شرح أحاديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب التوبة والزهد : قال المصنف رحمه الله : " عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( اقتربت الساعة ولا تزداد منهم إلا بعدا ) رواه الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح والحاكم وقال صحيح الإسناد ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدا ) ". حفظ
الشيخ : قال المصنف رحمه الله والحديث هو الخامس والعشرون وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم قال: ( اقتربت الساعة ولا تزداد منهم إلا بعدا ) رواه الطبراني ورواته محتجّ بهم في الصحيح والحاكم وقال صحيح الإسناد ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ( اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدا ) .
هذا الحديث حديث حسن وله لفظان كما رأيتم واللفظ الثاني هو أتم من اللفظ الأول لفظا ومعنى يقول الرسول صلى الله عليه وأله وسلم ( اقتربت الساعة ) وهذه جملة كما تعلمون جميعا مأخوذة من نص القرأن الكريم (( اقتربت الساعة وانشق القمر )) وسيأتي في حديث لاحق إن شاء الله هذه الأية بتمامها (( اقتربت الساعة وانشق القمر )) لكن الرسول عليه السلام ذكر ها هنا الجملة الأولى من الأية فقال ( اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدا ) .
إذا كان أحدكم عنده نسخة من الترغيب فقد تكون نسخته كنسختي هنا ( ولا تزدادون ) وهي وهْم والصواب كما يدل عليه السياق والرجوع إلى الأصول ( ولا يزالون ) أي الناس الذين ذكروا صراحة في سباق الحديث حيث قال عليه السلام ( اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدا ) والقصد من الحديث واضح وهو أن مع كون الساعة قد اقتربت كما أخبر به ربنا عز وجل في الأية، الناس على خلاف هذا الإنذار الذي أنذرهم الله عز وجل به حين قال (( اقتربت الساعة )) فهم بدل أن يهتموا بوقوع وقيام الساعة وهذا الاهتمام يستلزم الاستعداد للموت قبل نزوله فبدل هذا الاستعداد ماذا يفعل الناس؟ ( لا يزدادون على الدنيا إلا حرصا ) أي كأنما الساعة ابتعدت عنهم ولم تقترب منهم ولذلك في الرواية الأولى لما قال ( اقتربت الساعة ولا تزداد منهم إلا بعدا ) يعني في تصرّفهم في عدم استعدادهم لقيام الساعة وكأنما الساعة عندهم لا تزداد إلا بعدا لذلك هم لا يهتمون وإنما يهتمون على عكس ما يسلتزمهم هذا الإنذار الرباني من قوله (( اقتربت الساعة )) من الاستعداد للموت في العمل الصالح فهم على خلاف ذلك لا يزدادون إلا حرصا على الدنيا وجمعا لها وتكالبا عليها وبذلك فهم لا يزدادون من الله إلا بعدا.
ويجب أن يعلم كل مسلم أن الله عز وجل حينما يخبرنا باقتراب الساعة ودنوّ أشراطها الصغرى فضلا عن الكبرى فإنما يعني بذلك إنذار الأحياء أن تدركهم الساعة قبل أن يتوب التائب منهم وقبل أن يرجع الشقي عن عمله الطالح إلى العمل الصالح، فقوله عز وجل (( اقتربت الساعة )) في معنى استعدوا لها فالساعة قريبة لكن الناس أي أكثر الناس كما جاء في هذا الحديث ( اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدا ) هذا حديث حسن كما قلنا.
هذا الحديث حديث حسن وله لفظان كما رأيتم واللفظ الثاني هو أتم من اللفظ الأول لفظا ومعنى يقول الرسول صلى الله عليه وأله وسلم ( اقتربت الساعة ) وهذه جملة كما تعلمون جميعا مأخوذة من نص القرأن الكريم (( اقتربت الساعة وانشق القمر )) وسيأتي في حديث لاحق إن شاء الله هذه الأية بتمامها (( اقتربت الساعة وانشق القمر )) لكن الرسول عليه السلام ذكر ها هنا الجملة الأولى من الأية فقال ( اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدا ) .
إذا كان أحدكم عنده نسخة من الترغيب فقد تكون نسخته كنسختي هنا ( ولا تزدادون ) وهي وهْم والصواب كما يدل عليه السياق والرجوع إلى الأصول ( ولا يزالون ) أي الناس الذين ذكروا صراحة في سباق الحديث حيث قال عليه السلام ( اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدا ) والقصد من الحديث واضح وهو أن مع كون الساعة قد اقتربت كما أخبر به ربنا عز وجل في الأية، الناس على خلاف هذا الإنذار الذي أنذرهم الله عز وجل به حين قال (( اقتربت الساعة )) فهم بدل أن يهتموا بوقوع وقيام الساعة وهذا الاهتمام يستلزم الاستعداد للموت قبل نزوله فبدل هذا الاستعداد ماذا يفعل الناس؟ ( لا يزدادون على الدنيا إلا حرصا ) أي كأنما الساعة ابتعدت عنهم ولم تقترب منهم ولذلك في الرواية الأولى لما قال ( اقتربت الساعة ولا تزداد منهم إلا بعدا ) يعني في تصرّفهم في عدم استعدادهم لقيام الساعة وكأنما الساعة عندهم لا تزداد إلا بعدا لذلك هم لا يهتمون وإنما يهتمون على عكس ما يسلتزمهم هذا الإنذار الرباني من قوله (( اقتربت الساعة )) من الاستعداد للموت في العمل الصالح فهم على خلاف ذلك لا يزدادون إلا حرصا على الدنيا وجمعا لها وتكالبا عليها وبذلك فهم لا يزدادون من الله إلا بعدا.
ويجب أن يعلم كل مسلم أن الله عز وجل حينما يخبرنا باقتراب الساعة ودنوّ أشراطها الصغرى فضلا عن الكبرى فإنما يعني بذلك إنذار الأحياء أن تدركهم الساعة قبل أن يتوب التائب منهم وقبل أن يرجع الشقي عن عمله الطالح إلى العمل الصالح، فقوله عز وجل (( اقتربت الساعة )) في معنى استعدوا لها فالساعة قريبة لكن الناس أي أكثر الناس كما جاء في هذا الحديث ( اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدا ) هذا حديث حسن كما قلنا.