" قوله : ( من التمس ) أي : طلب .
قول شيخ الإسلام : وكتبت عائشة إلى معاوية - ويروى أنها رفعته - : ( من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئا ) . هذا لفظ المرفوع، ولفظ الموقوف : ( من أرضى الله بسخط الناس ، رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله ، عاد حامده من الناس له ذاما )
وهذا من أعظم الفقه في الدين ، فإن من أرضى الله بسخطهم كان قد اتقاه، وكان عبده الصالح، والله يتولى الصالحين، والله كاف عبده، (( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً . ويرزقه من حيث لا يحتسب )) ، والله يكفيه مؤنة الناس بلا ريب، ومن أرضى الناس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئا ، كالظلم الذي يعض على يديه . وأما كون حامده ينقلب ذاما فهذا يقع كثيرا، ويحصل في العاقبة، فإن العاقبة للتقوى، لا تحصل ابتداء عند أهوائهم . انتهى " حفظ