الكلام على معنى نجاسة المشركين. حفظ
الشيخ : منذ أن صرّح الله عز وجل في القرآن الكريم بقوله (( إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام )) الحديث المقصود به نفي النجاسة المادية وليس نفي النجاسة المعنوية ، فالمؤمن الذي قال له الرسول عليه السلام ( إن المؤمن لا ينجس ) نجاسة مادية فأولى وأولى أنه لا ينجس نجاسة معنوية فالحديث سيق للتحدث عن النجاسة المادية وأنها منفية عن المؤمن حتى في الوضع الذي قد يخطر في بال البعض أنه يكون نجسا وهو حين كونه جنبا فلما جاء أبو هريرة للرسول عليه السلام وانخنس وانسحب من المجلس لأن الرسول حضر فيه ويصافح عادة أصحابه انسحب لأنه كان جنبا فتوهم أنه لجنابته نجس فتعجب الرسول عليه السلام منه وعبر بذلك عن قوله ( سبحان الله إن المؤمن لا ينجس ) أي نجاسة مادية أما النجاسة المعنوية فهي مسكوت عنها في الحديث لكنها مفهومة بطريق الأولى من باب أولى لأن المسلم إذا كان لا ينجس نجاسة مادية بسبب الجنابة فما فيه من إيمان والتصديق بما جاء في الإسلام يجعله أيضا غير نجس نجاسة معنوية وليس كذلك الكافر فالكافر نجاسته المعنوية ثابتة كما ذكرنا في الكتاب وفي السنة أيضا على شح في النصوص في السنة وخاصة ما كان منها صحيحا ولكني أذكر منها نصا في سنده ضعف وهو لما جاءه وفد نجران إلى الرسول عليه الصلاة والسلام إليه في المسجد كأن الصحابة أنكروا دخلوهم فيه ولاحظ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم فقال " إنه ليس من أنجاسهم على مسجدكم شيء إنما أنجاسهم في أنفسهم " أي أن نجاستهم نجاسة معنوية ولا يوجد لدينا في السنة ما يثبت أن المشرك هو نجاسته نجاسة مادية لكونه مشركا خلافا لبعض الطوائف الإسلامية الأخرى السائل : كون أن الرسول صافح المشركين ... .
الشيخ : نعم .