رد الشيخ على من يقول إن في الإسلام قشور حفظ
الشيخ : وبناء على ذلك تصدر من بعضهم كلمات لو كان يعني معناها لكان الشرع مما يحكم عليه بالرّدة ذلك لأنه يسمي هذا الاهتمام بالظواهر من الأمور خاصة ما كان منها متعلقا بالأبدان يسميها قشور أو يقول إنها من توافه الأمور وطالما سمعنا هذا وقرأنا في بعض الرسائل فهذا غفلة عن هذه الحقيقة العلمية الشرعية والتي أصبحت بعد الإسلام حقيقة علمية تجربية أي ما يسمونها اليوم بعلم النفس قد تبيّن له أن الظاهر صلاحا وفسادا يؤثر في الباطن، البدن ضعفا وقوة يؤثر في القلب ضعفا وقوة، ثبت عندهم أخيرا بينما الإسلام كان كما هي عادته دائما وأبدا سباقا إلى ذلك .
ثبت الآن بتجاربهم أن الإنسان إذا غير هيئته تتأثر طبيعته وأخلاقه ويضربون على ذلك مثلا بسيطا جدا، يقولون الشخص الواحد يختلف في لحظات بسبب اختلاف زيه ولباسه فيقولون مثلا الرجل الفقير الذي لا يجد من اللباس ما يتزين به فيلبس الثوب الرث وهو يمشي في الأرض ذليلا مهينا وهو في واقع نفسه ليس كذلك لكن هذا اللباس يشعره بالضعة والمذلة فيمشي هكذا متمسكنا، هذا الشخص نفسه إذا ما قيّض له أو تسنى له أن يلبس اللباس الجميل اللباس الفاره وإذا به تغيرت صورته وتغيرت مشيته فبينما كنت تراه آنفا يمشي مشية الذليل المسكين وإذا به الآن تراه قد استقام جسده وأخذ يمشي على الأرض بقوة وآنفة واستكبار، ما الذي أصاب هذا الإنسان ؟ وهو الذي كان من قبل يمشي تلك المشية المهينة، تأثر من قبل بلباسه الرث ثم تأثر بعد بلباسه الجديد الفاره الثمين .
هذا مثال يذكرونه أن الظاهر يؤثر في الباطن، كذلك وهذا الذي يهمني أن أصل إليه أيضا بعد التنبيه على أدب الاجتماع في الدروس الدينية أن الرجل حينما يتأنق في لباسه ويتشبه في ذلك بنسائه .