رجل صلى صلاة الصبح و ركعتين من الظهر وهو جنب فماذا يفعل ؟ حفظ
الشيخ : طيب هنا سؤال يقول رجل صلى صلاة الصبح وركعتين من الظهر رجل صلى صلاة الصبح وركعتين من الظهر وهو جنب ماذا يفعل ؟
هو من المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بعضا من صلاته وهو جنب ثم تذكر فأشار لمن خلفه أن قفوا مكانكم وذهب واغتسل ثم بنى على ما فعل ... الجواب عندنا حديث وعندنا أثر عن عمر الحديث يقول أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل في صلاة الفجر و صلى بالناس وكبر ثم أشار إليهم أن مكانكم ورجع إلى بيته واغتسل ورجع ورأسه يقطر ماء فصلى بهم وبعد الصلاة قال لهم ( إني كنت جنبا فنسيت ) ففي هذا الحديث بيان أن النبي عليه الصلاة والسلام بنى على تكبيرته الأولى تكبيرة الإحرام ذلك لأنه لم يتكلّم من جهة ومن جهة أخرى أبقى أصحابه قياما وقال لهم بالإشارة أشار إليهم أن مكانكم ولما عاد ... أي تم بهم الصلاة وبعد الصلاة قال ( إني كنت جنبا فنسيت ) فأخذ من هذا الحديث أن من تذكر الطهارة في صلاته بنى على ما مضى من بعد ما يتطهر الحادثة الأخرى التي أشرت إليها عن عمر أنه صلى الصبح يوما بأصحابه في المدينة وبعد الصلاة نظر في ثيابه فوجد فيها أثر مني فعاد واغتسل وأعاد الصلاة ولم يأمر الناس بإعادة الصلاة فقلنا ما دام أن عمر رضي الله عنه أعاد الصلاة و أعلن ذلك بالنسبة لمن كان قوله من الصحابة ولم يأمر من صلى خلفه بالإعادة فأخذنا هنا حكمين أن من تذكر الحدث بعد الصلاة فعليه أن يتطهر ويعيد الصلاة وأما إن تذكرها في أثناء الصلاة فهو يتطهر ويتم ويبني فلو لا أثر عمر لقلنا لا فرق بين من تذكر في أثناء الصلاة أو بعد الصلاة أثر عمر هو الذي يجعلنا نفرق بين الحادثتين ونحن حينما نأخذ بأثر عمر إنما نربط ذلك بمبدأ عندما وهو أنه يجب أن نفهم نصوص الكتاب والسنة على منهج و فهم السلف الصالح فلذلك لما قال الله عز و جل في القرآن الكريم (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى )) قال (( ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) لم يقتصر الله عز وجل على قوله ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى وإنما ضم إلى ذلك فقال (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) لأن مخالفة سبيل المؤمنين معنى ذلك مخالفة منهجهم في فهم الكتاب والسنة لأنه لا يكفي للمسلم أن يكون ناجيا يوم القيامة أن يقول أنا حجتي الكتاب والسنة لأن كل الفرق الإسلامية على شدة الاختلاف الواقع بينها كل فرقة منها تدعي أنها على الكتاب والسنة ولكن الحكم الفصل هو الرجوع إلى سبيل المؤمنين لاسيما الأولين منهم وهم الصحابة وإشارة إلى هذه الحقيقة نجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ) قالوا من هي يا رسول الله ؟ قال هي ( الجماعة ) وفي رواية قوية بشواهدها قال ( هي ما أنا عليه وأصحابي ) لماذا ذكر وأصحابي ولم يقتصر عليه الصلاة والسلام هي ما أنا عليه ؟ وإنما ضم إلى ذلك فقال وأصحابي من شواهد الحديث حديث العرباض بن سارية قال " وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا أوصنا يا رسول الله " قال ( أوصيكم بالسمع والطاعة وإن ولي عليكم عبد حبشي وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) لماذا لم يقل ( فعليكم بسنتي ) كفاية بلا شك لأنه ما عندنا غير القرآن والسنة لكن هناك حكمة بالغة وهي سنة الخلفاء الراشدين على أساس أنهم هم الحملة الأولين الذين ... عليه الصلاة والسلام وفهموها فهما صحيحا وطبقوها كذلك تطبيقا صحيحا ولذلك فلا ينبغي الاقتصار في ... هذا هو المخلص والملجأ من الخلاف الكثير والطويل الذي وقع فيه المسلمون خلال هذه القرون الطويلة العديدة لابد من الرجوع إلى الكتاب والسنة أولا ثم فهم الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح ثانيا ، وهذا المنهج في الواقع ما أهميته يتفرع منه أن نعدل كثيرا من مفاهيمنا لبعض النصوص من الكتاب والسنة واستدلالنا بها مثلا وأوضح لكم اختلف العلماء منذ ما قبل البخاري في الرجل يدخل المسجد فيجد الإمام راكعا فيركع ويشاركه في الركوع هل تعتبر له ركعة أم لا ؟ الجمهور ذهبوا إلى حسبانها ركعة الإمام البخاري وابن حزم وغيرهما قالوا لا ... ودلالته كما ترون صريحة ( لاصلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) لكن هذا استدلال بالعموم الإمام البخاري وابن حزم لما استدلوا على أن مدرك الركوع ... قراءة الفاتحة في كل ركعة وما دام أنه ما قرأ الفاتحة في هذه الركعة فإذا لا تعتبر ركعة فإذا هم احتجوا بعموم النص لكني أقول استفادة من القاعدة السابقة أن كل نص عام لم يجر عليه عمل السلف عليه فلا يجوز الاستدلال به والأخذ بعمومه مما لم يجر عليه عمل السلف ذلك لأنهم كانوا أزكى عقولا وأطهر قلوبا وشاركوا الرسول عليه السلام في عبادته في صلاته فإذا وجدناهم مثلا يعبترون إدراك الركوع إدراكا للركعة فمعنى ذلك أن استدلالنا بالعموم غير صحيح لأنه لو كان صحيحا لكانوا هم أفقه لدلالة هذا العموم على هذه الجزئية الخاصة فنحن نجد مثلا قد صح عن الخليفة الأول أبا بكر الصديق خلاف ما ذهب إليه البخاري أن مدرك الركوع مدرك للركعة وثبت مثله أيضا عن زيد بن ثابت الذي بهمته جمع القرآن بين دفّتين .
السائل : من كلام أبي بكر أو فعله .
الشيخ : نعم الآن لم يحضرني بالنسبة لأبي بكر خاصة وزيد لكن يأتيك الآن الأثر الثالث ، ذكرنا أبا بكر وزيد بن ثابت في الغالب فعل ، والثالث عبد الله بن مسعود فعبد الله بن مسعود ثبت عنه مثل ما ثبت عن الصحابيين السابقين لكن ثبت أيضا منه قول صريح في الموضوع لقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه والإمام الطبراني في معجمه الكبير وغيرهما أن ابن مسعود دخل مع صاحب له لعله اسمه زيد بن وهب أو وهب بن زيد الشك مني الآن دخل المسجد فوجد الإمام راكعا فركع ولما سلم الإمام سلم ابن مسعود معه أما صاحبه فقام ليأتي بركعة فشده من ثوبه وقال له قد أدركت فحينما نجد مثل هذه الآثار اليوم وكلها صحيحة و ورد أيضا مثل ذلك عن عبد الله بن عمر بن الخطاب ولو أن إنسانا تقصد في تتبع الآثار لربما بارك الله له فيها فحينما نجد مثل هذه الآثار الصحيحة وعن كبار الصحابة يعتبرون إدراك الركوع إدراكا للركعة لانقيم وزنا بعد ذلك للاحتجاج بالنص العام ما دام ليس هناك نص خاص لأن هذا النص العام من الممكن أن يدخله تخصيص و هذا التخصيص نحن ما علمناه علمه أولئك الذين سمعوا النص من الرسول عليه الصلاة والسلام مباشرة وأنا أضرب لكم مثلا كيف أنه لا يجوز العمل بهذه النصوص العامة فيما لم يجر عليها علم السلف والواقع عدم مراعاتنا لهذه القاعدة كان مدعاة لفتح باب الابتداع في الشريعة ابتداعا قضى على السنة في كثير من الأحيان مثل الذين يزيدون على الأذان أو على الإقامة من الصلاة على الرسول عليه السلام وما يسلكونه به مما يصح ومما لا يصح فهنا إذا قيل لهم يا أخي كيف أذن بلال وما ... لا إله إلا الله وانتهى ... قال لك شو فيها الله قال (( صلوا عليه وسلموا تسليما )) فأول ما ... بالاستدلال بالنص العام النص صحيح آية في القرآن الكريم لكن هذا الاستدلال العام ... لا صحابة ولا تابعين ولا أتباعهم ولا أحد من الأئمة المجتهدين الذين يزعم هؤلاء أنهم يقلدونهم إذا هذا العمل بالنص العام لم يجر عليه فيما كان في أول الإسلام فإذا هذا من محدثات الأمور وكل بدعة توجد في المسلمين لابد لها من أصل أي بنص العام لكن لم يجر العمل عليه إطلاقا فكان عملهم بما لم يعمل به السلف الصالح ... ابتداعا وإحداثا في الدين .
أخيرا آت بمثال حتى لا نخرج بعيدا عن البحث السابق المثال الأخير يقول الرسول عليه السلام ( يؤم القوم أقرؤوهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة ... ) إلى آخر الحديث الصحيح فلو كان هناك مجلس خاصا من الأقارب فيه نساء وفيه رجال فنظروا فوجدوا امرأة هي أقرؤهم وهي أعلمهم ... مع أحد الحاضرين واستحضروا الحديث وقال قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ... ) لازم تتقدمنا السيدة فلانة أو الحاجة فلانة أو إلى آخره لكن هذا استدلال بنص عام لم يجر عليه عمل السلف في كل هذا الزمان إذا استدلال خطأ من هذا وغيره من أمثلة كثيرة جدا تعرفون أهمية ضم عمل السلف الصالح إلى الكتاب والسنة لأن هذا العمل هو الذي يوضح لنا الكتاب والسنة ، من أجل هذه الحقيقة يقول ابن القيم رحمه الله و ... ما يقول :
" العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه "
ضم الصحابة وهذا من فقهه أخذ من سبيل المؤمنين في القرآن أخذ من سنة الخلفاء الراشدين في الحديث العرباض ، أخذ من ( وأصحابي ) من حديث أبي هريرة وغيره وقال :
" العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصب للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فقيه
كلا ولاجحد الصفات ونفيها *** حذرا من التعطيل والتشبيه "
عدنا الآن إلى أصل المسألة فرقنا بين من تذكر الطهارة في أثناء الصلاة فعليه أن يتطهر ويتم الصلاة ولا يستأنفها و بين من تذكر الطهارة بعد الصلاة فيستأنفها لأنه صلاها كلها بدون طهارة اقتداء بفعل عمر و ... منه بذلك على مشهد من كثير من الصحابة ... .
السائل : أين أثر سيدنا عمر يا أستاذ ؟
الشيخ : في الموطأ نعم .
سائل آخر : ... .
الشيخ : لا أي نعم يلتزم باستقبال القبلة .
سائل آخر : بالنسبة ... أعيد الفجر وأعيد الظهر بالنسبة للسؤال ؟
الشيخ : ... ركعتين الظهر يتمم ... .
سائل آخر : ... .
الشيخ : راحوا ورجعوا ... أنت تقول ذهبوا ورجعوا منين أتيت بها رجعوا ... .
سائل آخر : ... .
الشيخ : بدك تضبط كلامك الرسول وأصحابه معه طائفتان ، طائفة كما جاء في الحديث لما سلم الرسول عليه السلام من ركعتين قال خرج سرعان الناس من المسجد ، هؤلاء خرجوا ، وطائفة بقوا في المسجد فأنت لما تقول خرجوا ورجعوا من أتيت ورجعوا !
السائل : ... .
الشيخ : فالذين كانوا في المسجد طبعا فعلوا مثل ما فعل الرسول عليه السلام ... أنا قبل كل شيء أصحح الرواية لما تقول خرجوا و رجعوا هذا لو كان فيه نص صريح أنهم خرجوا مستدبرين الكعبة ثم دخلوا ... ما فيه عندنا بيان لكن عندنا بيان من هو أعظم يتعلق بنفس الرسول عليه الصلاة لأنه ذهب إلى ناحية من المسجد واضطجع ووضع إحدى ييديه على الأخرى ... فجرى النقاش المعروف في الحديث المهم هذا ... إصلاح الصلاة والرسول كان ناسيا هذا موضوع ثاني أما ... متذكر فهنا يجب أن يحاول أنه لا ينحرف عن الكعبة .
هو من المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بعضا من صلاته وهو جنب ثم تذكر فأشار لمن خلفه أن قفوا مكانكم وذهب واغتسل ثم بنى على ما فعل ... الجواب عندنا حديث وعندنا أثر عن عمر الحديث يقول أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل في صلاة الفجر و صلى بالناس وكبر ثم أشار إليهم أن مكانكم ورجع إلى بيته واغتسل ورجع ورأسه يقطر ماء فصلى بهم وبعد الصلاة قال لهم ( إني كنت جنبا فنسيت ) ففي هذا الحديث بيان أن النبي عليه الصلاة والسلام بنى على تكبيرته الأولى تكبيرة الإحرام ذلك لأنه لم يتكلّم من جهة ومن جهة أخرى أبقى أصحابه قياما وقال لهم بالإشارة أشار إليهم أن مكانكم ولما عاد ... أي تم بهم الصلاة وبعد الصلاة قال ( إني كنت جنبا فنسيت ) فأخذ من هذا الحديث أن من تذكر الطهارة في صلاته بنى على ما مضى من بعد ما يتطهر الحادثة الأخرى التي أشرت إليها عن عمر أنه صلى الصبح يوما بأصحابه في المدينة وبعد الصلاة نظر في ثيابه فوجد فيها أثر مني فعاد واغتسل وأعاد الصلاة ولم يأمر الناس بإعادة الصلاة فقلنا ما دام أن عمر رضي الله عنه أعاد الصلاة و أعلن ذلك بالنسبة لمن كان قوله من الصحابة ولم يأمر من صلى خلفه بالإعادة فأخذنا هنا حكمين أن من تذكر الحدث بعد الصلاة فعليه أن يتطهر ويعيد الصلاة وأما إن تذكرها في أثناء الصلاة فهو يتطهر ويتم ويبني فلو لا أثر عمر لقلنا لا فرق بين من تذكر في أثناء الصلاة أو بعد الصلاة أثر عمر هو الذي يجعلنا نفرق بين الحادثتين ونحن حينما نأخذ بأثر عمر إنما نربط ذلك بمبدأ عندما وهو أنه يجب أن نفهم نصوص الكتاب والسنة على منهج و فهم السلف الصالح فلذلك لما قال الله عز و جل في القرآن الكريم (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى )) قال (( ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) لم يقتصر الله عز وجل على قوله ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى وإنما ضم إلى ذلك فقال (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) لأن مخالفة سبيل المؤمنين معنى ذلك مخالفة منهجهم في فهم الكتاب والسنة لأنه لا يكفي للمسلم أن يكون ناجيا يوم القيامة أن يقول أنا حجتي الكتاب والسنة لأن كل الفرق الإسلامية على شدة الاختلاف الواقع بينها كل فرقة منها تدعي أنها على الكتاب والسنة ولكن الحكم الفصل هو الرجوع إلى سبيل المؤمنين لاسيما الأولين منهم وهم الصحابة وإشارة إلى هذه الحقيقة نجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ) قالوا من هي يا رسول الله ؟ قال هي ( الجماعة ) وفي رواية قوية بشواهدها قال ( هي ما أنا عليه وأصحابي ) لماذا ذكر وأصحابي ولم يقتصر عليه الصلاة والسلام هي ما أنا عليه ؟ وإنما ضم إلى ذلك فقال وأصحابي من شواهد الحديث حديث العرباض بن سارية قال " وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا أوصنا يا رسول الله " قال ( أوصيكم بالسمع والطاعة وإن ولي عليكم عبد حبشي وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) لماذا لم يقل ( فعليكم بسنتي ) كفاية بلا شك لأنه ما عندنا غير القرآن والسنة لكن هناك حكمة بالغة وهي سنة الخلفاء الراشدين على أساس أنهم هم الحملة الأولين الذين ... عليه الصلاة والسلام وفهموها فهما صحيحا وطبقوها كذلك تطبيقا صحيحا ولذلك فلا ينبغي الاقتصار في ... هذا هو المخلص والملجأ من الخلاف الكثير والطويل الذي وقع فيه المسلمون خلال هذه القرون الطويلة العديدة لابد من الرجوع إلى الكتاب والسنة أولا ثم فهم الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح ثانيا ، وهذا المنهج في الواقع ما أهميته يتفرع منه أن نعدل كثيرا من مفاهيمنا لبعض النصوص من الكتاب والسنة واستدلالنا بها مثلا وأوضح لكم اختلف العلماء منذ ما قبل البخاري في الرجل يدخل المسجد فيجد الإمام راكعا فيركع ويشاركه في الركوع هل تعتبر له ركعة أم لا ؟ الجمهور ذهبوا إلى حسبانها ركعة الإمام البخاري وابن حزم وغيرهما قالوا لا ... ودلالته كما ترون صريحة ( لاصلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) لكن هذا استدلال بالعموم الإمام البخاري وابن حزم لما استدلوا على أن مدرك الركوع ... قراءة الفاتحة في كل ركعة وما دام أنه ما قرأ الفاتحة في هذه الركعة فإذا لا تعتبر ركعة فإذا هم احتجوا بعموم النص لكني أقول استفادة من القاعدة السابقة أن كل نص عام لم يجر عليه عمل السلف عليه فلا يجوز الاستدلال به والأخذ بعمومه مما لم يجر عليه عمل السلف ذلك لأنهم كانوا أزكى عقولا وأطهر قلوبا وشاركوا الرسول عليه السلام في عبادته في صلاته فإذا وجدناهم مثلا يعبترون إدراك الركوع إدراكا للركعة فمعنى ذلك أن استدلالنا بالعموم غير صحيح لأنه لو كان صحيحا لكانوا هم أفقه لدلالة هذا العموم على هذه الجزئية الخاصة فنحن نجد مثلا قد صح عن الخليفة الأول أبا بكر الصديق خلاف ما ذهب إليه البخاري أن مدرك الركوع مدرك للركعة وثبت مثله أيضا عن زيد بن ثابت الذي بهمته جمع القرآن بين دفّتين .
السائل : من كلام أبي بكر أو فعله .
الشيخ : نعم الآن لم يحضرني بالنسبة لأبي بكر خاصة وزيد لكن يأتيك الآن الأثر الثالث ، ذكرنا أبا بكر وزيد بن ثابت في الغالب فعل ، والثالث عبد الله بن مسعود فعبد الله بن مسعود ثبت عنه مثل ما ثبت عن الصحابيين السابقين لكن ثبت أيضا منه قول صريح في الموضوع لقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه والإمام الطبراني في معجمه الكبير وغيرهما أن ابن مسعود دخل مع صاحب له لعله اسمه زيد بن وهب أو وهب بن زيد الشك مني الآن دخل المسجد فوجد الإمام راكعا فركع ولما سلم الإمام سلم ابن مسعود معه أما صاحبه فقام ليأتي بركعة فشده من ثوبه وقال له قد أدركت فحينما نجد مثل هذه الآثار اليوم وكلها صحيحة و ورد أيضا مثل ذلك عن عبد الله بن عمر بن الخطاب ولو أن إنسانا تقصد في تتبع الآثار لربما بارك الله له فيها فحينما نجد مثل هذه الآثار الصحيحة وعن كبار الصحابة يعتبرون إدراك الركوع إدراكا للركعة لانقيم وزنا بعد ذلك للاحتجاج بالنص العام ما دام ليس هناك نص خاص لأن هذا النص العام من الممكن أن يدخله تخصيص و هذا التخصيص نحن ما علمناه علمه أولئك الذين سمعوا النص من الرسول عليه الصلاة والسلام مباشرة وأنا أضرب لكم مثلا كيف أنه لا يجوز العمل بهذه النصوص العامة فيما لم يجر عليها علم السلف والواقع عدم مراعاتنا لهذه القاعدة كان مدعاة لفتح باب الابتداع في الشريعة ابتداعا قضى على السنة في كثير من الأحيان مثل الذين يزيدون على الأذان أو على الإقامة من الصلاة على الرسول عليه السلام وما يسلكونه به مما يصح ومما لا يصح فهنا إذا قيل لهم يا أخي كيف أذن بلال وما ... لا إله إلا الله وانتهى ... قال لك شو فيها الله قال (( صلوا عليه وسلموا تسليما )) فأول ما ... بالاستدلال بالنص العام النص صحيح آية في القرآن الكريم لكن هذا الاستدلال العام ... لا صحابة ولا تابعين ولا أتباعهم ولا أحد من الأئمة المجتهدين الذين يزعم هؤلاء أنهم يقلدونهم إذا هذا العمل بالنص العام لم يجر عليه فيما كان في أول الإسلام فإذا هذا من محدثات الأمور وكل بدعة توجد في المسلمين لابد لها من أصل أي بنص العام لكن لم يجر العمل عليه إطلاقا فكان عملهم بما لم يعمل به السلف الصالح ... ابتداعا وإحداثا في الدين .
أخيرا آت بمثال حتى لا نخرج بعيدا عن البحث السابق المثال الأخير يقول الرسول عليه السلام ( يؤم القوم أقرؤوهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة ... ) إلى آخر الحديث الصحيح فلو كان هناك مجلس خاصا من الأقارب فيه نساء وفيه رجال فنظروا فوجدوا امرأة هي أقرؤهم وهي أعلمهم ... مع أحد الحاضرين واستحضروا الحديث وقال قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ... ) لازم تتقدمنا السيدة فلانة أو الحاجة فلانة أو إلى آخره لكن هذا استدلال بنص عام لم يجر عليه عمل السلف في كل هذا الزمان إذا استدلال خطأ من هذا وغيره من أمثلة كثيرة جدا تعرفون أهمية ضم عمل السلف الصالح إلى الكتاب والسنة لأن هذا العمل هو الذي يوضح لنا الكتاب والسنة ، من أجل هذه الحقيقة يقول ابن القيم رحمه الله و ... ما يقول :
" العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه "
ضم الصحابة وهذا من فقهه أخذ من سبيل المؤمنين في القرآن أخذ من سنة الخلفاء الراشدين في الحديث العرباض ، أخذ من ( وأصحابي ) من حديث أبي هريرة وغيره وقال :
" العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصب للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فقيه
كلا ولاجحد الصفات ونفيها *** حذرا من التعطيل والتشبيه "
عدنا الآن إلى أصل المسألة فرقنا بين من تذكر الطهارة في أثناء الصلاة فعليه أن يتطهر ويتم الصلاة ولا يستأنفها و بين من تذكر الطهارة بعد الصلاة فيستأنفها لأنه صلاها كلها بدون طهارة اقتداء بفعل عمر و ... منه بذلك على مشهد من كثير من الصحابة ... .
السائل : أين أثر سيدنا عمر يا أستاذ ؟
الشيخ : في الموطأ نعم .
سائل آخر : ... .
الشيخ : لا أي نعم يلتزم باستقبال القبلة .
سائل آخر : بالنسبة ... أعيد الفجر وأعيد الظهر بالنسبة للسؤال ؟
الشيخ : ... ركعتين الظهر يتمم ... .
سائل آخر : ... .
الشيخ : راحوا ورجعوا ... أنت تقول ذهبوا ورجعوا منين أتيت بها رجعوا ... .
سائل آخر : ... .
الشيخ : بدك تضبط كلامك الرسول وأصحابه معه طائفتان ، طائفة كما جاء في الحديث لما سلم الرسول عليه السلام من ركعتين قال خرج سرعان الناس من المسجد ، هؤلاء خرجوا ، وطائفة بقوا في المسجد فأنت لما تقول خرجوا ورجعوا من أتيت ورجعوا !
السائل : ... .
الشيخ : فالذين كانوا في المسجد طبعا فعلوا مثل ما فعل الرسول عليه السلام ... أنا قبل كل شيء أصحح الرواية لما تقول خرجوا و رجعوا هذا لو كان فيه نص صريح أنهم خرجوا مستدبرين الكعبة ثم دخلوا ... ما فيه عندنا بيان لكن عندنا بيان من هو أعظم يتعلق بنفس الرسول عليه الصلاة لأنه ذهب إلى ناحية من المسجد واضطجع ووضع إحدى ييديه على الأخرى ... فجرى النقاش المعروف في الحديث المهم هذا ... إصلاح الصلاة والرسول كان ناسيا هذا موضوع ثاني أما ... متذكر فهنا يجب أن يحاول أنه لا ينحرف عن الكعبة .