من منهج الدعوة السلفية إفراد النبي صلى الله عليه وسلم بالاتباع وحده. حفظ
الشيخ : فإذًا الفرق هام ويمكن إيجازه بكلمة قصيرة دعوتنا تنحصر في إفراد النبي صلى الله عليه وأله وسلم في الاتباع فهو عندنا لا مثيل له ولا شريك له في الاتباع، لا نتبع أحدا من البشر إطلاقا إلا الرسول عليه الصلاة والسلام، أما غيرنا فالمتبوعون عندهم كُثُر كما هو معروف، وليت أن الأمر في الاتباع عندهم انحصر في اتباع الأئمة الأربعة وليت أن الأمر انحصر عندهم في اتباع تلامذة هؤلاء الأئمة وليت ليت ولا فائدة من ليت مطلقا ولكن هذا التفصيل لبيان أن الأمر خطير جدا، إن الأمر بتوالي الأيام ومُضيّ السنين صار المتبوعون هم ال، عند المدعين الاتباع للأئمة الأربعة لا يمكن حصرهم بالألوف المؤلفة، إنك إذا جئت لرجل متفقّه في مذهب ما واحتججت عليه بكتاب إمام من هؤلاء الأئمة وكان هذا الإمام هو إمام هذا الإنسان الذي ينتمي إليه كالحنفي والشافعي مثلا، فجئته بالنص من كتاب الإمام قال لا نحن لا نتبع هذه النصوص، طيب أنت رجل حنفي أو شافعي يقول نحن ما نستطيع أن نأخذ من نفس الإمام، إذًا هو ... ممن أخذ ممن أخذ ممن أخذ حتى يصل إلى الإمام.
إذًا هم يأخذون من المتأخّرين ولا يأخذون من الأئمة المتقدّمين، كانت المشكلة الحقيقة نتوهمها محصورة بين دعوتنا اتباع الكتاب والسنّة وتوحيد الرسول عليه السلام بالاتباع دون الأئمة الأربعة الأقطاب الأربعة بحق في العلم، وهذه المشكلة أضخم من ذلك فإنهم يأبَوْن علينا أيضا أن يضلوا متّبعين للأئمة، فليس عندهم من العلم ومن الثقافة والوعي أصولا وفروعا أن يجدوا في أنفسهم القدرة والاستطاعة لاتباع الأئمة أنفسهم، وإنما يتبعون من من من إلى أن يأتي إلى الفقيه في العصر الحاضر.