شرح أحاديث من الترغيب والترهيب للمنذري من كتاب الصبر على البلاء : قال المصنف رحمه الله : " وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( جاءت امرأة بها لمم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : يا رسول الله ادع الله لي فقال : إن شئت دعوت الله فشفاك وإن شئت صبرت ولا حساب عليك قالت : بل أصبر ولا حساب علي ) رواه البزار وابن حبان في صحيحه " حفظ
الشيخ : لا نزال في الأحاديث الواردة في الترغيب في الصبر على البلاء وبيان فضل ذلك، وقد وصل بنا الدرس الماضي إلى الحديث الثامن والثلاثين من نسختي ألا وهو المبتدأ بقول المصنف رحمه الله وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاءت امرأة بها لمَم إلى رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم فقالت يا رسول الله ادع الله لي فقال ( إن شئت دعوت الله فشفاك وإن شئت صبرت ولا حساب عليك ) قالت بل أصبر ولا حساب عليّ، رواه البزار وابن حبان في صحيحه.
هذه القصة فيها شبه كبير بالقصة التي قرأناه في أخر الدرس الماضي وإنما الخلاف في نوعيّة المرض التي كانت في هذه وفي تلك، فهذه يقول الراوي أنه كان بها لمم، اللمم هو نوع من الجنون الذي ينتاب الإنسان ويصيبه على نوبات وليس جنونا ملازما مطبقا، بينما تلك المرأة كانت تُصاب بالصرع، فهذا خلاف فالظاهر أن قصة هذه المرأة هي غير تلك القصة، وبعض العلماء يتوسّعون فيفترضون أن القصة واحدة وأن التي كانت تصرع هي التي عُبِّر عنها هنا بأنها كان بها لمم، لكن الظاهر هو ليس هناك ما يمنع من القول بأن هناك امرأتين ولكل منهما قصة، فتلك المرأة كانت تصرع والرسول صلى الله عليه وسلم أيضا وعدها إن شاءت أن يدعو لها وإن شاءت أن تصبر ولها الجنة، هنا قال لها إن شئت دعوت فشفاك الله وإن شئت صبرت ولا حساب عليك، فالظاهر من طريق الرواية أنهما قصتان، قصة لمن كانت تصرع وأخرى لمن كان بها نوع من الجنون وهو اللمم، ولكن الثواب واحد لأن قول الرسول عليه السلام ( وإن شئت صبرت ولا حساب عليك ) يساوي قوله عليه الصلاة والسلام لتلك المرأة التي كانت تُصرع قال لها ( وإن صبرت فلك الجنة ) فكل من لا حساب عليه فلا شك أن عاقبة أمره أن يدخل الجنة، وعلى كل حال فهذا الحديث وذاك كل منهما يدل دلالة صريحة واضحة بيّنة على أن عاقبة الصبر إنما هو دخول الجنة.
هذه القصة فيها شبه كبير بالقصة التي قرأناه في أخر الدرس الماضي وإنما الخلاف في نوعيّة المرض التي كانت في هذه وفي تلك، فهذه يقول الراوي أنه كان بها لمم، اللمم هو نوع من الجنون الذي ينتاب الإنسان ويصيبه على نوبات وليس جنونا ملازما مطبقا، بينما تلك المرأة كانت تُصاب بالصرع، فهذا خلاف فالظاهر أن قصة هذه المرأة هي غير تلك القصة، وبعض العلماء يتوسّعون فيفترضون أن القصة واحدة وأن التي كانت تصرع هي التي عُبِّر عنها هنا بأنها كان بها لمم، لكن الظاهر هو ليس هناك ما يمنع من القول بأن هناك امرأتين ولكل منهما قصة، فتلك المرأة كانت تصرع والرسول صلى الله عليه وسلم أيضا وعدها إن شاءت أن يدعو لها وإن شاءت أن تصبر ولها الجنة، هنا قال لها إن شئت دعوت فشفاك الله وإن شئت صبرت ولا حساب عليك، فالظاهر من طريق الرواية أنهما قصتان، قصة لمن كانت تصرع وأخرى لمن كان بها نوع من الجنون وهو اللمم، ولكن الثواب واحد لأن قول الرسول عليه السلام ( وإن شئت صبرت ولا حساب عليك ) يساوي قوله عليه الصلاة والسلام لتلك المرأة التي كانت تُصرع قال لها ( وإن صبرت فلك الجنة ) فكل من لا حساب عليه فلا شك أن عاقبة أمره أن يدخل الجنة، وعلى كل حال فهذا الحديث وذاك كل منهما يدل دلالة صريحة واضحة بيّنة على أن عاقبة الصبر إنما هو دخول الجنة.