شرح الشيخ للحديث التاسع والعشرين من كتاب الترغيب في عيش السلف -من كتاب الترغيب والترهيب للمنذري -عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لقد أخفت في الله وما يخاف أحد ولقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد ولقد أتت علي ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال ) . حفظ
الشيخ : وكان درسنا الأخير وصل إلى الحديث التاسع والعشرين من كتاب الترغيب في عيش السلف التاسع والعشرين بالنسبة لطبعتي التي هي الطبعة المنيرية فقال المصنف رحمه الله فعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( لقد أخفت في الله وما يخاف أحد ولقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد ولقد أتت عليّ ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال ) .
الشاهد من هذا الحديث المناسب لهذا الباب الذي نحن فيه طرفه الثاني ألاوهو قوله عليه الصلاة و السلام ( ولقد أتت عليّ ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيئا يواريه إبط بلال ) أي يعني إلا شيء من الخبز اليابس ومن الشعير كما علمتم من الأحاديث السابقة وهذا الحديث سواء بطرفه الثاني أو الأول إنما هو كناية بل دليل واضح على شدة ما ابتلي به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سبيل دعوته دعوة الحق ، دعوة التوحيد التي جاهد المشركين في سبيلها أكثر من عشرين سنة ولاقى في سبيل ذلك الألاقي والمصاعب والجوع وهذا ما يصف به نفسه عليه الصلاة و السلام بقوله بأنه أوذي أذى لم يؤذ أحد مثل أذاه وأخيف أيضا إخافة لم يخف مثله سواه عليه الصلاة والسلام وكذلك لقي من الجوع ما لا يكاد يتصور إنه مضى عليه صلوات الله وسلامه عليه ثلاثون يوما بليله ونهاره ولا يجد من الطعام إلا ما يحمله بلال خادمه ومؤذنه تحت إبطه وهذا كناية على أن هذا الشيء الذي يحمله على الطعام شيء قليل أنه ما الذي يستطاع أن يحمله الإنسان في هذه المدة الطويلة تحت الإبط إلا أن يكون كسرات من خبز أو تمرات من تمر تلك البلاد فإذا نحن يجب أن نأخذ من هذا الحديث ومن أمثاله من أحاديث سبقت وأخرى تأتي أسوة لنا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنصبر في سيبل الدعوة لا نتكلف التعب والنصب والمشقة لأن ذلك ليس أمرا مرغوبا في الشرع ولكن علينا أننا إذا أصبنا في سبيل دعوتنا بشيء من ذلك من التعب والنصب أن نصبر على الجوع على العطش على الأذى والأمر كما تعالى (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا )) ليست الأسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هي محصورة في الاقتداء بصلاته وصيامه وسائر عباداته فحسب وإنما الأسوة به صلوات الله وسلامه عليه تشمل كل نواحي الحياة الأسوة به في عبادته معا ولكن أيضا في خلقه وأيضا من ذلك في صبره وفي تحمله المشاق في سبيل دعوته كل ذلك مما يجب علينا أن نتخذ نبينا صلوات الله وسلامه عليه أسوة حسنة لنا ،هذا الحديث صحيح ويقول الحافظ المؤلف رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح قال المؤلف ومعنى هذا الحديث حين خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هاربا من مكة ومعه بلال إنما كان مع بلال من الطعام ما يحمل تحت إبطه .
الشاهد من هذا الحديث المناسب لهذا الباب الذي نحن فيه طرفه الثاني ألاوهو قوله عليه الصلاة و السلام ( ولقد أتت عليّ ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيئا يواريه إبط بلال ) أي يعني إلا شيء من الخبز اليابس ومن الشعير كما علمتم من الأحاديث السابقة وهذا الحديث سواء بطرفه الثاني أو الأول إنما هو كناية بل دليل واضح على شدة ما ابتلي به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سبيل دعوته دعوة الحق ، دعوة التوحيد التي جاهد المشركين في سبيلها أكثر من عشرين سنة ولاقى في سبيل ذلك الألاقي والمصاعب والجوع وهذا ما يصف به نفسه عليه الصلاة و السلام بقوله بأنه أوذي أذى لم يؤذ أحد مثل أذاه وأخيف أيضا إخافة لم يخف مثله سواه عليه الصلاة والسلام وكذلك لقي من الجوع ما لا يكاد يتصور إنه مضى عليه صلوات الله وسلامه عليه ثلاثون يوما بليله ونهاره ولا يجد من الطعام إلا ما يحمله بلال خادمه ومؤذنه تحت إبطه وهذا كناية على أن هذا الشيء الذي يحمله على الطعام شيء قليل أنه ما الذي يستطاع أن يحمله الإنسان في هذه المدة الطويلة تحت الإبط إلا أن يكون كسرات من خبز أو تمرات من تمر تلك البلاد فإذا نحن يجب أن نأخذ من هذا الحديث ومن أمثاله من أحاديث سبقت وأخرى تأتي أسوة لنا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنصبر في سيبل الدعوة لا نتكلف التعب والنصب والمشقة لأن ذلك ليس أمرا مرغوبا في الشرع ولكن علينا أننا إذا أصبنا في سبيل دعوتنا بشيء من ذلك من التعب والنصب أن نصبر على الجوع على العطش على الأذى والأمر كما تعالى (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا )) ليست الأسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هي محصورة في الاقتداء بصلاته وصيامه وسائر عباداته فحسب وإنما الأسوة به صلوات الله وسلامه عليه تشمل كل نواحي الحياة الأسوة به في عبادته معا ولكن أيضا في خلقه وأيضا من ذلك في صبره وفي تحمله المشاق في سبيل دعوته كل ذلك مما يجب علينا أن نتخذ نبينا صلوات الله وسلامه عليه أسوة حسنة لنا ،هذا الحديث صحيح ويقول الحافظ المؤلف رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح قال المؤلف ومعنى هذا الحديث حين خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هاربا من مكة ومعه بلال إنما كان مع بلال من الطعام ما يحمل تحت إبطه .