شرح أحاديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب التوبة والزهد قال المصنف رحمه الله : " عن معاذ قال قلت : يا رسول الله أوصني قال : ( اعبد الله كأنك تراه واعدد نفسك في الموتى واذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر وإذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة السر بالسر والعلانية بالعلانية ) ". رواه الطبراني بإسناد جيد إلا أن فيه انقطاع بين أبي سلمة ومعاذ . وشرح حديث عمر بن الخطاب في قصة جبريل المشهورة في الإسلام والإيمان والإحسان . حفظ
الشيخ : فيقول المصنف رحمه الله في الحديث الثامن عشر وعن معاذ قال قلت يا رسول الله أوصني قال : ( اعبد الله كأنك تراه واعدد نفسك في الموتى واذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر وإذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة، السر بالسر والعلانية بالعلانية ) رواه الطبراني بإسناد جيد إلا أن فيه انقطاعا بين أبي سلمة ومعاذ.
هذا الحديث لا ينافي رمزُنا له بالحسن ما ذكره المصنف رحمه الله من الانقطاع في إسناده لأننا نعني أنه حسن لغيره كالحديث السابق في الدرس الماضي من حديث ابن عمر، هنا يطلب معاذ رضي الله عنه من نبيه صلى الله عليه وأله وسلم أن يوصيه فكان من وصيته إياه قوله عليه السلام ( اعبد الله كأنك تراه ) وهذا غاية المنزلة التي يستطيع العبد أن يذكر الله عز وجل وأن يراقبه، أن يذكر الله ويراقبه بحيث أنه دائما يلاحظ أنه يراه لأن الله عز وجل لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء وهذا الحديث أو هذه القطعة من هذا الحديث هو مشهور بإسناد أصحّ من هذا في الحديث الثابت في الصحيحين من حديث أبي هريرة وفي صحيح مسلم وحده من حديث ابن عمر ذاك الحديث المعروف بحديث جبريل عليه السلام حينما جاء إلى النبي صلى الله عليه وأله وسلم بصورة رجل لا يعرفه أحد من الصحابة مع أنه ليس عليه آثار السفر فأنه عليه ثياب بيض وليس بأشعث ولا أغبر ولكنهم قالوا لا يعرفه أيضا منا أحد فقد جمع أوصافا غريبة متناقضة لأنه لو كان غريبا لظهرت عليه آثار السفر من القتار والغبار والشعثة ونحو ذلك ولو كان مقيما لعرفه الصحابة فهو رجل غريب، الشاهد أن في الحديث وهو حديث طويل ذكرناه أكثر من مرة لما سأله عليه الصلاة والسلام عن الإحسان قال الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، هذه المرتبة العليا من مراتب عبادة المسلم لربه عز وجل، ففي ذاك الحديث السؤال الأول من ذاك الرجل الغريب وهو جبريل كما ذكرنا بناءً على أخر الحديث.
سأل النبي صلى الله عليه وأله وسلم عن الإسلام والإسلام هو العمل بالإسلام ظاهرا ولكن هذا الإسلام لا يفيد صاحبه إلا إذا اقترن معه الإيمان وحين أقول أنا وغيري لا يفيد صاحبه إلا إذا اقترن بالإيمان فنعني الإفادة في الأخرة أي أن ينجوَ بإسلامه الذي اقترن به الإيمان، فهو لا يستفيد من الإسلام إلا مقرونا بالإيمان لكن لو لم يقترن بالإيمان فهل يُفيد صاحبه إسلامه شيئا؟ الجواب في الدنيا قد يفيده، وهذا النوع يُعتبر في لغة الشرع منافقا لأنه يظهر الإسلام ولكنه يُبطن الكفر لأنه لم يقترن مع إسلامه إيمانه، فماذا يستفيد؟ أن ينجو بنفسه وماله كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح المتواتر ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم ) إذًا هذا الذي استفادوه، إذا لم يقترن مع إسلامهم الإيمان (فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم وحسابهم على الله ) يا تُرى قالوها بألسنتهم ولمّا يدخل الإيمان في قلوبهم أم قالوها مؤمنين بها في قلوبهم؟ حسابهم في ذلك عند الله لكنهم ماداموا أنهم قد نطقوا بكلمة التوحيد فرَتّب عليهم الحكم المذكور في الحديث بقوله ( فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم وحسابهم على الله ) فالمرتبة الأولى في الدين هو الإسلام وقد تُفيد صاحبه في الدنيا ولا تفيده في الأخرة، أما الذي يستفيد من إسلامه في الأخره فهو إذا اقترن معه المرتبة الثانية المذكورة في حديث جبريل حين قال له ما الإيمان؟ قال ( الإيمان أن تؤمن بالله ) إلى أخره.
هذا الحديث لا ينافي رمزُنا له بالحسن ما ذكره المصنف رحمه الله من الانقطاع في إسناده لأننا نعني أنه حسن لغيره كالحديث السابق في الدرس الماضي من حديث ابن عمر، هنا يطلب معاذ رضي الله عنه من نبيه صلى الله عليه وأله وسلم أن يوصيه فكان من وصيته إياه قوله عليه السلام ( اعبد الله كأنك تراه ) وهذا غاية المنزلة التي يستطيع العبد أن يذكر الله عز وجل وأن يراقبه، أن يذكر الله ويراقبه بحيث أنه دائما يلاحظ أنه يراه لأن الله عز وجل لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء وهذا الحديث أو هذه القطعة من هذا الحديث هو مشهور بإسناد أصحّ من هذا في الحديث الثابت في الصحيحين من حديث أبي هريرة وفي صحيح مسلم وحده من حديث ابن عمر ذاك الحديث المعروف بحديث جبريل عليه السلام حينما جاء إلى النبي صلى الله عليه وأله وسلم بصورة رجل لا يعرفه أحد من الصحابة مع أنه ليس عليه آثار السفر فأنه عليه ثياب بيض وليس بأشعث ولا أغبر ولكنهم قالوا لا يعرفه أيضا منا أحد فقد جمع أوصافا غريبة متناقضة لأنه لو كان غريبا لظهرت عليه آثار السفر من القتار والغبار والشعثة ونحو ذلك ولو كان مقيما لعرفه الصحابة فهو رجل غريب، الشاهد أن في الحديث وهو حديث طويل ذكرناه أكثر من مرة لما سأله عليه الصلاة والسلام عن الإحسان قال الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، هذه المرتبة العليا من مراتب عبادة المسلم لربه عز وجل، ففي ذاك الحديث السؤال الأول من ذاك الرجل الغريب وهو جبريل كما ذكرنا بناءً على أخر الحديث.
سأل النبي صلى الله عليه وأله وسلم عن الإسلام والإسلام هو العمل بالإسلام ظاهرا ولكن هذا الإسلام لا يفيد صاحبه إلا إذا اقترن معه الإيمان وحين أقول أنا وغيري لا يفيد صاحبه إلا إذا اقترن بالإيمان فنعني الإفادة في الأخرة أي أن ينجوَ بإسلامه الذي اقترن به الإيمان، فهو لا يستفيد من الإسلام إلا مقرونا بالإيمان لكن لو لم يقترن بالإيمان فهل يُفيد صاحبه إسلامه شيئا؟ الجواب في الدنيا قد يفيده، وهذا النوع يُعتبر في لغة الشرع منافقا لأنه يظهر الإسلام ولكنه يُبطن الكفر لأنه لم يقترن مع إسلامه إيمانه، فماذا يستفيد؟ أن ينجو بنفسه وماله كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح المتواتر ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم ) إذًا هذا الذي استفادوه، إذا لم يقترن مع إسلامهم الإيمان (فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم وحسابهم على الله ) يا تُرى قالوها بألسنتهم ولمّا يدخل الإيمان في قلوبهم أم قالوها مؤمنين بها في قلوبهم؟ حسابهم في ذلك عند الله لكنهم ماداموا أنهم قد نطقوا بكلمة التوحيد فرَتّب عليهم الحكم المذكور في الحديث بقوله ( فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم وحسابهم على الله ) فالمرتبة الأولى في الدين هو الإسلام وقد تُفيد صاحبه في الدنيا ولا تفيده في الأخرة، أما الذي يستفيد من إسلامه في الأخره فهو إذا اقترن معه المرتبة الثانية المذكورة في حديث جبريل حين قال له ما الإيمان؟ قال ( الإيمان أن تؤمن بالله ) إلى أخره.