ذكر كلام ابن القيم في اشتداد نكير السلف على من يقدم القياس على الحديث أو يضرب له الأمثال . حفظ
الشيخ : وقال ابن القيم أيضا " وقد كان السلف الطيب يشتد نكيرهم وغضبهم على من عارض حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برأي أو قياس أو استحسان أو قول أحد من الناس كائنا من كان، ويهجرون فاعل ذلك، ويُنكرون على من يضرب له الأمثال، ولا يُسوّغون غير الانقياد له صلى الله عليه وسلم والتسليم والتلقي بالسمع والطاعة، ولا يخطر بقلوبهم التوقف في قبوله حتى يشهد له عمل أو قياس أو يوافق قول فلان وفلان، بل كانوا عاملين بقوله تبارك وتعالى (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )) و أمثاله مما تقدم فدفعنا إلى زمان إذا قيل لأحدهم " ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال كذا وكذا يقول: من قال بهذا ؟ ويجعل هذا دفعا في صدر الحديث، أو يجعل جهله بالقائل حجة له في مخالفته وترك العمل به، ولو نصح نفسه لعلم أن هذا الكلام من أعظم الباطل، وأنه لا يحل له دفع سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثل هذا الجهل، وأقبح من ذلك عذره في جهله، إذْ يعتقد أن الإجماع منعقد على مخالفة تلك السنة، وهذا سوء ظن بجماعة المسلمين، إذ ينسبهم إلى اتفاقهم على مخالفة سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأقبح من ذلك عذره في دعوى هذا الإجماع، وهو جهله وعدم علمه بمن قال بالحديث، فعاد الأمر إلى تقديم جهله على السّنة، والله المستعان " انتهى .
قلت وإذا كان هذا ... مخالف السنة وهو يظن أن العلماء اتفقوا على خلافها فكيف يكون حال من يُخالفها إذا كان يعلم أن كثيرا من العلماء قد قالوا بها، وإنّ من خالفها لا حجة له إن لم ... تلك القواعد المشار إليها أو التقليد على ما سيأتي في الفصل التالي .
قلت وإذا كان هذا ... مخالف السنة وهو يظن أن العلماء اتفقوا على خلافها فكيف يكون حال من يُخالفها إذا كان يعلم أن كثيرا من العلماء قد قالوا بها، وإنّ من خالفها لا حجة له إن لم ... تلك القواعد المشار إليها أو التقليد على ما سيأتي في الفصل التالي .