شرح الشيخ للحديث الحادي والعشرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة أن يقال له ألم أصح لك جسمك ....) الحديث . حفظ
الشيخ : فالآن نبدأ حيث كان درسنا وقف عنده ألا وهو الحديث الحادي والعشرون، بالنسبة لترقيم نسخة الكتاب التي عندي وهي طبع منير دمشقي رحمه الله وهذا الحديث هو من حديث أبي هريرة يقول المصنف رحمه الله تعالى. أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ( أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة أن يقال له ألم أصحّ لك جسمك وأروك من الماء البارد ) ، الله طبعا يخاطب عباده جميعا يوم القيامة يذكرك، يذكرهم بما كان قد أنعم عليهم، يذكرهم ببعض النماذج والأمثلة وإلا الأمر كما تعرفون من قوله تبارك وتعالى (( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )) فالله عز وجل يوم القيامة في المحشر يخاطب كل فرد من عباده بقوله ( ألم أصحّ جسمك ألم أروك من الماء البارد ؟ ) ومعنى هذا الاستفهام هل قمت بواجب الشكر لهذه النعم التي أنعمت بها عليك أيها العبد هل قمت بواجب شكر الصحة التي كسوتك إياها في جسدك وهذا الماء البارد الذي سخرته لك فأرويت به جسدك ونفسك هل قمت بهذا الواجب من الشكر؟ (( لئن شكرتم لأزيدنكم )) مناسبة الحديث واضح جدا في الباب وهي أن الله عز وجل حينما أنعم على عباده بنعم شتى لا تعد ولا تحصى والناس في ذلك مختلفون فليس كل الناس يجد المال، يجد الماء البارد في كل زمان وفي كل مكان ولكن هذا الذي قد لا يجد الماء البارد قد يجد المركب الفاره وهذا كتفصيل الآية السابقة (( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )) فالإنسان محاط بالألوف المؤلفة من النعم الإلاهية سبحانه وتعالى ولذلك فعلى كل مسلم أن يقوم بشكر الله عز وجل على نعمائه وذلك إنما يكون بتحقيق عبادة الله عز وجل وحده لا شريك له .