هل يجوز أن نتبع مذهباً معيناً وإذا كان لا يجوز فنرجوا أن تذكر لنا دليلا للمنع مع العلم أن الذي يتبع مذهباً يقرأ دليل الحكم لأننا حتما سنخطئ أكثر منهم لأن عندنا أقل منهم ولأنه على حسب قولكم كل إنسان يخطىء وخطأ صاحب المذهب أقل من خطئنا ؟ حفظ
الشيخ : هل يجوز أن نتبع مذهبا معينا ؟ وإذا كان لا يجوز فنرجوا أن تذكر لنا دليلا يمنع ذلك مع العلم أن الذي يتبع المذهب يقرأ دليل الحكم لأننا حتما سنخطئ أكثر منهم لأن علمنا أقل منهم ولأنه على حسب قولكم كل إنسان يخطىء وخطأ صاحب المذهب أقل من خطئنا ؟
صحيح ، لكن هذا السائل يظن أننا نحن ندعو إلى ترك المذهب أولا يطلقه بالثلاثة هكذا يتوهّم السائل ، ونحن ما هكذا نقول وسأفصل في هذا ، و ثانيا يتوهم أننا سنأتي برأي من عندنا لم يقل به عالم من علماء المسلمين مطلقا من أين جاء هذا الوهم من قوله أنه إذا كانوا يخطئوا فنحن نخطئ أكثر هذا كلام صحيح لكن نحن لا نأتي برأي من عندنا نخالف ... وحين ذاك يقال إذا أخطؤوا فنحن أشد خطأ وأبين خطأ ولكننا نقول و ... ندعو الناس إليه هو ما نكرره دائما وأبدا و آنفا ذكرناه حينما سأل السائل هناك فقال أنه أجمع المسلمون على كذا ، قلنا أجمعوا كلهم ؟ قال لا، فقلنا له إذا نرجع إلى قول الله عز وجل (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول )) هذا هو واجبنا وهذه هي دعوتنا هي أن علماء المسلمين إذا اختلفوا أن لا نرضى بهذا الاختلاف وأن لا نجعله دينا وإنما نحاول التخلص منه بقدر الإمكان في خلاف مائة مسألة نحاول أن نتخلص من مسألة واحدة وكيف يمكن هذا الخلاص هو بتحكيم الآية السابقة (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول )) ، سيقول السائل طيب فأنت يجوز تخطئ سأقول نعم أنا يجوز أخطئ من باب أولى مثل ما قال ويقول كل الناس العقلاء ولكن أنا لست وحدي في الميدان أنا أقول خذ بمذهب أبي حنيفة إن كان الدليل عندك أرجح وأوقوى أو بمذهب الشافعي فحينئذ سيكون الفرق بينك وبين غيرك أو بينك أنت حينما تقلد مذهبك وبينك أنت نفسك حينما تقلد مذهبا آخر لأنك عرفت أن دليله أقوى من دليل إمامك أنت كزيد من الناس كرجل مثلا متمذهب بالمذهب الحنفي والمذهب الحنفي لا يرفع اليدين في الركوع والسجود أي عند الركوع عند الرفع من الركوع ثم وجدت عشرين حديثا مثلا في أن الرسول عليه السلام كان يرفع يديه عند الركوع ووجدت في مذهب أبي حينفة حديث ابن مسعود قال " ألا أصلي بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع يديه ثم لم يعد " ففكرت بين هذين المذهبين فترجح عندك المذهب الشافعي اللي ما هو أصل مذهبك لأنه وجدت عنده عشرين حديثا على مذهبك الأصيل لأنه وجدت عنده حديث واحد زايد أن هذا الحديث الفرد ناف سالب غير موجب أن ما ذكر أن الرسول عليه السلام رفع يديه عند الركوع بينما العشرين حديثا هي أحاديث موجبة تقول كلها أصحابها أن الرسول كان يرفع فأخذت بهذا المذهب نفترض أنه أنت محتمل بل نؤكد محتمل يكون أخطأت لكن هناك فرق بين وضعك السابق حينما كنت لا ترفع وبين وضعك اللاحق الجديد حينما أصبحت ترفع ، سابقا كنت لا تعرف سوى المذهب الحنفي وأنه يكره رفع اليدين فلما تفتح لمعرفة الأدلة وللخلاص من الخلاف كما تطلب من الآية طلبت دليل الحنفي وجدت حديث ابن مسعود المشار إليه ، طلبت الدليل الشاافعي وجدت عشرين حديثا فأخذت بالرفع من أجل عشرين حديثا ترى ألست الآن أنت و أنت نفس الشخص ، ألست الآن أنت أرضى لله ولرسوله منك قبل أن تدرس المسألة وقبل أن تطلع على عشرين حديثا ؟ بلا شك إذا ما احتمال كونك أخطأت في أخذك برأي الشافعي في هذه المسالة لكن أنت أهدى سبيلا وأقوم قيلا حينما أخذت بالعشرين حديثا زايد هو مذهب الشافعي من حينما كنت تأحذ بمذهب أبي حنيفة زايد حديث ابن مسعود فاحتمال كون الذي يريد أن يأخذ بالأصح من المذاهب ممكن يخطأ نحن هذا لا ننفيه ولكن كما أقول في كثير من مثل هذه المناسبة الفرق بين المقلد وبين المتبع كما نقول نحن فيه عندنا مقلد وفيه عندنا متبع ، المقلد هو الذي لا يعرف أدلة المذهب ولا يقابل هذه الأدلة بأدلة المذاهب الأخرى أما المتبع فهو الذي يتبع الحديث حيث كان وفي أي مذهب كان من مذاهب أئمة الإسلام ، الفرق بين المقلد وبين المتبع هو كما يأتي عملية حسابية مقلد زايد صفر يساوي صفر متبع زايد حديث يساوي واحد أو يساوي اثنين فهنا فيه متبع زايد حديث أما مقلد ما فيه زايد شيء إلا صفر لأنه لا يعلم شيئا ولذلك قال العلماء التقليد هو من القلادة هو الطوق فكأنه المقلد يلقي دينه كالقلادة على عنق المقلَد يعني مثل ما يقول العامة " ... جزمتك وحط رجلك في ميّة باردة " لا عاد يهمه هذا الرأي قال الله مصدره قال رسول الله مصدره إجماع أم هو الرأي والاجتهاد ما يهمه قلده دينه أما المتبع (( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني )) ، هذا المتبع لا يقنع بمجرد فلان قال كذا مثل ما أنتم شايفين يسأل السائل سؤالا فيجيب جوابا سريعا حسب الظرف ويكون الجواب واضحا ومقنعا بطيبعته لأنه تعلمنا نمشي على بصيرة يرد سؤال ثاني شو الدليل كما جرى آنفا بالنسبة للمسح على الجوربين هذا هو الطريق السليم أن الإنسان ما يغمض ويمشي يفتح ويمشي لا نريد من المسلمين أكثر من أن يكونوا على بصيرة من دينهم والحقيقة أن في هذه الرسالة التي أشرنا إليها آنفا كنت ختمتها بكلمة لعله من المناسب الآن أن نقرأها عليكم لأنه في صلة بالموضوع " ... الشباب المسلم المثقف اليوم وختاما أيها الإخوة نختم كلمتي هذه أن أحملكم على أن تكونوا جميعا أئمة مجتهدين وفقهاء محققين وإن كان ذلك يسرني كما يسركم إلا أن ذلك غير ممكن عادة لضرورة اختلاف الاختصاصات وتعاون المتخصصين بعضهم مع بعض وإنما أردت منها أمرين اثنين الأول أن تتنبهوا لأمر خفي على كثير من الشباب المؤمن المثقف اليوم فضلا عن غيرهم وهو أنهم في الوقت الذي علموا فيه بفضل جهود وكتابات بعض الكتاب الإسلاميين مثل السيد قطب رحمه الله تعالى والعلامة المودودي حفظه الله وغيرهما أن حق التشريع إنما هو لله تعالى وحده لا يشاركه فيه أحد من البشر أو الهيئات وهو ما عبروا عنه بالحاكمية لله تعالى وذلك صريح تلك النصوص المتقدمة في الرسالة في أول هذه الكلمة من الكتاب والسنة أقول في الوقت هذا نفسه فإن كثيرا من هؤلاء الشباب لم يتنبه بعد أن المشاركة المنافية لمبدأ الحاكمية لله تعالى لا فرق فيها بين كون البشر المتبع من دون الله مسلما أخطأ في حكم من أحكام الله أو كافرا نصب نفسه مشرعا مع الله ومع كونه عالما أو جاهلا كل ذلك ينافي المبدأ المذكور الذي آمن به الشباب والحمد لله تعالى فهذا الذي أردت لكم أن تتنبهوا له وأذكركم به فإن الذكرى تنفع المؤمنين فقد سمعت كثيرا منهم يخطب بكل حماسة وغيرة إسلامية محمودة ليقرر أن الحاكمية لله وحده و يضرب بذلك النظم الحاكمة الكافرة وهذا شيء جميل وإن كنا الآن لا نستطيع تغييره بينما هنالك في نفوس الكثيرين منا ما ينافي المبدأ المذكور ومن الميسور تغييره لا ننبه المسلمين عليه ولا نذكرهم به ألا وهو التدين بالتقليد ونبذ نصوص الكتاب والسنة به فهذا الخطيب المتحمس نفسه لو نبهته لمخالفة منه وقعت لآية أو حديث ركن فورا إلى الاحتجاج بالمذهب دون أن يتنبه مع الأسف الشديد أنه بعمله هذا ينقض ذلك المبدأ العظيم الذي دعا الناس إليه ... -الحاكمية لله وحده أن نرد القوانين الكافرة ؟ لا ، هو أدق من هذا أن نرد قول المسلم لأنه مخالف للكتاب والسنة - ركن فورا إلى الاحتجاج بالمذهب دون أن يتنبه مع الأسف الشديد أنه بعلمه هذا ينقض ذلك المبدأ العظيم الذي دعا الناس إليه والله عز وجل يقول (( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون )) فكان عليه أن يبادر إلى التسليم بما سمع من الذكر والدليل لأنه هو العلم ولا يلجأ إلى التقليد لأنه هو الجهل -المقصود من هذا الكلام هو أوائله أما بيت القصيد فهو قولي- والأمر الآخر أن تحققوا في نفوسكم مرتبة واجبة ممكنة ميسرة لكل مسلم ولو بقدر هي دون مرتبة الاجتهاد والتحقيق التي لا ينهض بها إلا خواص الرجال وهي مرتبة اتباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وإفراده بذلك كل منكم حسب طاقته الذي أطلب ونطلب نحن السلفيين من كل المسلمين أن يفردوا الرسول عليه السلام في الاتباع كما أفردوا الله في التوحيد فإفراد الرسول في الاتباع هذه غاية لا يتم إيمان المسلم إلا بها وهو من معنى قوله لا إله إلا الله محمد رسول الله لكن تحقيق إفراد الرسول بالاتباع كما قلت أنا كل منكم حسب طاقته فالعالم أوسع دائرة بهذا التحقيق من طالب العلم وغير طالب العلم دون ذلك بكثير كل حسب طاقته فكما أنكم توحدون الله تعالى في عبادتكم فكذلك تفردون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في اتباعكم فمعبودكم واحد ومتبوعكم واحد وبذلك تحققون عملا شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فوطنوا أيها الإخوان الكرام أنفسكم على أن تؤمنوا بكل حديث ثبت لديكم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سواء كان في العقيدة أو الأحكام وسواء قال به إمامك الذي نشأت على مذهبه بحكم بيئتك أو غيره من أئمة المسلمين ولا تتبنوا قاعدة من تلك القواعد التي وضعت من آراء بعض الرجال واجتهاداتهم وهم غير مجتهدين فيصدكم ذلك عن الاتباع ولا تقلدوا بشرا مهما علا وسما تؤثرون قوله على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن بلغتموه هذا الذي نريده منكم " مش ... مجتهد أكبر هذا له أئمة له رجال ولا أيضا ... نص مجتهد على قاعدة أن الاجتهاد يتجزأ وإنما رجل عالم بلغك حديث عن الرسول لا تقل أنا ما آخذ فيه لأنه خلاف مذهبي شو مذهبك؟ وهذا الكلام مع الأسف يقولوه علماء مش من العوام الذين نحذرهم أن يجتهدوا ويكونوا علماء يفهموا الكتاب والسنة لكن غللت عقولهم بالتدين بالتقليد فصدهم عن إفراد الرسول صلى الله عليه وسلم بالاتباع " واعلموا أنكم بذلك فقط لا بغيره تحققون علما وعملا المبدأ القائل لا إله إلا الله منهج حياة ولا المبدأ القائل الحاكمية لله وحده تبارك وتعالى وبدون ذلك يستحيل أن نوجد الجيل القرآني الفريد الذي هو وحده يستطيع أن ينشأ المجتمع المسلم وخصائصه وبالتالي الدولة المسلمة المنشودة مصداقا للحكمة الصادقة التي قالها أحد الدعاة الإسلاميين الكبار رحمه الله تعالى أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم على أرضكم وعسى أن يكون ذلك قريبا (( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله ورسوله إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون )) " ... إلى آخر الآية هذه الآية موجهة إلى علماء المسلمين أم إلى جهالهم أرجو أن الأخ الذي أتانا السؤال هو يتولى الجواب فإذا كان معليش طول بالك أنا راح أتوسع معك إذا أنت شعرت بالعجز عن الجواب يجوز أن توكل على طريقة المحامين واحد يجواب عنك تريد واحد يجاوب عنك إذا أنت جاوب .
السائل : ... .
الشيخ : ... تجاوبني عن سؤالي ! لأنه إذا كان عندنا هنا خمسين شخصا أو مائة شخص ... إذا كان عندنا هون مائة شخص وكل واحد يسأل السؤال حسب كيفه وأنا واجبي كل واحد أجاوبه على حسب عقله وفهمه وثقافته ، ترى إذا كان العدد خمسين أنا أكون واحد وخمسين إذا كان العدد مائة يكون مائة واحد الواحد هذا اللي كمل العدد واحد وخمسين أو مائة واحد ما يجوز له أن يسأل سؤالا ! طيب فأرجو إذا أن أحظى بالجواب أنا سألتك قوله تعالى (( إذا تنازعتم في شيء فردوه إلى الله )) هذا خطاب لعلماء المسلمين أم لجهالهم ؟
السائل : ... .
الشيخ : ليش نحن شو عرفك أنه لسنا الآن ... طول بالك يا أخي
السائل : ... .
الشيخ : أنت توافق
السائل : ... .
الشيخ : يعني الجواب الذي أقدمه إياك ... طول بالك طول بالك ... .