ذكر الشيخ لحديث النعمان بن بشير رضي الله عنه المشهور ( الحلال بين....) الحديث . حفظ
الشيخ : مما يؤكد لكم هذه الحقيقة الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( إن الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه ) قبل ذلك ( ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه ) قال عليه الصلاة والسلام وهنا الشاهد ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) ففي هذا الحديث التصريح بما قلناه في المقدمة وهو أن صلاح القلب في صلاح البدن وصلاح البدن بصلاح القلب والأمر في هذا الصلاح المعنوي أو الروحي وارتباط كل من البدن مع القلب تماما كما هو الشأن في الناحية البدنية الطبية المادية فكما أنه لا يستقيم جسد إنسان ولا يصح إذا كان قلبه مريضا وكما أن هذا القلب لا يمكن أن يكون سليما صحيحا والجسد مريضا ضعيفا فكل منهما يشد من عضد صاحبه قوة أو ضعفا كما هو الشأن في الناحية المادية فالشأن كذلك في النواحي الروحية الدينية، هذا الحديث صحيح صريح في ذلك لأنه يقول إذا فسد الجسد فسد القلب وإذا فسد القلب فسد الجسد ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) .