تنبيه الشيخ على بعض مصائب الخلف التي منها أنهم عكسوا فهم كثير من النصوص . حفظ
الشيخ : إن من مصائب الخلف أنهم عكسوا فهم كثير من النصوص منها قوله تبارك وتعالى (( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك )) فهذه الآية صريحة في استثناء المختلفين من الرحمة واستنثاء المتفقين من الاختلاف لأن طبيعة الاختلاف الابتعاد عن الرحمة وطبيعة الاتفاق الاقتراب من الرحمة فهذه الآية صريحة (( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك )) أي من رحمهم الله عز وجل لا يختلفون فما بالنا ونحن الخلف مختلفون أشد الاختلاف أولا وليس هذا فقط بل قلبنا الآية رأسا على عقب الآية تقول (( إلا من رحم ربك )) لا يختلفون ونحن الخلف نقول ونفتري على الرسول أنه قال " اختلاف أمتي رحمة " الله يقول (( ولايزالون مختلفين إلا من رحم ربك )) فالمرحومون لا يختلفون وهم يروون عن الرسول عليه السلام أنه قال " اختلاف أمتي رحمة " وهذا الحديث لا يتكلم به جهال المسلمين ولا طلاب العلم منهم بل يتكلم به من يسمون بالدكاترة ويكتبه وينشره كثير من الكتاب الإسلاميين والهدف من وراء ذلك تمييع وتضييع هذا الاختلاف الذي وقع فيه المسلمون وإفهام المسلمبين أن المسلمين بخير كبير جدا لأن عددهم يبلغ ثمانمائة مليون مسلم فهم يقلبون هذه الحقيقة بمثل هذا الحديث الذي لا أصل له مخالفين به نص القرآن الكريم السابق (( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك )) ومتجاهلين أحاديث كثيرة و كثيرة جدا تدل على أن وضع المسلمين اليوم ليسوا على خير أبدا كيف وقد احتلت بعض بلادهم المقدسة من شرذمة قليلة من أذل الناس في الأرض ؟ كيف يكون المسلمون في خير وقد سمعتم الحديث السابق ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا ) هذا هو الذل مسلط علينا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم فالرجوع إلى الدين يستلزم نصج المسلمين ويستلزم شرح واقع المسلمين شرح واقع المسلمين المؤلم سواء من الناحية الاعتقادية أو من الناحية الخلقية أو من الناحية التعبدية أو من كل النواحي التي جاء بها الإسلام أن نشرحها للمسلمين وأن وضعهم ليس بالأمر السار وإن كان بعض الناس يجهلون ذلك فالواقع لا بد أن ننبههم لكن بتوجيه الموجهين وإرشاد المرشدين منهم ... والتذكير بأن الكثرة لا قيمة لها بخلاف ما يتبجح به بعض الكتاب الإسلاميين بأن عدد المسلمين كبير وكبير جدا حتى قال قديما أحد كتابهم المشهورين ممن كانوا لا ينهجون نهج السلف الصالح قال كلمة هي في الواقع فيها تنبيه جيد ولكن ليس هو العلاج قال لو أن المسلمين لكثرة عددهم بصقوا عن المستعمرين لقضوا عليهم لكثرة عدد المسلمين لو حاربوهم بالبصق على وجوههم لقضوا عليهم لكن الله عز وجل قد وضع آية في القرآن جعلها منهجا لإصلاح المسلمين وذلك بإصلاح ما في نفوسهم (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) ذلك الحديث الذي يشير إلى أن العدد لا يفيد كثيرا هو قوله عليه الصلاة والسلام (( ستتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا أو من قلة نحن إذا يارسول الله ؟ قال لا بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولا ينزعن الله الرهبة من صدور عدوكم ولا يقذفن في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يا رسول الله قال حب الدنيا وكراهية الموت )) لذلك نقول علاج المسلمين اليوم في قضيتين اثنتين تلخيص ما تقدم وإضافة إلى ما سبق الكلمتان هما لا بد من التصفية وهذا ما أسلفت الكلام عليه بشيء من البيان والتوضيح على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح لا بد من هذه التصفية ثم لا بد من أن يقترن مع هذه التصفية تربية المسلمين أنفسهم وأولادهم وذويهم على الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح ويوم يجتمع جماعة من المسلمين على هذين الكلمتين تصفية وتربية فيومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ونسأل الله عز وجل أن يلهمنا الرجوع إلى الكتاب والسنة والسنة الصحيحة وعلى منهج السلف الصالح .
والآن وقد شعرت في كلمتي السابقة بأن كثيرا من إخواننا عندهم أسئلة متكاثرة فلا بد من إفساح المجال ليسأل من كان عنده سؤال ويتولى الأستاذ البنا إن شاء الله توجيه الأسئلة حتى نتحاشا الإضطراب والفوضى .