كلمة للشيخ محمد عيد عباسي عن أسباب انحطاط المسلمين وكيف التغلب على هذا الواقع المرير. حفظ
الشيخ محمد عيد عباسي : من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
كان ... قبل الصلاة إلى الطلبة التي أرجو أن نخرج عليها جميعا فنحن متفقون إن شاء الله وهي أنه لا بد لأي عمل إسلامي إذا أردنا أن يثمر وأن تكون له النتيجة المرجوة من الظفر وإعادة مجد الإسلام وإعادة العزة الإسلامية لا بد لذلك كله من أن يُبنى هذا العمل على أساس صحيح وأن يُتلافى فيه أسباب الفساد وأسباب الضعف والانحراف التي أدت بدولة الإسلام الماضية الزاهرة إلى الحضيض وإلى الانحطاط، وذلك هو بأن نعود إلى حقيقة الإسلام فهما كما قال أستاذنا حفظه الله ثم تطبيقا،وكثير من الناس يظنون أن هذه الجموع المسلمة هذه الجماعات المختلفة هؤلاء الذين يغشون المساجد بالآلاف والآلاف يظنون هم كلهم مسلمين وما عليهم إلا أن يتعاونوا فقط فهذا الكلام يدل على سطحية ويدل على سذاجة ويدل على عدم غوص وعدم عمق في التفكير، كل نهضة لا بد أن يسبقها فكر صحيح أو فكر يبيّن ما هي الغاية وما هي الوسيلة وما هي الطريقة وما هي هو المنهج الذي يجب أن تسير عليه الأمة فالفكر هو أول شيء في طريق النهضة، هذا سنة الله في خلقه بالنسبة للأديان الإلاهية أو الشرائع الإلاهية المتتالية وبالنسبة للشرائع الأرضية أيضا فنحن نعرف أيضا مما ... المثقفون ويدرسونه في المدارس ... مثلا الثورة الفرنسية التي خلعت الملكية وحققت فرنسا الحديثة ويزعمون أنها أتت بشيء جديد الأخوة والمساواة وكذا ماذا كانت البداية فيها، هل أتى حاكم فقط ثم أصلح ما أصلح؟ لا هم أنفسهم يقولون إنها بدأت بثورة فكرية قام مفكريهم هؤلاء الفرنسيين جون جاك روسو منتسكيو فولتير كذا نشروا أفكار نشروا تحضر نشروا هذه الآراء الإنسانية الأخوة حرب الإقطاع حرب الملكية، تمثلهم للمجتمع ... برأيهم القائم على المساواة والأخوة ما شابه ذلك، هذه الأفكار تفاعلت مع الناس، تبناها المثقفون تبناها عامة الناس صارت رأي عام ثم أدت إلى التغيير، هذا بالنسبة لهؤلاء الكفّار فما بالك بنا نحن المسلمين الذين من الله عز وجل علينا بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم التي كانت خاتمة الشرائع والتي حققت الأمة التي كانت خير أمة أخرجت للناس، هؤلاء بأفكارهم واستنتاجاتهم وصلوا إلى ذلك وكل مفكر كل إنسان يدرس الحضارة وسبيل النهضة يصل إلى هذه النتيجة، قبل أن تقوم نهضة سياسية عسكرية اقتصادية لا بد أن تسبقها ثورة فكرية، لا بد أن يسبقها حركة فكرية، أفكار يتجمع الناس حولها وتنشئ بينهم هذه الأفكار وحدة فكرية فهناك.
الشيخ : ... .
الشيخ محمد عيد عباسي : فهناك من الأشياء التي أرى أنها سبب كبير جدا من أسباب انحطاط المسلمين أنهم أفكارهم وأنظارهم وتصوراتهم مشوشة ومبعثرة ومتفاوتة ومتناقضة، نحن نشكو من هذا في المجتمع في المدارس في الناس هذا الوضع الواقع هو جزاء وفاق وثمرة طبيعية للأوضاع الفكرية والأوضاع الثقافية والعلمية، في المدرسة مثلا يدخل طلاب المسلمين كلهم منذ السنة السادسة من عمرهم يدخلون المدارس إلى أن يتخرجوا من المرحلة الابتدائية الإعدادية الثانوية الجامعية لا شك أن تصوراتهم في الحياة مبنية على ما يتلقونه من أفكار، سواء في المدارس أو في البيوت أو في وسائل الثقافة المختلفة من مثل الإذاعة والتلفزيون وصحف وكتب .
لننظر ما هو الشيء الذي يتلقاه الناس في هذه المؤثرات وهذه الوسائل المختلفة للثقافة، هذه الوسائل هي التي تنشئ هؤلاء الناس فلننظر ما هي أوضاعها فترى مثلا في المدرسة إذا أخذت جهاز التعليم فيه المدرس المسلم وفيه المدرس الشيوعي وفيه المدرس القومي وفيه المدرس الذي أفكاره اسماعيلية والذي أفكاره كذا وكذا، هؤلاء يدخل هذا على الصف، الطالب الواحد يسمع من هذا أشياء تقربه إلى هذا المنهج، أستاذ آخر يدعوهم إلى شيء مناقض ثالث يدعوهم إلى شيء ثالث ورابع وخامس، وإذا أخذنا الدائرة الإسلامية نفسها فنجد واحد يدعوهم إلى الإسلام الذي يرى أن غاية الأماني وأعظم صورة للإسلام هي في اتباع الشيخ الفلاني الذي نحن دعاة الإسلام فيما نزعم نعلم وتعتقد أنه منحرف وأنه ضال وأنه فاسق وأنه عميل وما شابه ذلك، فرجل آخر يدعو أو يبيّن لهم ويدعوهم إلى الإسلام الذي يمثل فكرا نرى أنه ضلال أيضا وانحراف فهؤلاء الشباب يتلقون هذه الأفكار المختلفة، الأفكار المتناقضة أيضا في الكتب في المكاتب وفي المجتمع ترى كتب الضلال وكتب الإيمان في دائرة الإسلام أيضا ترى هذا يصوب ذاك الفهم للإسلام أنه انحراف وأنه كفر وآخر يصوره بشكل معاكس وثالث بين بين ورابع وخامس وهكذا الصحف الإذاعة أحيانا تأتي مناسبات إسلام وإيمان وكذا وأحيانا أخرى تأتي ثورات أخرى .
وسائل الثقافة كلها التي تربي هذه الأجيال والتي تربي هذا المجتمع هي متناقضة متفاوتة مختلفة فكيف يتوقع نجاح ويتوقع تقدم مادامت أوضاعنا هكذا، طبعا حينما نستبعد الأفكار الغير الإسلامية نكون قد خطونا خطوة، نقول كل فكر خارج عن الإسلام لا نقبله لكن أيضا لا يحل هذا المشكلة لأن بين الأفكار الإسلامية والأفهام الإسلامية من الخلاف ما هو مثله بينه وبين الأفكار الغير الإسلامية، فكلنا يعلم أن بعض المسلمين ينظر إلى الآخرين على أنهم كفار، كثيرون يعتقدون في السلفيين مثلا أنهم هؤلاء ضالون وكفار ولا يحبون الرسول وهؤلاء يبغضون الصلاة عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذا وكذا وكذا.
فأولا نحن حينما ندعو إلى إصلاح هذه الأوضاع يجب أن ندعو إلى إصلاحها من جذورها ويجب أن نتلمس الأسباب الحقيقية للانحراف ثم شيء آخر هو أنه يجب أن نؤمن ونعلم أن العزة وأن النصر إنما هي من عند الله عز وجل كما قال تبارك وتعالى، وما النصر إلا من عند الله فهذا النصر الذي هو من عند الله، لا يمكن أن يؤتيه الله عز وجل إلا لمن علم عنهم أنهم مخلصون في طلب الحق وأنهم متمسكون بالسبيل الذي بيّنه لهم الله تعالى في كتابه وبيّنه لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته وأنهم مطبقون ذلك وأنهم يجاهدون أنفسهم بتطبيقه والعمل به ثم يدعون الناس إلى ذلك، إذا علم الله عز وجل منا هذا فهو الذي ينصرنا بوسائل وأسباب ربما لا ندريها يعني أنا أعتقد أننا لو سرنا على المنهج الصحيح فليس بعيدا جدا أن ينشأ الله عز وجل العداوة بين أعدائنا وبين المتسلطين علينا وبين من يستذلنا من الكفار ومن أعداء الإسلام في الداخل والخارج، كما شاء الله عز وجل ذلك في الصدر الأول من الإسلام حينما كان محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه متمسكين بحبل الله المتين، انظروا في غزوة الخندق مثلا، المسلمون ضعاف أقلة الكفار جمعوا جموعهم جاءت القبائل والعشائر وقريش واليهود من الداخل ومن الخارج وكما قال عز وجل (( إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا )) فماذا كانت النتيجة لأنهم مؤمنون حق الإيمان ومتمسكون بحبل الله حق التمسك تدخلت قدرة الله مباشرة فأرسل الله الرياح التي زلزلت على المشركين خيامهم وأطفأت قدورهم وأخافتهم وأفزعتهم فصاروا يجمّعون أعتدتهم وأغراضهم ويبغون الرحيل، يريدون أن ينجو بجلدهم فليست المسألة بكثرة العدد ولا بحسن العدة إنما هي بالتمسك بما أمر الله عز وجل قد يظن البعض أن هذا الطريق طويل ولكنه هو الطريق الأوحد الذي يؤسس الحكم الراشد ويؤسس الوضع الصحيح الذي سيستمر إلى قرون وقرون لكن ربما إذا أفلح مثلا الذين لا يوافقوننا على هذا المنهج إذا أفلحوا فرضا في أن يقيموا للإسلام كيانا فأنا واثق من أنه لن يدوم طويلا، لو فرضنا أنه نجح وأقيم لأن ما كان على غير أساس متين سيكون سريع الضعف وسريع الاندثار فهذا المثل، مثل غزوة الخندق حينما تدخلت قدرة الله ففرقت جموع الأعداء وأضعفتهم وأتاهم الله عز وجل من حيث لم يحتسبوا ذلك كله لأن الله عز وجل علم منهم الإخلاص وعلم منهم أنهم قد أفرغوا جهدهم أولا تمسكوا بالحق الذي بيّنه الله لهم ثم أفرغوا جهدهم في الاستعداد والعمل بما يرضي الله عز وجل، مثال آخر ذكر الأستاذ مثالا حفظه الله مثالا عن المسلمين في غزوة حنين وهناك مثال آخر في وضع المسلمين في غزوة أحد.
المسلمون في غزوة أحد كلنا يعرف أن أول المعركة بدأت بنصر ساحق للمسلمين وولى الكفار الأدبار وكان من قصتها كما هو معروف أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بعض المسلمين أن يكونوا على الجبل وهم الرماة وأمرهم بأن لا يبرحوا مكانهم ولو رأوا الأعداء يتخطفونهم من كل جانب ولو صار حدث ما حدث .
ولما انتصر المسلمون وأخذ الذين في الأسفل يجمعون الغنائم ويلحقون بالأعداء وقد ولى الأعداء الأدبار، الذي حدث أن هؤلاء المسلمون فوق الرماة أدركهم شيء طبع من الإنسان العادي الطمع في الدنيا وإخوانهم يجمعون الغنائم ويجمعون الأموال فالحرص وجاءتهم الفتاوى السريعة التي دفعها الواقع الهوى أكثر مما دفعها الاجتهاد العلمي الصحيح والإخلاص فقالوا الرسول عليه الصلاة والسلام أوصانا بأن حتى يتحقق النصر وقد تحقق إذًا ما فيه ، لا حاجة للبقاء هنا، إخوانهم وعظوهم ذكروهم بقول الرسول عليه السلام ألا تذكرون أنه قال كذا وكذا ولو رأيتمونا فأوّلوه ويعني تجاوبوا مع أنفسهم ومع حرصهم فنزلوا .
سائل آخر : وخالفوا أمر الرسول .
الشيخ محمد عيد عباسي : خالفوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فماذا كانت النتيجة مخالفة أمر واحد دخل، يعني صار لهم فيه شبهة سبب هزيمة المسلمين في تلك المعركة ومعهم المسلمون الذين لم يقصّروا ولم يعصوا ولم يخالفوا، سببت أن الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه قد جُرح ووقع وأشيع أنه قتل وأصيب إصابات شديدة كل ذلك نتيجة لمخالفة أمر واحد من أوامر الله عز وجل فكيف نتوقع النصر وننتظر ظفرا ونحن نخالف أمر الله عز وجل في آلاف وآلاف، أولا يأمرنا الله عز وجل أن نتفقه في الدين كما يقول عز وجل (( ولولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون )) ثم نحن لا نبالي بذلك أمرا نقول يكفينا أننا نؤمن بمبادئ الإسلام العامة وكلمة لا إله إلا الله أن يجتمع الناس حولها .
أو كذلك الرسول عليه الصلاة والسلام حينما يقول ( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ) مفهوم هذا الكلام أن الذي لا يفقّهه في الدين فليس يريد به خيرا وإنما يريد به شرا فنحن إذا ذكرنا بعض إخواننا بأن نقبل على الفقه في الدين وأن نتعلم وأن نعرف حقيقة الإسلام لا نهتم بهذا ونعدها من الصغائر وهذه أمور بسيطة، كما ظهر من حديث الأستاذ وبيّن أكثر من مرة لا نريد طبعا كما يتوهم البعض أن يكون كل مسلم إماما مجتهدا فقيها عالما هذا نحن أدرى من غيرنا بأنه غير ممكن والله عز وجل قد خلق الناس بعقول متفاوتة واستعدادات متباينة فهذا لا يمكن ولم يطلبه الله عز وجل لكن الشيء الذي يمكن وهو في مقدورنا وهو حقٌّ أن يقبل من لديه استعداد للعلم والفهم على طلب العلم وعلى معرفة الإسلام الحق، التفقه في كتاب الله في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفقه في الدين فهذا بإمكان طائفة ولو يعني مهما بشرط أن تكون كافية هذه الطائفة يمكن أن تقبل على هذا والآخرون أن يكونوا متبعين على هدى متبعين على بينة متبعين على نور كما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا عرض لهم مسألة أو أمر استفتوا عن حكم الله عزّ وجل فيها ولم يقنعوا بأن يأخذوا أي فتوى أو أدنى طريق ويقبلون به، هذه دعوة قريبة وسهلة إذا صدقت العزائم وصدقت المقاصد فلماذا نرفضها ونبتعد عنها؟ لا بد قبل أي عمل لا بد أن يكون هناك علم سابق له يعني إنسان إذا أراد أن يصنع عملا لا بد له أن يخطط لا بد له أن يبيّن يعرف ماذا يقصد، ما هو غرضه من هذا هل هذا الطريق يؤدي إلى هذا الغرض أو لا ؟ فبيان الغرض وبيان الغاية وبيان الطريقة هذا شيء بدهي فهذه لا تكفي فيها العموميات لا بد من وضع النقاط على الحروف لا بد من التفصيل لا بد من أن تبحث هذه الأمور بحثا علميا مجردا وكما أيضا سمعنا جميعا المسلمون مختلفون في هذا في هذه الأسس في هذا المنهج في كيف نفهم القرآن ... مختلفون فيه، واحد يقول بالكشف الذي يرفض كل الوسائل العلمية، الكشف هكذا حدثني ربي عن ربي فكيف يتفق هذا مع الإنسان الذي لا يؤمن بهذا أصلا ويرى أنه إذا قال فلان بالكشف فإنما هو من إيحاء الشيطان وليس من إيحاء الرحمان، فالمهم والخلاصة أنه لا بد قبل أي عمل إسلامي من العلم الصحيح على ذاك المنهج الرباني الذي علمنا إياه ربنا عز وجل في كتابه الكريم وبينه لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة والتي سمعنا بعضها في مثل قوله صلى الله عليه وسلم ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما ) بمثل قوله عز وجل (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى )) وفي مثل قوله صلى الله عليه وسلم ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) بعد العلم هذا وبعد هذه التصفية لما ران على المسلمين من ثقافات وأفكار خلال العصور بعد ذلك يأتي العمل يأتي التطبيق ثم يأتي بعد ذلك إنشاء الجيل المسلم الذي صارت له وحدة فقهية الوحدة الفقهية تنشئ وحدة شعورية، نحن نشكو الآن من التباغض والتنافر والتخاصم، هذا له فعلا أسباب فليس هو عبث وليس هو دون سبب فحينما نجد تنافرا وشحناء وبغضاء لا بد أن يكون بذلك أحد سببين .
الشيخ : أرجو اانتباه لتعبيرك بأن بعد العلم يأتي العمل، هذا الأصل غير صحيح علميا !
الشيخ محمد عيد عباسي : أي صحيح .
الشيخ : علميا .
الشيخ محمد عيد عباسي : أي نعم مع العلم العمل، الله يجازيكم خير، فأقول حينما .
الشيخ : أعد أعد الجملة .
الشيخ محمد عيد عباسي : لا وصل أي نعم الآن ذكرت أقول إن هناك نعم حينما نشاهد شحناء وبغضاء وخلافا والعواطف متنافرة بين دعاة الإسلام فهذا لا بد أن يكون له أسباب وليس صدفة، هذه الأسباب نوعان نوع منها بسبب خلاف أفكار، هذا يرى الطريق من هنا، ذاك يرى الطريق من هنا فلهذا يعتقد أن ذاك عمله عبث، دون جدوى ضائع قد يعتقد أنه يهدم ليس طريقه بالصواب، فهذا سبب يجب معالجته ومجابهته بالواقع وبالعلم بأن ننظر هذا يقول أنا منهجي صحيح وهذا يقول منهجي صحيح فليس يحل الأمر بأن نتجاهل الأمرين ... نتفق كذا مجاملات وندعوهم بالوحدة لا يمكن أن تنشأ محبة ولا أن تنشأ مودة إلا إذا اتفق على أحد المهجين فيجب أن يدرس المخلصون هذه هذه الأفكار هذا المنهج ما هي أدلته ما هي مستنداته فإذا كان صوابا يتفقون جميعا عليه وإن كان المنهج الأخر فيتفقون عليه، هذا سبب وهو سبب جوهري ويجب أن نأبه له ونهتم به اهتماما كبيرا، السبب الثاني أن يكون الخلاف تنشؤه النفوس وتنشئه الأهواء وتنشؤه المناصب وحب الزعامات فهذه لا سبيل إلى الخلاص منها إلا بالتربية الإسلامية وتقوى الله عز وجل وأن يكون المخلصون هم الذين يعني يقودون المعركة ويقودون الصفوف ويُنحُّون جانبا الذين لهم أغراض وأهواء إذًا سببان ينشأن الخلاف السبب الأول الخلاف الفقهي هذا ليس له علاج إلا بأن تبحث الأفكار المختلف فيها بحثا علميا مجردا موضوعيا بكل أمانة وبكل إنصاف مبحث عاطفي بحث بهدوء مثلا تكون لجان يبحث فيها، نختلف في كذا وكذا نسجل نقاط الإختلاف فهذه تبحث بحثا علميا بالأدلة على منهج الكتاب والسنة والسلف الصالح ثم يتفق على ما يُتوصل إليه نتيجة البحث والمواصلة والمناقشة طبعا على أن يكون ذلك بهدوء وفي خلال الأخوة وتحسين الظن لا أن كل واحد يسيء الظن بالآخر إذًا يكون هو بهذه الفكرة لتهدم الإسلام هذه كذا وإنما يحسّن الظن بالآخر ويعتقد أنه ربما يكون أخوه أيضا على حق وليس الحق محتكرا لدى واحد وإنما لدى يمكن أن يكون لدى غيره أما السبب الثاني فيجب أن نتصارح فإذا وجدنا أهواء هي التي ... .
سائل آخر : إذا اعتقد إذا اعتقد احتمال أن يكون أخوه المختلف ... أنه هو المصيب وهو المخطئ معناه أصبح في شك من الحق الذي يعتقده فكيف نجمع أو نوحّد بين حق يعتقده وحقا وبين حق يشك فيه ؟
الشيخ محمد عيد عباسي : وهذه الأمور التي يختلفون فيها إذا كان لدى بعضهم نصوص وهي ثابتة ومتأكد عنها يجب أن يثق أنها هي الحق لكن يدعو الآخر إلى بحثها ويتلاطف معه ويعرض عليه ما عنده ويعني من قبيل تحسين الظن والسير خطوات يعني بيقول إذا كان عندك الحق فنحن نتبعه كما أظن في الآية لإحدى الآيات الكريمة (( قل إن كان للرحمان ولد فأنا أوّل العابدين )) أنا قصدت بمثل هذا يعني حينما نخاطبهم يا أخي إذا كان الحق معكم فنحن أوّل من يتنازل عما ندعو إليه ونسير معكم فهو من قبيل يعني الفرض، كل منهم يفرض، إذا كان الحق معك والله لا نتخلف عنه وإذا كان مع الطرف الآخر وهكذا .
لكن لا شك أن من كان معتمدا على أدلة قطعية وثابتة كالجبال فهذا يعني يؤمن بها عن قناعة لكن الإيمان التعصب هذا الذي نتج عنه التعصب وغير دليل هذا الذي يجب أن نبتعد عنه، المهم هذه خطوات ونحن نشارك إخواننا جميعا أن هناك الأخطار التي تهدد الإسلام هي ماحقة وخطيرة ولكن لو علمنا سبيلا آخر لدعونا إليه ولسرنا فيه لكن ليس هناك إلا بأن نتصارح وأن نتبين السبيل الصحيح فهذا هو العلاج وليس هناك علاج غيره
سائل آخر : ... هلا اتفقنا .
الشيخ محمد عيد عباسي : نعم .
سائل آخر : نحن واقعنا ماهو واقع مسلمين لأنه مالنا في عز المسلمين ... هذا في عز المسلمين إلي الله ارتضاه للمسلمين، سبق أنه نحن منحرفين واتفقنا أيضا العودة لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها لكن ها الدعوة إلى الرجوع إلى ما كان عليه السلف الصالح دعوة أصبحت غريبة .
الشيخ : صحيح .
سائل آخر : أيوه وليست بالسهلة والمعارضة كما سمعتم موجودة في كل مكان، الذين يعملون ويصبرون، ما أعد الله لهم ؟
الشيخ محمد عيد عباسي : لا شك هذه أيات الكتاب بشرت بهذا حينما قال الله عز وجل (( يا أيها الذين أمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين )) فحينما يسير المؤمنون على طريق ربهم عز وجل ويتبعون سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويجعلونه مثلهم وقدوتهم وأسوتهم الحسنة فإن النصر يأتيهم من غير شك .
سائل آخر : لكن أنه عم يقولوا غرباء
الشيخ محمد عيد عباسي : أي هذه الغربة .
سائل آخر : ها الغربة هاي .
كان ... قبل الصلاة إلى الطلبة التي أرجو أن نخرج عليها جميعا فنحن متفقون إن شاء الله وهي أنه لا بد لأي عمل إسلامي إذا أردنا أن يثمر وأن تكون له النتيجة المرجوة من الظفر وإعادة مجد الإسلام وإعادة العزة الإسلامية لا بد لذلك كله من أن يُبنى هذا العمل على أساس صحيح وأن يُتلافى فيه أسباب الفساد وأسباب الضعف والانحراف التي أدت بدولة الإسلام الماضية الزاهرة إلى الحضيض وإلى الانحطاط، وذلك هو بأن نعود إلى حقيقة الإسلام فهما كما قال أستاذنا حفظه الله ثم تطبيقا،وكثير من الناس يظنون أن هذه الجموع المسلمة هذه الجماعات المختلفة هؤلاء الذين يغشون المساجد بالآلاف والآلاف يظنون هم كلهم مسلمين وما عليهم إلا أن يتعاونوا فقط فهذا الكلام يدل على سطحية ويدل على سذاجة ويدل على عدم غوص وعدم عمق في التفكير، كل نهضة لا بد أن يسبقها فكر صحيح أو فكر يبيّن ما هي الغاية وما هي الوسيلة وما هي الطريقة وما هي هو المنهج الذي يجب أن تسير عليه الأمة فالفكر هو أول شيء في طريق النهضة، هذا سنة الله في خلقه بالنسبة للأديان الإلاهية أو الشرائع الإلاهية المتتالية وبالنسبة للشرائع الأرضية أيضا فنحن نعرف أيضا مما ... المثقفون ويدرسونه في المدارس ... مثلا الثورة الفرنسية التي خلعت الملكية وحققت فرنسا الحديثة ويزعمون أنها أتت بشيء جديد الأخوة والمساواة وكذا ماذا كانت البداية فيها، هل أتى حاكم فقط ثم أصلح ما أصلح؟ لا هم أنفسهم يقولون إنها بدأت بثورة فكرية قام مفكريهم هؤلاء الفرنسيين جون جاك روسو منتسكيو فولتير كذا نشروا أفكار نشروا تحضر نشروا هذه الآراء الإنسانية الأخوة حرب الإقطاع حرب الملكية، تمثلهم للمجتمع ... برأيهم القائم على المساواة والأخوة ما شابه ذلك، هذه الأفكار تفاعلت مع الناس، تبناها المثقفون تبناها عامة الناس صارت رأي عام ثم أدت إلى التغيير، هذا بالنسبة لهؤلاء الكفّار فما بالك بنا نحن المسلمين الذين من الله عز وجل علينا بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم التي كانت خاتمة الشرائع والتي حققت الأمة التي كانت خير أمة أخرجت للناس، هؤلاء بأفكارهم واستنتاجاتهم وصلوا إلى ذلك وكل مفكر كل إنسان يدرس الحضارة وسبيل النهضة يصل إلى هذه النتيجة، قبل أن تقوم نهضة سياسية عسكرية اقتصادية لا بد أن تسبقها ثورة فكرية، لا بد أن يسبقها حركة فكرية، أفكار يتجمع الناس حولها وتنشئ بينهم هذه الأفكار وحدة فكرية فهناك.
الشيخ : ... .
الشيخ محمد عيد عباسي : فهناك من الأشياء التي أرى أنها سبب كبير جدا من أسباب انحطاط المسلمين أنهم أفكارهم وأنظارهم وتصوراتهم مشوشة ومبعثرة ومتفاوتة ومتناقضة، نحن نشكو من هذا في المجتمع في المدارس في الناس هذا الوضع الواقع هو جزاء وفاق وثمرة طبيعية للأوضاع الفكرية والأوضاع الثقافية والعلمية، في المدرسة مثلا يدخل طلاب المسلمين كلهم منذ السنة السادسة من عمرهم يدخلون المدارس إلى أن يتخرجوا من المرحلة الابتدائية الإعدادية الثانوية الجامعية لا شك أن تصوراتهم في الحياة مبنية على ما يتلقونه من أفكار، سواء في المدارس أو في البيوت أو في وسائل الثقافة المختلفة من مثل الإذاعة والتلفزيون وصحف وكتب .
لننظر ما هو الشيء الذي يتلقاه الناس في هذه المؤثرات وهذه الوسائل المختلفة للثقافة، هذه الوسائل هي التي تنشئ هؤلاء الناس فلننظر ما هي أوضاعها فترى مثلا في المدرسة إذا أخذت جهاز التعليم فيه المدرس المسلم وفيه المدرس الشيوعي وفيه المدرس القومي وفيه المدرس الذي أفكاره اسماعيلية والذي أفكاره كذا وكذا، هؤلاء يدخل هذا على الصف، الطالب الواحد يسمع من هذا أشياء تقربه إلى هذا المنهج، أستاذ آخر يدعوهم إلى شيء مناقض ثالث يدعوهم إلى شيء ثالث ورابع وخامس، وإذا أخذنا الدائرة الإسلامية نفسها فنجد واحد يدعوهم إلى الإسلام الذي يرى أن غاية الأماني وأعظم صورة للإسلام هي في اتباع الشيخ الفلاني الذي نحن دعاة الإسلام فيما نزعم نعلم وتعتقد أنه منحرف وأنه ضال وأنه فاسق وأنه عميل وما شابه ذلك، فرجل آخر يدعو أو يبيّن لهم ويدعوهم إلى الإسلام الذي يمثل فكرا نرى أنه ضلال أيضا وانحراف فهؤلاء الشباب يتلقون هذه الأفكار المختلفة، الأفكار المتناقضة أيضا في الكتب في المكاتب وفي المجتمع ترى كتب الضلال وكتب الإيمان في دائرة الإسلام أيضا ترى هذا يصوب ذاك الفهم للإسلام أنه انحراف وأنه كفر وآخر يصوره بشكل معاكس وثالث بين بين ورابع وخامس وهكذا الصحف الإذاعة أحيانا تأتي مناسبات إسلام وإيمان وكذا وأحيانا أخرى تأتي ثورات أخرى .
وسائل الثقافة كلها التي تربي هذه الأجيال والتي تربي هذا المجتمع هي متناقضة متفاوتة مختلفة فكيف يتوقع نجاح ويتوقع تقدم مادامت أوضاعنا هكذا، طبعا حينما نستبعد الأفكار الغير الإسلامية نكون قد خطونا خطوة، نقول كل فكر خارج عن الإسلام لا نقبله لكن أيضا لا يحل هذا المشكلة لأن بين الأفكار الإسلامية والأفهام الإسلامية من الخلاف ما هو مثله بينه وبين الأفكار الغير الإسلامية، فكلنا يعلم أن بعض المسلمين ينظر إلى الآخرين على أنهم كفار، كثيرون يعتقدون في السلفيين مثلا أنهم هؤلاء ضالون وكفار ولا يحبون الرسول وهؤلاء يبغضون الصلاة عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذا وكذا وكذا.
فأولا نحن حينما ندعو إلى إصلاح هذه الأوضاع يجب أن ندعو إلى إصلاحها من جذورها ويجب أن نتلمس الأسباب الحقيقية للانحراف ثم شيء آخر هو أنه يجب أن نؤمن ونعلم أن العزة وأن النصر إنما هي من عند الله عز وجل كما قال تبارك وتعالى، وما النصر إلا من عند الله فهذا النصر الذي هو من عند الله، لا يمكن أن يؤتيه الله عز وجل إلا لمن علم عنهم أنهم مخلصون في طلب الحق وأنهم متمسكون بالسبيل الذي بيّنه لهم الله تعالى في كتابه وبيّنه لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته وأنهم مطبقون ذلك وأنهم يجاهدون أنفسهم بتطبيقه والعمل به ثم يدعون الناس إلى ذلك، إذا علم الله عز وجل منا هذا فهو الذي ينصرنا بوسائل وأسباب ربما لا ندريها يعني أنا أعتقد أننا لو سرنا على المنهج الصحيح فليس بعيدا جدا أن ينشأ الله عز وجل العداوة بين أعدائنا وبين المتسلطين علينا وبين من يستذلنا من الكفار ومن أعداء الإسلام في الداخل والخارج، كما شاء الله عز وجل ذلك في الصدر الأول من الإسلام حينما كان محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه متمسكين بحبل الله المتين، انظروا في غزوة الخندق مثلا، المسلمون ضعاف أقلة الكفار جمعوا جموعهم جاءت القبائل والعشائر وقريش واليهود من الداخل ومن الخارج وكما قال عز وجل (( إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا )) فماذا كانت النتيجة لأنهم مؤمنون حق الإيمان ومتمسكون بحبل الله حق التمسك تدخلت قدرة الله مباشرة فأرسل الله الرياح التي زلزلت على المشركين خيامهم وأطفأت قدورهم وأخافتهم وأفزعتهم فصاروا يجمّعون أعتدتهم وأغراضهم ويبغون الرحيل، يريدون أن ينجو بجلدهم فليست المسألة بكثرة العدد ولا بحسن العدة إنما هي بالتمسك بما أمر الله عز وجل قد يظن البعض أن هذا الطريق طويل ولكنه هو الطريق الأوحد الذي يؤسس الحكم الراشد ويؤسس الوضع الصحيح الذي سيستمر إلى قرون وقرون لكن ربما إذا أفلح مثلا الذين لا يوافقوننا على هذا المنهج إذا أفلحوا فرضا في أن يقيموا للإسلام كيانا فأنا واثق من أنه لن يدوم طويلا، لو فرضنا أنه نجح وأقيم لأن ما كان على غير أساس متين سيكون سريع الضعف وسريع الاندثار فهذا المثل، مثل غزوة الخندق حينما تدخلت قدرة الله ففرقت جموع الأعداء وأضعفتهم وأتاهم الله عز وجل من حيث لم يحتسبوا ذلك كله لأن الله عز وجل علم منهم الإخلاص وعلم منهم أنهم قد أفرغوا جهدهم أولا تمسكوا بالحق الذي بيّنه الله لهم ثم أفرغوا جهدهم في الاستعداد والعمل بما يرضي الله عز وجل، مثال آخر ذكر الأستاذ مثالا حفظه الله مثالا عن المسلمين في غزوة حنين وهناك مثال آخر في وضع المسلمين في غزوة أحد.
المسلمون في غزوة أحد كلنا يعرف أن أول المعركة بدأت بنصر ساحق للمسلمين وولى الكفار الأدبار وكان من قصتها كما هو معروف أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بعض المسلمين أن يكونوا على الجبل وهم الرماة وأمرهم بأن لا يبرحوا مكانهم ولو رأوا الأعداء يتخطفونهم من كل جانب ولو صار حدث ما حدث .
ولما انتصر المسلمون وأخذ الذين في الأسفل يجمعون الغنائم ويلحقون بالأعداء وقد ولى الأعداء الأدبار، الذي حدث أن هؤلاء المسلمون فوق الرماة أدركهم شيء طبع من الإنسان العادي الطمع في الدنيا وإخوانهم يجمعون الغنائم ويجمعون الأموال فالحرص وجاءتهم الفتاوى السريعة التي دفعها الواقع الهوى أكثر مما دفعها الاجتهاد العلمي الصحيح والإخلاص فقالوا الرسول عليه الصلاة والسلام أوصانا بأن حتى يتحقق النصر وقد تحقق إذًا ما فيه ، لا حاجة للبقاء هنا، إخوانهم وعظوهم ذكروهم بقول الرسول عليه السلام ألا تذكرون أنه قال كذا وكذا ولو رأيتمونا فأوّلوه ويعني تجاوبوا مع أنفسهم ومع حرصهم فنزلوا .
سائل آخر : وخالفوا أمر الرسول .
الشيخ محمد عيد عباسي : خالفوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فماذا كانت النتيجة مخالفة أمر واحد دخل، يعني صار لهم فيه شبهة سبب هزيمة المسلمين في تلك المعركة ومعهم المسلمون الذين لم يقصّروا ولم يعصوا ولم يخالفوا، سببت أن الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه قد جُرح ووقع وأشيع أنه قتل وأصيب إصابات شديدة كل ذلك نتيجة لمخالفة أمر واحد من أوامر الله عز وجل فكيف نتوقع النصر وننتظر ظفرا ونحن نخالف أمر الله عز وجل في آلاف وآلاف، أولا يأمرنا الله عز وجل أن نتفقه في الدين كما يقول عز وجل (( ولولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون )) ثم نحن لا نبالي بذلك أمرا نقول يكفينا أننا نؤمن بمبادئ الإسلام العامة وكلمة لا إله إلا الله أن يجتمع الناس حولها .
أو كذلك الرسول عليه الصلاة والسلام حينما يقول ( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ) مفهوم هذا الكلام أن الذي لا يفقّهه في الدين فليس يريد به خيرا وإنما يريد به شرا فنحن إذا ذكرنا بعض إخواننا بأن نقبل على الفقه في الدين وأن نتعلم وأن نعرف حقيقة الإسلام لا نهتم بهذا ونعدها من الصغائر وهذه أمور بسيطة، كما ظهر من حديث الأستاذ وبيّن أكثر من مرة لا نريد طبعا كما يتوهم البعض أن يكون كل مسلم إماما مجتهدا فقيها عالما هذا نحن أدرى من غيرنا بأنه غير ممكن والله عز وجل قد خلق الناس بعقول متفاوتة واستعدادات متباينة فهذا لا يمكن ولم يطلبه الله عز وجل لكن الشيء الذي يمكن وهو في مقدورنا وهو حقٌّ أن يقبل من لديه استعداد للعلم والفهم على طلب العلم وعلى معرفة الإسلام الحق، التفقه في كتاب الله في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفقه في الدين فهذا بإمكان طائفة ولو يعني مهما بشرط أن تكون كافية هذه الطائفة يمكن أن تقبل على هذا والآخرون أن يكونوا متبعين على هدى متبعين على بينة متبعين على نور كما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا عرض لهم مسألة أو أمر استفتوا عن حكم الله عزّ وجل فيها ولم يقنعوا بأن يأخذوا أي فتوى أو أدنى طريق ويقبلون به، هذه دعوة قريبة وسهلة إذا صدقت العزائم وصدقت المقاصد فلماذا نرفضها ونبتعد عنها؟ لا بد قبل أي عمل لا بد أن يكون هناك علم سابق له يعني إنسان إذا أراد أن يصنع عملا لا بد له أن يخطط لا بد له أن يبيّن يعرف ماذا يقصد، ما هو غرضه من هذا هل هذا الطريق يؤدي إلى هذا الغرض أو لا ؟ فبيان الغرض وبيان الغاية وبيان الطريقة هذا شيء بدهي فهذه لا تكفي فيها العموميات لا بد من وضع النقاط على الحروف لا بد من التفصيل لا بد من أن تبحث هذه الأمور بحثا علميا مجردا وكما أيضا سمعنا جميعا المسلمون مختلفون في هذا في هذه الأسس في هذا المنهج في كيف نفهم القرآن ... مختلفون فيه، واحد يقول بالكشف الذي يرفض كل الوسائل العلمية، الكشف هكذا حدثني ربي عن ربي فكيف يتفق هذا مع الإنسان الذي لا يؤمن بهذا أصلا ويرى أنه إذا قال فلان بالكشف فإنما هو من إيحاء الشيطان وليس من إيحاء الرحمان، فالمهم والخلاصة أنه لا بد قبل أي عمل إسلامي من العلم الصحيح على ذاك المنهج الرباني الذي علمنا إياه ربنا عز وجل في كتابه الكريم وبينه لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة والتي سمعنا بعضها في مثل قوله صلى الله عليه وسلم ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما ) بمثل قوله عز وجل (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى )) وفي مثل قوله صلى الله عليه وسلم ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) بعد العلم هذا وبعد هذه التصفية لما ران على المسلمين من ثقافات وأفكار خلال العصور بعد ذلك يأتي العمل يأتي التطبيق ثم يأتي بعد ذلك إنشاء الجيل المسلم الذي صارت له وحدة فقهية الوحدة الفقهية تنشئ وحدة شعورية، نحن نشكو الآن من التباغض والتنافر والتخاصم، هذا له فعلا أسباب فليس هو عبث وليس هو دون سبب فحينما نجد تنافرا وشحناء وبغضاء لا بد أن يكون بذلك أحد سببين .
الشيخ : أرجو اانتباه لتعبيرك بأن بعد العلم يأتي العمل، هذا الأصل غير صحيح علميا !
الشيخ محمد عيد عباسي : أي صحيح .
الشيخ : علميا .
الشيخ محمد عيد عباسي : أي نعم مع العلم العمل، الله يجازيكم خير، فأقول حينما .
الشيخ : أعد أعد الجملة .
الشيخ محمد عيد عباسي : لا وصل أي نعم الآن ذكرت أقول إن هناك نعم حينما نشاهد شحناء وبغضاء وخلافا والعواطف متنافرة بين دعاة الإسلام فهذا لا بد أن يكون له أسباب وليس صدفة، هذه الأسباب نوعان نوع منها بسبب خلاف أفكار، هذا يرى الطريق من هنا، ذاك يرى الطريق من هنا فلهذا يعتقد أن ذاك عمله عبث، دون جدوى ضائع قد يعتقد أنه يهدم ليس طريقه بالصواب، فهذا سبب يجب معالجته ومجابهته بالواقع وبالعلم بأن ننظر هذا يقول أنا منهجي صحيح وهذا يقول منهجي صحيح فليس يحل الأمر بأن نتجاهل الأمرين ... نتفق كذا مجاملات وندعوهم بالوحدة لا يمكن أن تنشأ محبة ولا أن تنشأ مودة إلا إذا اتفق على أحد المهجين فيجب أن يدرس المخلصون هذه هذه الأفكار هذا المنهج ما هي أدلته ما هي مستنداته فإذا كان صوابا يتفقون جميعا عليه وإن كان المنهج الأخر فيتفقون عليه، هذا سبب وهو سبب جوهري ويجب أن نأبه له ونهتم به اهتماما كبيرا، السبب الثاني أن يكون الخلاف تنشؤه النفوس وتنشئه الأهواء وتنشؤه المناصب وحب الزعامات فهذه لا سبيل إلى الخلاص منها إلا بالتربية الإسلامية وتقوى الله عز وجل وأن يكون المخلصون هم الذين يعني يقودون المعركة ويقودون الصفوف ويُنحُّون جانبا الذين لهم أغراض وأهواء إذًا سببان ينشأن الخلاف السبب الأول الخلاف الفقهي هذا ليس له علاج إلا بأن تبحث الأفكار المختلف فيها بحثا علميا مجردا موضوعيا بكل أمانة وبكل إنصاف مبحث عاطفي بحث بهدوء مثلا تكون لجان يبحث فيها، نختلف في كذا وكذا نسجل نقاط الإختلاف فهذه تبحث بحثا علميا بالأدلة على منهج الكتاب والسنة والسلف الصالح ثم يتفق على ما يُتوصل إليه نتيجة البحث والمواصلة والمناقشة طبعا على أن يكون ذلك بهدوء وفي خلال الأخوة وتحسين الظن لا أن كل واحد يسيء الظن بالآخر إذًا يكون هو بهذه الفكرة لتهدم الإسلام هذه كذا وإنما يحسّن الظن بالآخر ويعتقد أنه ربما يكون أخوه أيضا على حق وليس الحق محتكرا لدى واحد وإنما لدى يمكن أن يكون لدى غيره أما السبب الثاني فيجب أن نتصارح فإذا وجدنا أهواء هي التي ... .
سائل آخر : إذا اعتقد إذا اعتقد احتمال أن يكون أخوه المختلف ... أنه هو المصيب وهو المخطئ معناه أصبح في شك من الحق الذي يعتقده فكيف نجمع أو نوحّد بين حق يعتقده وحقا وبين حق يشك فيه ؟
الشيخ محمد عيد عباسي : وهذه الأمور التي يختلفون فيها إذا كان لدى بعضهم نصوص وهي ثابتة ومتأكد عنها يجب أن يثق أنها هي الحق لكن يدعو الآخر إلى بحثها ويتلاطف معه ويعرض عليه ما عنده ويعني من قبيل تحسين الظن والسير خطوات يعني بيقول إذا كان عندك الحق فنحن نتبعه كما أظن في الآية لإحدى الآيات الكريمة (( قل إن كان للرحمان ولد فأنا أوّل العابدين )) أنا قصدت بمثل هذا يعني حينما نخاطبهم يا أخي إذا كان الحق معكم فنحن أوّل من يتنازل عما ندعو إليه ونسير معكم فهو من قبيل يعني الفرض، كل منهم يفرض، إذا كان الحق معك والله لا نتخلف عنه وإذا كان مع الطرف الآخر وهكذا .
لكن لا شك أن من كان معتمدا على أدلة قطعية وثابتة كالجبال فهذا يعني يؤمن بها عن قناعة لكن الإيمان التعصب هذا الذي نتج عنه التعصب وغير دليل هذا الذي يجب أن نبتعد عنه، المهم هذه خطوات ونحن نشارك إخواننا جميعا أن هناك الأخطار التي تهدد الإسلام هي ماحقة وخطيرة ولكن لو علمنا سبيلا آخر لدعونا إليه ولسرنا فيه لكن ليس هناك إلا بأن نتصارح وأن نتبين السبيل الصحيح فهذا هو العلاج وليس هناك علاج غيره
سائل آخر : ... هلا اتفقنا .
الشيخ محمد عيد عباسي : نعم .
سائل آخر : نحن واقعنا ماهو واقع مسلمين لأنه مالنا في عز المسلمين ... هذا في عز المسلمين إلي الله ارتضاه للمسلمين، سبق أنه نحن منحرفين واتفقنا أيضا العودة لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها لكن ها الدعوة إلى الرجوع إلى ما كان عليه السلف الصالح دعوة أصبحت غريبة .
الشيخ : صحيح .
سائل آخر : أيوه وليست بالسهلة والمعارضة كما سمعتم موجودة في كل مكان، الذين يعملون ويصبرون، ما أعد الله لهم ؟
الشيخ محمد عيد عباسي : لا شك هذه أيات الكتاب بشرت بهذا حينما قال الله عز وجل (( يا أيها الذين أمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين )) فحينما يسير المؤمنون على طريق ربهم عز وجل ويتبعون سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويجعلونه مثلهم وقدوتهم وأسوتهم الحسنة فإن النصر يأتيهم من غير شك .
سائل آخر : لكن أنه عم يقولوا غرباء
الشيخ محمد عيد عباسي : أي هذه الغربة .
سائل آخر : ها الغربة هاي .