" وقوله : ( ولا صفرة ) بفتح الفاء، روى أبو عبيد في - غريب الحديث - عن رؤبة أنه قال : هي حية تكون في البطن ؛ تصيب الماشية والناس، وهي أعدى من الجرب عند العرب . وعلى هذا فالمراد بنفيه : ما كانوا يعتقدونه من العدوى . وممن قال بهذا سفيان بن عيينة، والإمام أحمد، والبخاري، وابن جرير .
وقال - آخرون - المراد به شهر صفر، والنفي لما كان أهل الجاهلية يفعلونه في النسيء، وكانوا يحلون المحرم ويحرمون صفر مكانه . وهذا قول مالك .
وروى أبو داود عن محمد بن راشد، عمن سمعه يقول : إن أهل الجاهلية يتشاءمون بصفر، ويقولون : إنه شهر مشؤوم فأبطل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم . قال ابن رجب : ولعل هذا القول أشبه الأقوال، والتشاؤم بصفر كتشاؤم أهل الجاهلية بشوال بالنكاح فيه خاصة " حفظ