كلمة للشيخ الألباني عن معنى حديث" طوبى للغرباء" مع مواصلة المعنى الذي تكلم عليه الشيخ محمد عيد عباس مع بيان صفات الفرقة الناجية. حفظ
الشيخ : ... كما قال عليه السلام ( فطوبى للغرباء ) ( إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ) طوبى لها تفسيران لغوي وشرعي اللغوي هنيئا لهم بالتعبير الشامي العامي "نيالهم" هؤلاء الغرباء "نيالهم" أما التفسير الشرعي وهو الذي ينبغي الاعتماد عليه لأن الرسول عليه السلام قد فسّره بنفسه حين قال في بعض الأحاديث الصحيحة ( طوبى شجرة في الجنة يمشي الراكب تحت ظلها مائة عام لا يقطعها ) طوبى شجرة يمشي الراكب تحتها أي تحت ظل أغصانها مائة عام لا يقطعها فهذه الشجرة هي للغرباء بشرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الشجرة الطيبة وفي اعتقادي أنه كما أنه من المهم أن نعرف ما لهؤلاء الغرباء يجب أن نعرف بل هذا أوجب بالمعرفة من هم هؤلاء الغرباء؟ لأنه أخشى أن يكون الأمر كما قال الشاعر " وكل يدعي وصلا بليلى *** وليلى لا تقر لهم بذاك " قد يظن بعض الناس أن الغرباء هم المتمسكون بدينهم مهما كان هذا الدين صحيحا أو منحرفا، وقد وقد فلدفع مثل هذه القدقدة التي يدندن حولها كثيرا الناس في بحوثهم وأقوالهم تسأله سؤال بيقل لك قد يكون كذا وقد يكون كذا فما أعطاك شيئا مطلقا بهذه القدقدة فخلاصا منها أرى أنه من الأوجب أن نعرف هؤلاء الغرباء الذين بشّرهم سيد الأنبياء بأن لهم طوبى وقد قال تعالى (( طوبى لهم وحسن مآب )) في هذه الشجرة، فمن هم هؤلاء الغرباء؟ لقد جاء في وصفهم ثلاث روايات ولا تخالف بينها كما قد يظن البعض لأنها معاني قد تلتقي في فرد أو أفراد وقد لا تلتقي، الرواية الأولى تقول قالوا من هم يا رسول الله؟ قال ( هم ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ) إذًا من صفة هؤلاء الغرباء وصفا معنويا لأولئك الغرباء وصفا ماديا حينما يهاجر من بلده إلى بلد أخرى لا أحد يعرفه وهو منبوذ من بينهم مهجور كذلك الغريب الموصوف في هذا الحديث بصفة النبذ المعنوي قال ( هم ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ) ولا شك أن الصلاح نوعان أحدهما فكري والآخر عملي وخلقي ولقد اعتاد الناس حتى الناس الطيبين الاهتمام بالناحية الثانية من الغربة وهو العمل الصالح والخلق الصالح لكن لا يفكرون أبدا أن الغرابة المثلى والتي صاحبها أحق بأن يكون له طوبى هو الغرابة في العقيدة ( من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ) ( من يعصيهم ) في عقيدتهم وهي الأسّ والأصل في الدعوة ثم في أخلاقهم ثم في أعمالهم فهم غرباء في كل شيء في ذلك المجتمع ولذلك فهم يخالفون ويعصون ولا يطاعون، هذا وصف في الرواية الأولى ولعله من المناسب أن يذكر ههنا بأن لأمثال هؤلاء الغرباء القليلون الصالحون الذين يعيشون في مجتمع كثير وكبير ( من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم لهم أجر خمسين شهيدا ) وقد قال عليه الصلاة والسلام في بعض الأحاديث الصحيحة أنه يكون ناس غرباء في آخر الزمان لهم أجر خمسين قالوا منا يا رسول الله أم منهم قال ( لا منكم )، لهم أجر خمسين من شهداء صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وجاء تفسير ذلك في بعض الأحاديث وهذا التفسير كأني أشعر بأنه تفسير للقلة سبب القلة والكثرة قال ( لأنكم تجدون على الحق أنصارا ولا يجدون على الحق أنصارا ) هذا منتهى الغربة، الحديث الثاني في وصف هؤلاء الغرباء .
السائل : الحديث فيه شهيدا وإلا بس خمسين ؟
الشيخ : خمسين منكم .
سائل آخر : ما في شهيد ؟
الشيخ : لا ما في شهيد، في حديثين ( المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له مائة أجر مائة شهيد وله أجر شهيد ) وكل من الحديثين ضعيف الإسناد لكن الحديث الذي تلوته عليكم آنفا هو حديث صحيح له أجر خمسين من الصحابة .
السائل : يعملون مثل عملهم، العامل فيه له أجر خمسين عاملا
الشيخ : نعم ؟
السائل : العامل فيها ... خمسين عاملا منكم .
الشيخ : منكم، نعم .