ذكر الشيخ ما الذي ينبغي على الداعية إذا أراد أن ينصح قوما . حفظ
الشيخ : وبعد ذلك أقول، إن عادة الوعّاظ والمرشدين في غالب الأحيان إن لم نقل دائما وأبدا أنهم يرتجلون موعظة أو درسا يسنفيده الناس الحاضرون منهم ونحن قد نسلك هذا السبيل في كثير من الأحيان ولكننا نرى لاسيما حينما نأتي بلدة لم يسبق لنا أن أتيناها من قبل، نرى أن يكون البحث حول مسائل يختارها أهل البلدة على أساس أن المثل السائد يقول " أهل مكة أدرى بشعابها " " وصاحب الدار أدرى بما فيها " لذلك نرى من الحكمة أن يكون البحث يجري حول ما يخطر في بال أهل البلد من أسئلة أو مشاكل تجول في أذهانهم أو تكون في حياتهم ليسألون عنها حتى يستوضحوا حكم الله تبارك وتعالى فيها، ولقد سنّ الرسول صلى الله عليه وأله وسلم تبعا وتوضيحا لقوله تبارك وتعالى (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) لقد سنّ للمسلمين أن يسألوا عن أمور دينهم، في الحديث الذي رواه أبو داود في سننه وغيره عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وأله وسلم بعث سريّة فجُرح أحد أفرادها ثم أصبح محتلما فسأل هل يجدون له رخصة في أن لا يغتسل وأن يتيمّم فقالوا لا، لا بد لك من الاغتسال، فاغتسل الرجل فمات لأنه جريح ونعلم جميعا ماذا تكون نتيجة الجراحات التي يصيبها الماء، فمات ذلك الصحابي بسبب تلك الفتوى الجائرة، فلما بلغ خبره رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم قال ( قتلوه قاتلهم الله ألا سألوا حين جهلوا فإنما شفاء العيّ السؤال ) ( قتلوه قاتلهم الله ) لأنهم تسرّعوا فأفتوه بأنه لا رخصة له في التيمّم وإنما كان الواجب عليهم أن يُرخِّصوا له في التيمّم ولذلك قال عليه السلام في تمام الحديث في بعض الروايات ( إنما يكفيه أن يتمّم ضربة بكفيه على الأرض ) .
إذًا فنستنّ بالأية والحديث ونقول سلوا عما يهمّكم مما أنتم أحسّ به من غيركم، خير فيما يبدو لي من أن نفتتح كلمة حول أي بحث من البحوث الهامة، تفضل.
إذًا فنستنّ بالأية والحديث ونقول سلوا عما يهمّكم مما أنتم أحسّ به من غيركم، خير فيما يبدو لي من أن نفتتح كلمة حول أي بحث من البحوث الهامة، تفضل.