هل يجوز أن يطلق على الفرق الموجودة في العصر الحاضر مثل القاديانية والشيعة وغيرهم وكذلك الذين يدعون إلى الإسلام ولكن بطرق مختلفة عن طريقة السلف أنهم من أهل النار الذين يشملهم الحديث (إفترقت .....إلخ) ؟ حفظ
السائل : هل يجوز أن يطلق على الفرق الموجودة في العصر الحاضر مثل القاديانية والشيعة وغيرهم وكذلك الذين يدعون إلى الإسلام ولكن بطرق مختلفة عن طريقة السلف أنهم من أهل النار الذين يشملهم الحديث ( افترقت اليهود ... ) إلى قوله ( كلها في النار إلا واحدة ) ؟
الشيخ : كل من خالف الإسلام وكان على بينة من هذه المخالفة فلا شك في ذلك أنه من تلك الفرق التي ذكرها الرسول عليه الصلاة والسلام وأن عددها اثنتين وسبعين فرقة .
أقول كل من تبيّنت له الحقيقة ثم خالفها فهو من أهل النار فإذا كانت المخالفة كما قلتا آنفا اعتقادا فهو من أهل النار المؤبدين فيها وإن كانت المخالفة ليست اعتقادا وإنما عملا فهو لا يخلد في النار بل حكمه إلى الله تبارك وتعالى كما جاء في حديث عبادة بن الصامت ( خمس صلوات الله كتبهن الله على العباد فمن أدّاها وأحسن أداءها وأتمّ خشوعها وركوعها وسجودها كان له عهد عند الله أن يدخله الجنة ومن لم يؤدها ولم يتم خشوعها وركوعها وسجودها لم يكن له عند الله عهد إن شاء الله عذبه وإن شاء غفر له ) وهذا الحديث وأمثاله هو في الواقع كتفسير وتفصيل للآية التي ذكرناها في الأمس القريب (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء الله )) فكل من كفر أو أشرك وهو على علم بأن هذا شرك في الإسلام فهو مخلد في النار ، وكل من عصى الله عز وجل عملا لا اعتقادا وهو على علم بذلك فهو يستحق العذاب من الله عز وجل ولكنه تحت مشيئته تبارك وتعالى ورحمته كما سمعتم في حديث عبادة إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ، هذا هو الحكم ... للفرق الإسلامية كلها لكن لا يصار إلى التكفير ... إلا إذا تبيّن لنا نحن أنه كفر جحدا و ... لذلك نجد أئمة السنة وأئمة الحديث في الوقت الذي يذكرنا بتلك الفرق كالمعتزلة والخوارج والجبرية والمرجئة وغيرهم حينما يضللون هذه الفرق كلها لا يقطعون بكفرهم كفر ردّة، لذلك نجدهم يوثقون أفرادا من هؤلاء من حيث الصدق والرواية ولكن من جهة أخرى يحكمون عليهم بالضلالة في العقيدة لكنهم لا يكفرونهم لاحتمال أن يكون الأمر قد شبه لهم ، لاحتمال أن يكون لهم عذر عند الله عز وجل ونحن لا يهمنا ولا نستفيد شيئا ما من أن نحاول أن نكشف عن قلوب الناس وعما انطوت عليها نفوسهم وقلوبهم ذلك لأن الإسلام إنما يأمرنا أن نحكم بالظاهر والله عز وجل يتولى السرائر فمن أعلن لنا الكفر وأعرض ... ألحقناه بالكفار أما إذا اجتهد وأخطأ ولو كان خطؤه في أصل من أصول الشريعة وكان الله عز وجل يعلم حسن قصده ولا يعلم منه الجحد لما أنزل الله عز وجل في شريعته هذا ربنا عز وجل لا يؤاخذه على هذا ... لذلك تجد مثل عمران بن حطان من رؤوس الخوارج ومن الذين جاءت فيهم أحاديث رهيبة جدا مع ذلك فهو من الرواة الذين روى عنهم إمام المحدثين الإمام محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه فهذا معناه أن أئمتنا أئمة السنة حينما كانوا يحكمون بضلال تلك الفرق المخالفة للسنة وللسلف الصالح ما كانوا يكفّرونهم لأن التكفير أمر خطير جدا ولاحتمال أن يكون لهذا الذي ظهر لنا ضلاله وألحقناه بأهل الضلال ... أما أن نحكم بأنه مخلد في النار فهذا ... إلا إن جزم وصرح بما يوجب الكفر .
ومن هنا يمكننا أن نبحث حديثا يشكل على بعض الناس ، هذا الحديث الذي خرّجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وغيره أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ( كان فيمن قبلكم رجل لم يعمل خيرا قط فلما حضرته الوفاة جمع بنيه حوله وقال لهم أي أب كنت لكم قالوا خير أب قال فإني مذنب مع ربي ولئن قدر الله عليّ - الشاهد هنا فانتبهوا - قال فإني مذنب مع ربي ولئن قدر الله علي ليعذبني عذابا شديدا فإذا أنا مت فحرقوني في النار ثم ذروا نصفي في البحر ونصفي في الريح -فمات الرجل فحرقوه بالنار وأخذوا رماده نصفه في الريح الهائج نصفه في الآخر في البحر المائج- فقال الله تبارك وتعالى لذراته كوني فلانا فكان بشرا سويا قال الله عز وجل أي عبدي ما حملك على ما فعلت قال ربي خشيتك قال فقد غفرت لك ) هذا الحديث قد يشكل على البعض لأنه بظاهره يتعارض مع الآية السابقة (( إن الله لا يغفر أن يشرك به )) لاسيما بعد أن بيّنا لكم بالأمس القريب أن معنى يشرك أي يكفر بمعنى أنه يكفر ... الكفر فلا فرق بين الكفر والشرك كما تذكرون فهذا الرجل ماذا فعل إنه ألقي في نفسه وكان الذي ألقى ما ألقى في نفسه خوفه من ربه أنه إن أوصى تلك الوصية الجائرة التي يصعب على الإنسان أن يتصور وصية أعرق منها في الضلال ! خيل له أنه إذا نفذت وصيّته فحرّق بالنار ووزع رماد جسده نصفه في البحر ونصفه في الريح أن يضل على ربه وأن الله عز وجل لا يقدر عليه فكأنه نسي ذلك الحكم الذي ذكره الله في عز وجل في خاتمة سورة يس (( وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها ... )) فهذا الرجل نسي هذه الحقيقة أن الله عز وجل الذي خلق الإنسان من عدم هو أيسر عليه لو كان هناك عنده ... أيسر عليه أن يعيده من هذه الذرات التي لم ... جسده نسي هذا الإنسان هذه الحقيقة لكن الذي نساه هو أمر حسن وهو خوفه من ربه تبارك وتعالى لذلك أوصى بما أوصى ونفذت وصيته فأعاده الله عز وجل كما كان بشرا سويا وقال له ما حملك على ما فعلت قال خشيتك فكأن الله عز وجل يقول له ما دام أن الذي حملك على ذلك الخطأ وعلى ذلك الضلال ... إنما هو خشيتك مني فاذهب فإني غفرت لك الشاهد هذا ميزان الله وهذا حكمه أما نحن فلنا الظاهر لو رأينا إنسانا أوصى بهذه الوصية لبادرنا بلا شك إلى تكفيره كفر ردّة وإذا ربنا عز وجل له معاملاته بميزانه الحكم العدل غير ميزاننا نحن القاصر العاجز المبني على ظواهر الأمور لذلك المعتزلة مثلا حينما أنكروا رؤية الله عز وجل في الآخرة لا شك أنهم ضلوا في ذلك ضلالا بعيدا وكان هذا الإنكار منهم من أسباب حكم أهل السنة عليهم بالضلال لكن ما حكم أهل السنة عليهم بالكفر والردة وكذلك نقول كما ذكرنا آنفا بالنسبة للمذاهب والطرق الأخرى ذلك منهم جمع بين ما يظهر من ضلالهم الذي لا مجال لنا من عدم ... لا بد منه وبين أن يكون هناك احتمالا أن الله عز وجل يعلم من بعض هؤلاء على الأقل عذرا لهم فيما ذهبوا إليه ، لذلك كان مذهب أهل السنة حقيقة الذين لا يغالون ولا يتشددون وإنما يمشون على خط الوسط هو تضليل من انحرف عن السنة دون قرن ذلك بالتكفير والإخراج عن الملة لأن هذا التكفير مبني على بواطن الأمور فيوكل الأمر إلى الله تبارك وتعالى غيره .
الشيخ : كل من خالف الإسلام وكان على بينة من هذه المخالفة فلا شك في ذلك أنه من تلك الفرق التي ذكرها الرسول عليه الصلاة والسلام وأن عددها اثنتين وسبعين فرقة .
أقول كل من تبيّنت له الحقيقة ثم خالفها فهو من أهل النار فإذا كانت المخالفة كما قلتا آنفا اعتقادا فهو من أهل النار المؤبدين فيها وإن كانت المخالفة ليست اعتقادا وإنما عملا فهو لا يخلد في النار بل حكمه إلى الله تبارك وتعالى كما جاء في حديث عبادة بن الصامت ( خمس صلوات الله كتبهن الله على العباد فمن أدّاها وأحسن أداءها وأتمّ خشوعها وركوعها وسجودها كان له عهد عند الله أن يدخله الجنة ومن لم يؤدها ولم يتم خشوعها وركوعها وسجودها لم يكن له عند الله عهد إن شاء الله عذبه وإن شاء غفر له ) وهذا الحديث وأمثاله هو في الواقع كتفسير وتفصيل للآية التي ذكرناها في الأمس القريب (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء الله )) فكل من كفر أو أشرك وهو على علم بأن هذا شرك في الإسلام فهو مخلد في النار ، وكل من عصى الله عز وجل عملا لا اعتقادا وهو على علم بذلك فهو يستحق العذاب من الله عز وجل ولكنه تحت مشيئته تبارك وتعالى ورحمته كما سمعتم في حديث عبادة إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ، هذا هو الحكم ... للفرق الإسلامية كلها لكن لا يصار إلى التكفير ... إلا إذا تبيّن لنا نحن أنه كفر جحدا و ... لذلك نجد أئمة السنة وأئمة الحديث في الوقت الذي يذكرنا بتلك الفرق كالمعتزلة والخوارج والجبرية والمرجئة وغيرهم حينما يضللون هذه الفرق كلها لا يقطعون بكفرهم كفر ردّة، لذلك نجدهم يوثقون أفرادا من هؤلاء من حيث الصدق والرواية ولكن من جهة أخرى يحكمون عليهم بالضلالة في العقيدة لكنهم لا يكفرونهم لاحتمال أن يكون الأمر قد شبه لهم ، لاحتمال أن يكون لهم عذر عند الله عز وجل ونحن لا يهمنا ولا نستفيد شيئا ما من أن نحاول أن نكشف عن قلوب الناس وعما انطوت عليها نفوسهم وقلوبهم ذلك لأن الإسلام إنما يأمرنا أن نحكم بالظاهر والله عز وجل يتولى السرائر فمن أعلن لنا الكفر وأعرض ... ألحقناه بالكفار أما إذا اجتهد وأخطأ ولو كان خطؤه في أصل من أصول الشريعة وكان الله عز وجل يعلم حسن قصده ولا يعلم منه الجحد لما أنزل الله عز وجل في شريعته هذا ربنا عز وجل لا يؤاخذه على هذا ... لذلك تجد مثل عمران بن حطان من رؤوس الخوارج ومن الذين جاءت فيهم أحاديث رهيبة جدا مع ذلك فهو من الرواة الذين روى عنهم إمام المحدثين الإمام محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه فهذا معناه أن أئمتنا أئمة السنة حينما كانوا يحكمون بضلال تلك الفرق المخالفة للسنة وللسلف الصالح ما كانوا يكفّرونهم لأن التكفير أمر خطير جدا ولاحتمال أن يكون لهذا الذي ظهر لنا ضلاله وألحقناه بأهل الضلال ... أما أن نحكم بأنه مخلد في النار فهذا ... إلا إن جزم وصرح بما يوجب الكفر .
ومن هنا يمكننا أن نبحث حديثا يشكل على بعض الناس ، هذا الحديث الذي خرّجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وغيره أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ( كان فيمن قبلكم رجل لم يعمل خيرا قط فلما حضرته الوفاة جمع بنيه حوله وقال لهم أي أب كنت لكم قالوا خير أب قال فإني مذنب مع ربي ولئن قدر الله عليّ - الشاهد هنا فانتبهوا - قال فإني مذنب مع ربي ولئن قدر الله علي ليعذبني عذابا شديدا فإذا أنا مت فحرقوني في النار ثم ذروا نصفي في البحر ونصفي في الريح -فمات الرجل فحرقوه بالنار وأخذوا رماده نصفه في الريح الهائج نصفه في الآخر في البحر المائج- فقال الله تبارك وتعالى لذراته كوني فلانا فكان بشرا سويا قال الله عز وجل أي عبدي ما حملك على ما فعلت قال ربي خشيتك قال فقد غفرت لك ) هذا الحديث قد يشكل على البعض لأنه بظاهره يتعارض مع الآية السابقة (( إن الله لا يغفر أن يشرك به )) لاسيما بعد أن بيّنا لكم بالأمس القريب أن معنى يشرك أي يكفر بمعنى أنه يكفر ... الكفر فلا فرق بين الكفر والشرك كما تذكرون فهذا الرجل ماذا فعل إنه ألقي في نفسه وكان الذي ألقى ما ألقى في نفسه خوفه من ربه أنه إن أوصى تلك الوصية الجائرة التي يصعب على الإنسان أن يتصور وصية أعرق منها في الضلال ! خيل له أنه إذا نفذت وصيّته فحرّق بالنار ووزع رماد جسده نصفه في البحر ونصفه في الريح أن يضل على ربه وأن الله عز وجل لا يقدر عليه فكأنه نسي ذلك الحكم الذي ذكره الله في عز وجل في خاتمة سورة يس (( وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها ... )) فهذا الرجل نسي هذه الحقيقة أن الله عز وجل الذي خلق الإنسان من عدم هو أيسر عليه لو كان هناك عنده ... أيسر عليه أن يعيده من هذه الذرات التي لم ... جسده نسي هذا الإنسان هذه الحقيقة لكن الذي نساه هو أمر حسن وهو خوفه من ربه تبارك وتعالى لذلك أوصى بما أوصى ونفذت وصيته فأعاده الله عز وجل كما كان بشرا سويا وقال له ما حملك على ما فعلت قال خشيتك فكأن الله عز وجل يقول له ما دام أن الذي حملك على ذلك الخطأ وعلى ذلك الضلال ... إنما هو خشيتك مني فاذهب فإني غفرت لك الشاهد هذا ميزان الله وهذا حكمه أما نحن فلنا الظاهر لو رأينا إنسانا أوصى بهذه الوصية لبادرنا بلا شك إلى تكفيره كفر ردّة وإذا ربنا عز وجل له معاملاته بميزانه الحكم العدل غير ميزاننا نحن القاصر العاجز المبني على ظواهر الأمور لذلك المعتزلة مثلا حينما أنكروا رؤية الله عز وجل في الآخرة لا شك أنهم ضلوا في ذلك ضلالا بعيدا وكان هذا الإنكار منهم من أسباب حكم أهل السنة عليهم بالضلال لكن ما حكم أهل السنة عليهم بالكفر والردة وكذلك نقول كما ذكرنا آنفا بالنسبة للمذاهب والطرق الأخرى ذلك منهم جمع بين ما يظهر من ضلالهم الذي لا مجال لنا من عدم ... لا بد منه وبين أن يكون هناك احتمالا أن الله عز وجل يعلم من بعض هؤلاء على الأقل عذرا لهم فيما ذهبوا إليه ، لذلك كان مذهب أهل السنة حقيقة الذين لا يغالون ولا يتشددون وإنما يمشون على خط الوسط هو تضليل من انحرف عن السنة دون قرن ذلك بالتكفير والإخراج عن الملة لأن هذا التكفير مبني على بواطن الأمور فيوكل الأمر إلى الله تبارك وتعالى غيره .