كلام الشيخ عن التصفية والتربية وضرورتها وضرب الأمثلة على ذلك . حفظ
الشيخ : هذا التفصيل عنوانه عندي الجواب عن هذا السؤال وأمثاله هو التصفية والتربية، تصفية الإسلام مما دخل فيه، مما لم يكن فيه في العهد الأنور الأطهر كما قال مالك " لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما كان عليه أولها " السلف الأول وهو يشمل القرون الثلاثة التي أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها خيرا في الحديث الصحيح بل المتواتر حين قال ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) والناس يروون هذا الحديث بلفظ خير القرون وهذا ليس له أصل في هذه الأحاديث الصحيحة وإن كان المعنى قريب لكن الرواية بلفظ ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) أقول لابد من التصفية والتربية على أساس هذه التصفية، تعلمون جميعا أمرا يشترك في معرفته العالم والجاهل وهو أن هناك أحاديث كثيرة وكثيرة جدا منبثة في بطون الكتب ونسمعها على ألسنة الخطباء والوعاظ والمدرسين وهي لا أصل لها عند المحدثين وهي تدخل في نهي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث كثيرة عن أن نتحدث بشيء لا نعلم ثبوته عنه صلى الله عليه وآله وسلم كمثل قوله ( من حدّث بحديث وهو يُرى أنه كذب فهو أحد الكذابين ) الكذاب الأول هو الذي اختلقه ووضع ... والكذاب الثاني هو هذا الذي ينشره إما تحديثا وإما خطابة وإما وعظا وإرشادا فهذا هو الكذاب الثاني، هذا أمر منتشر اليوم بين المسلمين فكيف يكون المسلمون وهذا حال من أحوالهم التي انفرقوا فيه عما كان عليه السلف الصالح، دخلت الأحاديث الباطلة بين الأحاديث الصحيحة فاختلط الحق بالباطل واختلط الحابل بالنابل فإذًا المسلمون اليوم لا يعيشون على الإسلام المصفّى فلا بد من تصفية الإسلام أولا من مثل هذه الأحاديث الضعيفة الموضوعة ثم من منكم يخفى عليه كثرة الإسرائليات المنتشرة في بطون كتب التفسير، قبيل ساعات قليلة جاءني سؤال عما يُذكر في بعض كتب التفسير مما يتعلق بقوله تبارك وتعالى في يوسف وامرأة العزيز (( ولقد همّت به وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه )) يُذكر هنا أشياء قبيحة جدا جدا وتُنسب إلى النبي المعصوم يوسف عليه الصلاة والسلام الذي عصمه الله عز وجل وأثنى عليه خيرا في نفس القصة تعزى وينسب إليه ما لا يجوز أن يُنسب إلى مسلم عادي أنه هم أن ... كفة اللباس فتخيل أن أباه يعقوب عليه السلام يعض على إصبعه فترك وأعرض عن امرأة العزيز، أشياء وأشياء منها أيضا أنه رأى امرأة العزيز لما همت به بادرت إلى صنم كانت تعبده من دون الله فألقت عليه ستارا، سألها لم فعلت هذا؟ قالت لكي لا يرانا فتذكر حينئذ يوسف عليه السلام، زعموا، تذكر الله فرجع عما كان هم، كل هذا مبثوث في كتب التفسير ويقرؤه الكثير من الجماهير على أنها جاءت حقائق في كتب التفسير أضف إلى ذلك قصة الشيطان الذي سرق خاتم سليمان وهذا مذكور في تفسير الرازي مثلا وأمثاله، هذه الكتب يجب أيضا أن تُصفّى من مثل هذه الإسرائليات بالإضافة إلى ذلك أن تُصفّى من التأويلات التي جاءت من المتأخرين من بعض المفسرين على خلاف تفسير السلف الصالح التي رُويت بالأسانيد في الكتب المعتمدة من كتب التفسير كتفسير محمد بن جرير الطبري الحافظ المؤرخ المحدّث وهو من أئمة السلف في هذه العلوم كلها وكذلك الإمام بن كثير الدمشقي في التفسير المشهور به حيث ينقل في تفسير الآيات الروايات التي وردت عن السلف الصالح من الصحابة والتابعين، يجب أيضا تصفية كتب التفسير من الإسرائليات والتأويلات الركيكة المخالفة لما كان عليه سلفنا الصالح، هذا كله داخل في باب التصفية ثم ماذا نقول مما أشرت إليه آنفا أن نوعا من أنواع التوحيد انقلب بسبب الجهل إلى نوع من الشرك وعبادة غير الله، من منكم لا يعلم أن هناك قبورا في بلاد المسلمين يُطاف حولها كما يطوف عباد الله حول البيت الحرام أو الكعبة المشرفة، من منكم لا يعلم بأن هناك قبورا تقصد بالنذر لها من دون الله تبارك وتعالى وتُقصد بالذبح لها من دون الله تبارك وتعالى ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( ملعون من ذبح لغير الله ) تحقيقا منه عليه السلام، بهذا الكلام لقوله تعالى في القرآن مخاطبا له (( قل إن صلاتي ونسكي )) (( ونسكي )) يعني ذبيحتي لله لا شريك له (( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له )) ماذا نعد، ليس هذا مجال للعد المهم الإشارة تُغني عن كثير من العبارة، لا بد من تصفية الإسلام والرجوع به إلى ما كان عليه السلف الأول وبالعبارة المأثورة في الحديث السابق إلى ما كانت عليه الجماعة حيث جعل الرسول عليه السلام التمسك بما كان عليه الجماعة هي العصمة في أن لا نكون من الفرق اثنين وسبعين التي ... الفرقة الناجية، هذا شيء مما يتعلق بالتصفية ثم يجب أن يقترن مع هذه التصفية التربية منذ نعومة أظفارنا يجب أن نوجه أطفالنا إلى هذا الإسلام المصفّى نربّيهم عليه ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، أنا أقطع جازما لا يمكن يستحيل على المسلمين أن يعزهم الله عز وجل إلا إذا رجعوا إلى دينهم كما سمعتم في الحديث الصحيح وكما سمعتم أيضا من قول الإمام مالك " لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها "