تتمة شرح حديث أبي هريرة ( وإذا استنصحك فانصح له ) والكلام على حديث ( الدين النصيحة ) . حفظ
الشيخ : أما الفقرة الأخيرة في حديث مسلم ( وإذا استنصحك فانصحه ) هذا في الواقع أيضا من الأمور التي تميّز الإسلام بها من حيث تأكيده عليها ( إذا استنصحك فانصحه ) هذا الحديث إذا تمسكنا بظاهره وقعنا في مشكلة وقع فيها بعض العلماء مع الأسف، ظاهره إذا استنصحك - طلب منك النصيحة - فانصحه مفهومه إذا لم يستنصحك فلا تنصحه، هل هذا المفهوم مقبول؟ الجواب لا، أو عفوا أخطأت في التعبير، هل هذا المفهوم مقصود من الحديث؟ الجواب لا، لما سيأتي بيانه ... النصيحة نصيحة المسلم للمسلم بُشرع بصورة عامة سواء طلبها منك أو لم يطلبها، ونحن يجب أن نتذكّر أن الناس ليسوا سواءً في معرفتهم لصالحهم سواء كان هذا الصالح دينيّا أو دنيويا، فهناك بعض الناس ممّن يُعرفون باللغة العامية بالبسطاء يعني سطحيّين، ليس عندهم نباهة، ليس عندهم كياسة، لا يعرفون مصلحتهم، فإذا ما لاحظ المسلم من بعض المسلمين شيئا من الغفلة عن شيء ينفعه في دينه أو دنياه فلا ينتظرنّ أن يستنصحه، لا ينتظرنّ أن يطلب منه أن ينصحه وإنما عليه أن يُبادر إلى نصحه، لذلك جاء ذاك الحديث مبدأ عاما ألا وهو حديث تميم الداري في صحيح مسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ( الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة ) قالوا لمن يا رسول الله؟ قال ( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) فالدين النصيحة، الدين النصيحة هذا مبالغة في الأسلوب العربي في الحضّ على الشيء أن يُحصر الدين فيه وكأن لا شيء سواه، على وِزان قوله عليه السلام في عرفة حيث قال ( الحج عرفة ) مثل هذا التعبير يَفْهم أهل اللغة بأنه لا يعني أن الإنسان إذا خرج حاجا إلى بيت الله الحرام وأنه إذا لم يأت شيئا من مناسك الحج مطلقا إلا أنه وقف على عرفة يوم عرفة فقد انتهى حجّه، هذا لا أحد يفهمه لكن العكس هو الذي يفهمه أهل اللغة هو أنه لو فعل كل شيء من مناسك الحج ثم لم يقف في عرفة فلا حجّ له، كذلك يعني عليه الصلاة و السلام حين قال ( الدين النصيحة ) لا يعني أن ليس هناك من الدين شيء أخر سواه، وإنما كأنه الدين كله النصيحة، كأنه الحج كله الوقوف في عرفة.
من أجل هذا الحديث الثاني فالنصيحة ينبغي أن يُقدّمها المسلم لأخيه المسلم، لا ينتظر أن يطلب منه ولكن النبي عليه السلام إنما ذكر هنا في هذا الحديث الذي هو موضع، موضوع درسنا الأن ( وإذا استنصحك فانصحه ) للدلالة على أنه النصيحة ها هنا تتأكّد على المطلوب منه النصيحة، لأنه إذا كان واجبا عليك أن تنصح أخاك لمجرد أنه بدا لك أنه بحاجة إلى نُصحك إياه فآكد وأوجب عليك أن تنصحه إذا ما طلب منك النصح، لذلك يقول أهل العلم ذِكْر الشيء لا ينفي ما عداه فذكر الرسول صلوات الله وسلامه عليه في هذا الحديث ( وإذا استنصحك فانصحه ) لا يعني أن النصيحة بدون طلب النصيحة منك لا تجب عليك، هذا شيء يتعلق بهذا الحديث ( وإذا استنصحك فانصحه ) .
من أجل هذا الحديث الثاني فالنصيحة ينبغي أن يُقدّمها المسلم لأخيه المسلم، لا ينتظر أن يطلب منه ولكن النبي عليه السلام إنما ذكر هنا في هذا الحديث الذي هو موضع، موضوع درسنا الأن ( وإذا استنصحك فانصحه ) للدلالة على أنه النصيحة ها هنا تتأكّد على المطلوب منه النصيحة، لأنه إذا كان واجبا عليك أن تنصح أخاك لمجرد أنه بدا لك أنه بحاجة إلى نُصحك إياه فآكد وأوجب عليك أن تنصحه إذا ما طلب منك النصح، لذلك يقول أهل العلم ذِكْر الشيء لا ينفي ما عداه فذكر الرسول صلوات الله وسلامه عليه في هذا الحديث ( وإذا استنصحك فانصحه ) لا يعني أن النصيحة بدون طلب النصيحة منك لا تجب عليك، هذا شيء يتعلق بهذا الحديث ( وإذا استنصحك فانصحه ) .