بيان الشيخ اختلاف العلماء في حكم تارك الصلاة تهاونا وأن جمهور العلماء على عدم تكفيره حفظ
الشيخ : أنتم تعلمون مثلا الأحاديث المتعلقة بالصلاة ( من ترك الصلاة فقد كفر ) اتفق جماهير العلماء على أن تارك الصلاة له حالتان الحالة الأولى يتركها جحدا فأجمعوا على أن هذا كافر مثل ما يقول بعض الشباب المنحرف اليوم، يوم بتقل له يا أخي ماتصلي صلي فبيقل لك " بلا صلى بلا كذا " هذا كفر لأنه جحد، كفر بإجماع المسلمين، الحالة الثانية من تاركي الصلاة يتركها وهو مؤمن بها معتقد لفرضيتها لكن كسلان لكن ملتهي الدنيا طبعا هذا ليس مما يمدح عليه بل يذم أشد الذم ولكن هل عمله هذا يجعله في منزلة الأول الذي يجحد شرعية الصلاة، الجواب جماهير العلماء يقولون من ترك الصلاة كسلا لا يكفر إنما يكفر من جحدها حتى رواية عن الإمام أحمد الذي اشتهر عنه بأنه يقول بتكفير تارك الصلاة ولو كسلا في رواية أخرى يوافق فيها جماهير العلماء أن تارك الصلاة كسلا ليس بكافر وإنما هو فاسق، بعضهم يقول يُقتل وهذا هو الصواب يُقتل حدا وبعضهم يقول يحبس ويسجن والقول الأول هو الأصح المهم أنه لا بد من التفريق في ما يتعلق بالإيمان بالشرائع والأحكام بين من ينكر شيئا منها بقلبه فهو كافر وبين من لا ينكر بل يُقر لكنه يقصّر في العمل فهذا كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ( خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن أداها وأحسن أداءها وأتم ركوعها وخشوعها وسجودها كان له عند الله عهدا أن يدخله الجنة ومن لم يؤدها ولم يتم ركوعها وسجودها وخشوعها لم يكن له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ) فإذا تارك الصلاة في أي صورة كان الترك لا يُقال إنه كافر معذب مخلد في النار إلا أن المخلد في النار إنما هو المشرك كما قال تبارك وتعالى (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) فلما ذكر الرسول عليه السلام في حديث خمس صلوات ذكر الذي يُحافظ فهو له عهد عند الله أن يُدخله الجنة وذكر الذي لا يُحافظ على الصلاة وكل أمره إلى الله قال ( إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ) فإذًا هو لا يُحكم عليه بالكفر لأنه لو كان كافرا لدخل في قوله تعالى (( إن الله لا يغفر أن يشرك به )) هذا ما يُمكن أن يقال بالمناسبة .