقالت المعتزلة الحسن ما حسّنه العقل والقبيح ما قبّحه العقل، رد عليهم أهل السنة قالوا الحسن ما حسّنه الشرع والقبيح ما قبّحه الشرع فإذا جئنا إلى هذا الحديث ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) فما هو طريق معرفة السنة الحسنة آلعقل؟ أم الشرع ؟ الجواب بصورة قاطعة إنما هو الشرع، حينئذ نقول بالمقابل ( ومن سن في الإسلام سنة سيئة ) من أين نعرف كون هذه السنة سيئة أهو العقل أم الشرع ؟ الجواب أيضا الشرع .
إذًا إذا افترضنا أن أحدا ادّعى بأن سنة ما سنة حسنة قلنا له (( هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )) فإن جاء بهذا البرهان فقد ألزمنا بالشرع أن نخضع له وإن قال كما يقول كثير من الناس " يا أخي القضية سهلة وما فيها شيء وهاي زيادة وزيادة الخير خير " ونحو ذلك من الكلام الذي هو من كلام العامة وليس من كلام أهل العلم فكلام أهل العلم كما سمعتم التحسين والتقبيح العقليّين هو من مذاهب المعتزلة وأهل السنة التحسين والتقبيح هو من وظيفة الشرع فنحن مع الشرع تحسينا وتقبيحا.