ما هي آداب مجالس العلم ؟ حفظ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد، فهذا أحد أشرطة سلسلة الهدى والنور من الدروس العلمية والفتاوى الشرعية لشيخنا / محمد ناصر الدين الشيخ -حفظه الله- نسأل الله أن ينفع به الجميع والآن مع الشريط الأول بعد المائتين على واحد
إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ))، (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) ، أما بعد :
فإن خير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، وبعد أيضا :
أما بالنسبة للتحدث عن المجالس العادية ، هو التزاحم وعدم التوسع ، وعلى العكس إذا قيل لكم توسعوا في هذه المجالس فافسحوا ، أما في الدرس فيجب الانضمام ، وهذه نقطة ينبغي أن نعرفها وأن نهتم لها تمام الاهتمام ، فكنا نشاهد في كثير من المساجد أن الحلقة العلمية مع قلة أفرادها تتسع وتتسع على حسب منزلة الشيخ ، فكلما كانت منزلة الشيخ في صدور المتحلقين حوله عظيمة ضخمت واتسعت الدائرة ، والعكس بالعكس تمامًا ، لو كانوا يعلمون من فوائد السنة وثمارها اليانعة الجلية ، أن المسلم بها تستقيم حياته مع الناس جميعًا وبخاصة من كان منهم طلاب علم من هذه الأحاديث التي كنت أنا وغيري في غفلة عنها ، ومنها ولم ننتبه لها إلا بعد أن هدانا الله تبارك وتعالى إليها ، حديث أبي ثعلبة الحُشني - رضي الله عنه - قال : " كنا إذا سافرنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فنزلنا منزلا من تلك المنازل في الوديان والشعاب تفرقنا فيها " وإذا كان التفرق في مجالس العلم حقيقة واقعة ، ولكنها مرة ، فأولى وأولى أن يتفرقوا في الصحراء ، حينما ينزلون في بعض المنازل ، مع ذلك لم يرض ذلك لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لهم ذات يوم - عافاك الله يا أستاذ وعزيز بدون قيام ، كيف حالك ، عساك أحسن إن شاء الله ، نرجو لك تمام العافية.
السائل : ...
الشيخ : لما نزلوا مرة في سفرة من أسفارهم ، مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وتفرقوا كما هي عادتهم ، قال لهم عليه الصلاة والسلام : ( إنما تفرقكم في هذه الوديان والشعاب من عمل الشيطان ) أمر عجيب ، التفرق لا يلاحظ فيه تباعد بين القلوب ، لأن أصحاب الرسول عليه السلام ، كانوا بحق إخوانًا على سرر متقابلين ، مع ذلك فنبينا - صلوات الله وسلامه - يقول لهم : ( إنما تفرقكم هذا من عمل الشيطان ) يعني بذلك أنه من عمل الشيطان الذي قد يؤدي بالأحبة المتوادين المتحابين إلى التباغض وإلى التنافر ، ومن أجل ذلك ، وصف الله عز وجل أن شرب الخمر هو من عمل الشيطان ، لأنه يُلقي العداوة والبغضاء بين الناس . قال أبو ثعلبة الخشني - رضي الله عنه - : " وكنا بعد ذلك إذا نزلنا منزلًا اجتمعنا حتى لو جلسنا على بساطٍ لوسعنا . في الصحراء لو اجتمعنا على بساط لوسعنا " إذا كان هذا في ذاك المجلس فأولى وأولى أن يكون الناس مجتمعين في مجالس العلم ، وأن لا يكونوا عزين متباعدين متفرقين