كلمة على حديثي ( المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص ... ) و ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) . حفظ
الشيخ : إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أما بعد :
كلمتي الآن حول حديثين اثنين جاء ذكرهما في خطبة أخينا أبي أنس جزاه الله عليها خيرا ، وتوضيحا لنقطة أخرى تطرق إليها ناصحا للأحزاب الإسلامية والجماعات الإسلامية أن يجتمعوا ويتوحدوا وقد أصاب ووفق في ذلك ، ولكن الأمر يحتاج لشيء من التوضيح ، أما الحديثان المشار إليهما ، فهو أولهما الحديث الصحيح ، ( المؤمن للمؤمن كالبنيان ) لفظة المرصوص لا أصل لها في الحديث ، الحديث الوارد في الصحيحين وكتب السنة كلها هو دون لفظة مرصوص ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا )، فهذا وجب التنبيه عليه ، لسببين اثنين ، السبب الأول أن هو يعز علينا جميعا بطبيعة الحال أن يقع في مثل هذا الخطأ أحد من إخواننا والشيء الآخر أن هذا الخطأ عام سار لجميع طلاب العلم وكتاب العلم إلا من عصم الله ، وقليل ما هم ، الحديث الآخر ، فهو حديث على شهرته في كتب السيرة لا إسناد صحيح له يذكر ألا وهو قصة اذهبوا فأنتم الطلقاء، هذا الحديث في الواقع جميل ، تطيب ، تميل له النفس وذلك مما ليس بعيدا عن أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يكفيه فخرا أن الله تعالى أثنى عليه وسجل ذلك من كتابه إلى أبد الدهر ، وذلك قوله عز وجل (( وإنك لعلى خلق عظيم )) فمهما روي منسوبا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق في مكارم أخلاقه ،فذلك قل من جل ، ولكن هذا شيء ، وأن يقال على النبي صلى الله عليه وسلم مالم يصح فذاك شيء آخر ، فمثلا هناك حديث في كتاب الشفا للقاضي عياض، بأن رجلا تواعد مع النبي صلى الله عليه وسلم أن ينتظره في مكان سمياه ، فانتظر ثلاث ليال، أو ثلاثة أيام ، لم يحضر الرسول ذلك المكان ، حتى جاء فقال له شققت عليّ أنا منذ ثلاثة أيام بانتظارك هذا فاعتذر له بعذر ، فهذا ليس غريبا عن خلقه عليه السلام وعن شمائله الكريمة ، لكن هو كذك لا يصح إسناده ، فلا يجوز أن ينسب إليه صلى الله عليه وسلم مالم يثبت من الحديث سواء كان هذا الحديث من قوله صلى الله عليه وسلم أو من فعله أو من تقريره كل هذا وذاك داخل في مسمى الحديث النبوي ولذلك فهذا الحديث ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) لا يصح نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم ،لأنه لم يأت له ذكر إلا في سيرة ابن إسحاق ، التي اختصرها ابن هشام والتي لا وجود لها اليوم إلا هذا المختصر _ سيرة ابن هشام - فهذا الحديث إسناده في سيرة ابن هشام المستقاة من سيرة ابن إسحاق معضل ليس له سند متصل فإن ذكرت هذه القصة ، وهذه المنقبة لنبينا صلى الله عليه وسلم ، كراوية فتذكر مقرونة ببيان وضعها وكما قلت لكم ذلك قليل من مكارم وشمائل الرسول عليه السلام ، لكن الأمر له علاقة بالرواية عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولذلك فلا ينبغي أن يروى عنه صلى الله عليه وسلم إلا ما صحت نسبته إليه ،
كلمتي الآن حول حديثين اثنين جاء ذكرهما في خطبة أخينا أبي أنس جزاه الله عليها خيرا ، وتوضيحا لنقطة أخرى تطرق إليها ناصحا للأحزاب الإسلامية والجماعات الإسلامية أن يجتمعوا ويتوحدوا وقد أصاب ووفق في ذلك ، ولكن الأمر يحتاج لشيء من التوضيح ، أما الحديثان المشار إليهما ، فهو أولهما الحديث الصحيح ، ( المؤمن للمؤمن كالبنيان ) لفظة المرصوص لا أصل لها في الحديث ، الحديث الوارد في الصحيحين وكتب السنة كلها هو دون لفظة مرصوص ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا )، فهذا وجب التنبيه عليه ، لسببين اثنين ، السبب الأول أن هو يعز علينا جميعا بطبيعة الحال أن يقع في مثل هذا الخطأ أحد من إخواننا والشيء الآخر أن هذا الخطأ عام سار لجميع طلاب العلم وكتاب العلم إلا من عصم الله ، وقليل ما هم ، الحديث الآخر ، فهو حديث على شهرته في كتب السيرة لا إسناد صحيح له يذكر ألا وهو قصة اذهبوا فأنتم الطلقاء، هذا الحديث في الواقع جميل ، تطيب ، تميل له النفس وذلك مما ليس بعيدا عن أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يكفيه فخرا أن الله تعالى أثنى عليه وسجل ذلك من كتابه إلى أبد الدهر ، وذلك قوله عز وجل (( وإنك لعلى خلق عظيم )) فمهما روي منسوبا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق في مكارم أخلاقه ،فذلك قل من جل ، ولكن هذا شيء ، وأن يقال على النبي صلى الله عليه وسلم مالم يصح فذاك شيء آخر ، فمثلا هناك حديث في كتاب الشفا للقاضي عياض، بأن رجلا تواعد مع النبي صلى الله عليه وسلم أن ينتظره في مكان سمياه ، فانتظر ثلاث ليال، أو ثلاثة أيام ، لم يحضر الرسول ذلك المكان ، حتى جاء فقال له شققت عليّ أنا منذ ثلاثة أيام بانتظارك هذا فاعتذر له بعذر ، فهذا ليس غريبا عن خلقه عليه السلام وعن شمائله الكريمة ، لكن هو كذك لا يصح إسناده ، فلا يجوز أن ينسب إليه صلى الله عليه وسلم مالم يثبت من الحديث سواء كان هذا الحديث من قوله صلى الله عليه وسلم أو من فعله أو من تقريره كل هذا وذاك داخل في مسمى الحديث النبوي ولذلك فهذا الحديث ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) لا يصح نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم ،لأنه لم يأت له ذكر إلا في سيرة ابن إسحاق ، التي اختصرها ابن هشام والتي لا وجود لها اليوم إلا هذا المختصر _ سيرة ابن هشام - فهذا الحديث إسناده في سيرة ابن هشام المستقاة من سيرة ابن إسحاق معضل ليس له سند متصل فإن ذكرت هذه القصة ، وهذه المنقبة لنبينا صلى الله عليه وسلم ، كراوية فتذكر مقرونة ببيان وضعها وكما قلت لكم ذلك قليل من مكارم وشمائل الرسول عليه السلام ، لكن الأمر له علاقة بالرواية عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولذلك فلا ينبغي أن يروى عنه صلى الله عليه وسلم إلا ما صحت نسبته إليه ،