تتمة شرح حديث معاذ وقوله ( واعدد نفسك في الموتى ) وقوله ( واذكر الله عند كل حجر وشجر ) . حفظ
الشيخ : هذه موعظة من مواعظ النبي صلى الله عليه وأله وسلم لصاحبه معاذ بن جبل ومن ذلك قال ( واعدد نفسك في الموتى ) سبق نحو هذه العبارة في حديث ابن عمر ( وعدّ نفسك في أصحاب القبور ) أو كما قال ثم زاد في حديث معاذ ( واذكر الله عند كل حَجَر وعند كل شَجَر ) هذا معناه استمرار العبد في ذكر الله عز وجل وهذا واضح عند كل حجر وعند كل شجر وهذا يعني أن لا يَغفُل الإنسان عن ذكر ربه أولا، هذا يعني أولا أن لا يغفل الإنسان عن ذكر ربه عز وجل في كل أحواله سواء كان جالسا أو منطلقا يمشي، والشيء الأخر أنّ ذكر الله عز وجل المأمور في السنّة هو منها هذا الحديث، أن تذكر الله عند كل حجر وكل شجر، معنى هذا أن ذكر العبد لربه لا يحتاج إلى مراسيم وإلى طقوس وإلى مجالس وحلقات ذكر تسمّى ونحو ذلك أيضا مما أحدث في الإسلام لأنه يقول لك اذكر الله عند كل حجر وشجر يعني اذكر الله يعني اعمل مجلس ذكر وصلاة على الرسول عند كل حجر وشجر؟ لا هو يعني لا تتقيّد بجلوس معيّن حتى ولو أن تستقبل القبلة، قد يبدو لبعض الناس أن ذكر الله كالصلاة لازم أن نتّخذ له الآداب بل الواجبات التي يقوم بها الذي يريد الصلاة، الجواب لا لم يأت في السنّة فضلا عن القرأن أي شرط للذكر، شرط أي شرط للذكر، كيف وربنا عز وجل يقول في وصف نوعا من عباده المصطفيْن الأخيار يصفهم بقوله (( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم )) فإذا جلست أنت جِلْسة تأخذ بها راحة الجسم فذكرْت الله في هذه الحالة فلا ضيْر عليك شرعا إطلاقا وإن كان لا يروق مثل هذا في بعض الذين يستحسنون أحكاما في الدين بدون إذن من رب العالمين (( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )) فالله عز وجل يصف كما قلت نخبة من عباده المصطفين الأخيار، مش عامة الناس (( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم )) أي يذكرون الله حين يكونون قائمين ويذكرون الله حين يكونون قاعدين ويذكرون الله حين يكونون مضطجعين فلا يُلزِمنا ربنا عز وجل أن نتمسّك بصفة من هذه الصفات الثلاث وإنما كما يتيسّر لك وكأنه هذا الحديث أو هذه الفقرة من هذا الحديث مختلَسَة من هذه الأية.