هل يجوز إطلاق لفظ السيد ؟ حفظ
الشيخ : كان جاء في آخر السؤال ذكر كمثال مع حديث تأبير النخل حديث المنزل ... .
السائل : ... .
الشيخ : ... أي نعم هذا منزل أنزلكه الله أم هو الرأي والحرب والمكيدة قال ( لا إنما هو الحرب والمكيدة ) قال فأنا أرى أن ... في مكان كذا هذه القصة على شهرتها في كتب السيرة فهي قصة غير ثابتة من الناحية الحديثية وعلى ذلك لا يصح اتخاذها مثالا على ذلك الانحراف على انحرافه وقد بينت ضعف هذه القصة في كتابي الذي طبع من عهد قريب بعنوان دفاع عن الحديث الشريف .
الشيخ : يسأل السائل عن حديث يبدو منه أنه يخالف تقريرنا السابق في جواز إطلاق لفظة سيد كما أطلقها الرسول عليه السلام على سعد بن معاذ هناك حديث آخر يبدو أنه ينافي هذا وليس كذلك عند إمعان النظر فيه ذاك الحديث يقول أن جماعة أتوا الرسول عليه الصلاة والسلام فقالوا له أنت سيدنا وابن سيدنا فأجابهم بقوله عليه السلام ( السيد الله ) ... هذا الإطلاق لفظة زيادة على من هو سيد البشر جميعا عليه الصلاة والسلام مع ذلك الظاهر من الحديث أنه لم يرتض منهم قولهم إياه أنت سيدنا ، بينما في حديث آخر فيما يشبه هذه القصة قالوا له أنت سيدنا وابن سيدنا قال لهم ( قولوا بقولكم أو ببعض قولكم هذا ولا يستجرينكم الشيطان ) الحديث الذي قبل هذا يفسر على ضوء هذا لما قال لهم السيد الله كأنه عليه الصلاة والسلام أحسّ أن هؤلاء يقدّسونه بهذه اللفظة تقديسا ويرفعونه فوق المنزلة التي وضعها الله فيها وهذا غير جائز شرعا كما جاء في الحديث صراحة ( لا ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله فيها ) فكأنه عليه السلام سمع من الطائفة الأولى هذه اللفظة ... بشيء من القداسة التي يخشى منها أن توصلهم إلى الشرك أو على الأقل من فعلهم الشرك ولذلك سد عليهم الباب وقال لهم مبينا أن السيادة الحقيقية إنما هي لله تبارك وتعالى فقال لهم ( السيد الله ) لكن هذا لا يعني أنه لا يجوز للمسلم أن يقول للرسول عليه السلام إنه ... كيف وهو الذي أخبرنا في غير ما حديث صحيح بأنه سيد الناس يوم القيامة آدم فما دونه تحت لوائه عليه الصلاة والسلام يوم القيامة لكن يريد منا أننا إذا أطلقنا هذه اللفظة عليه وهو أهل لها ألا نطعّمها ولا نمزجها بشيء من الغلو فيه مما حذرنا منه الرسول عليه السلام في أحاديث كثيرة من ذلك الحديث المتفق عليه بين الشيخين ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله و رسوله ) هذا يخشاه عليه السلام فيما يسمع من بعض الناس مثل تلك اللفظة والناس ليسوا كلهم سواء في هذا المحضور فإذا أحس الرسول عليه السلام من بعضهم شيئا من هذا المحضور قطع بينهم وبين هذا اللفظ وألفتهم إلى ربهم عز وجل الذي هو له السيادة المطلقة لذلك قال لهم ( السيد الله ) بينما الجماعة الأخرى عاملهم معاملة أخرى لفت نظرهم إلى ما قد يخشى من هذا الاستعمال ولذلك قال لهم ( قولوا بقولكم أو ببعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان ) بين لهم الرسول عليه الصلاة و السلام المحذور الذي قد يقع من مدحه عليه السلام ولو بشيء هو متلبس فيه وهو صفة تامة ... ولكن ... هذه الكلمة إلى أن تقولوا فيه عليه السلام ما لا يجوز وسبحان الله إن النبي عليه السلام كما قال الله (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي )) ... الرسول على أمته وقعت فيه الأمة إلا قليلون جدا الذين يحرصون على التمسّك بالسنة وترك العواطف التي تجنح بصاحبها ولا تعرف حدودا لها والعواطف هنا تفسد على الإنسان عقيدته وفكره لذلك تجد بعض الناس واليوم سئلت هذا السؤال .