شرح حديث : ( من هم الغرباء يا رسول الله قال هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي ) مع مواصلة الكلام على الموضوع المتقدم . حفظ
الشيخ : الحديث الثاني سُئل أيضا الرسول عليه السلام من الغرباء يا رسول الله قال ( هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سُنتي من بعدي ) هذه أيضا غربة جلية واضحة ... كل الغرباء هذه طبيعتهم يدعون إلى إحياء السّنة وإماتة البدعة في وقت انقلبت فيه الحقائق فصارت السنة بدعة والبدعة سنة فإذا قيل للناس هذه بدعة قالوا يا غيرة الله أنكر الصلاة على الرسول أنكر ذكر الله أنكر الكرامات أنكر أنكر وهو لا ينكر شيئا من الحقائق أبدا وإنما ينكر أوهاما وأفكارا تبناها الناس على مرور الزمن حتى أصبحت جزءا من العقيدة عندهم ولذلك يستنكرون أشد الاستنكار على أولئك الغرباء الذين يقولون هذه هي السنة فعليكم بها وما أنتم عليه هي البدعة فانتهوا عنها.
( هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سُنتي من بعدي ) والرواية الثالثة والأخيرة وهي تنطبق على بعض الناس ليس على كلهم، من هؤلاء الغرباء ألا وهو قوله عليه السلام ( هم النزّاع من القبائل ) النزّاع جمع نازع والنازع هو الذي ترك وطنه يقال فلان نزع من وطنه أي هاجر منها لكن هجرته من وطنه كانت في سبيل مرضاة ربه عز وجل وذلك حينما يجد نفسه في مجتمع لا يتمكن فيه من العمل بالسنة والدعوة إليها فيهاجر كما هاجر المهاجرون الأولون من مكة إلى المدينة ليتمكنوا من القيام بالشعائر الإسلامية والتاريخ لا بد أن يعيد نفسه كما يقال فكذلك يقول الرسول عليه السلام في آخر الزمان أن الغرباء منهم النزّاع من القبائل يتركون بلادهم وأوطانهم إلى بلاد أخرى ليتمكنون فيها من القيام بشريعة الإسلام على الوجه الصحيح القائم على الكتاب والسنة فإذًا هؤلاء هم الغرباء وذلك هو أجر هؤلاء الغرباء لهم طوبى في الجنة (( طوبى لهم وحسن مآب )) .