ابتهال الشيخ فرصة كون هذا اللقاء الأخير لنصيحة الإخوة بلزوم العلم وسؤال أهله والاستدلال بقوله تعالى : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) . حفظ
الشيخ : وبعد :
فبالنظر إلى أن هذه الليلة هي الليلة التي أظن أنّ الله عز وجل قدّر أن تكون آخر ليلة نلتقي بكم في هذا المسجد المبارك إن شاء الله، بناء على ذلك فقد رأيت أن لا أطيل عليكم بكلمة ألقيها بين يدي أسئلتكم حتى يتسنى للكثيرين منكم أن يوجّه ولو سؤالا واحدا مما يهمه من أمر دينه ولكن لا بد من التذكير بين يدي الأسئلة بكلمة موجزة كنت ذكّرت بها في جلسة ماضية ألا وهي أنّ من طُرق تلقي العلم التي بيّنها لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سنته كالشرح لمثل قوله تبارك وتعالى (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) ففي هذه الآية يُبين لنا ربنا تبارك وتعالى أن المجتمع الإسلامي مؤلف من حيث تعلقه بالعلم على قسمين أو نوعين، النوع الأول وهو الأكثر هم الذين لا يعلمون كما قال وصرّح في غير ما آية (( ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) والقسم الآخر هم العلماء وقد أوجب الله تبارك وتعالى على كل من القسمين أمرا فأوجب على القسم الأكثر وهم الذين لا يعلمون أن يسألوا القسم الأقل وهم الذين يعلمون وأوجب على هؤلاء الذين يعلمون أن يُجيبوا على أسئلة الذين لا يعلمون، قال تعالى (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) وهذا أمر يقتضي وجوب سؤال من لا يعلم من كان يعلم .