ما هو الحكم في دمى الأطفال التي تصنع من القماش المحشو بالقطن وهل يجوز رسم العينين والفم على رؤوسها أفتونا في ذلك وجزاكم الله خيرا ؟ حفظ
السائل : سائل يقول ما هو الحكم في دمى الأطفال التي تصنع من القماش المحشو بالقطن وهل يجوز رسم العينين والفم على رؤوسهما على رؤوسها ؟ أفتونا في ذلك جزاكم الله خيرا .
الشيخ : الذي أراه والله أعلم أن اتخاذ هذه التماثيل أو الدمى بالنسبة للأطفال الصغار هو أمر جائز في السنة لكن التعمق في تصويرها و ... كما جاء في السؤال ما أرى ذلك لأني ألاحظ شيئا وهذا موطن دقيق الذي ينبغي على طلاب العلم أن يلاحظوه إنّ لعب الأطفال هذه ووجودها في الدّار مع أنها تماثيل للعلماء فيه قولان أو فيها قولان أحدهما أنها لا تجوز إعمالا للنصوص العامة التي تنهى عن التصوير وعن الإبقاء على الصور في البيوت ومنهم من يقول أن هذه الصور مستثناة من النصوص العامة صنعا وقُنية وهذا الذي نحن نتبناه ونراه الصواب إن شاء الله لكن لا نشك بأن الشارع الحكيم حينما يستثني حكما بالنص العام فلحكمة قد تظهر لبعض الناس وقد تخفى على آخرين فنحن نلاحظ أن من الحكمة في إباحة هذه اللعب للإطفال الصغار تمرينا لهم على ما يتعلق بشؤون المنزل مما يسمى اليوم بتدبير المنزل، من الخياطة وتركيب زر ونحو ذلك أما التعمق في تصوير الآلات والأعين والأنف والفم بالخط، هذا له علاقة بما يسمونه بالفنّ والشارع الحكيم أباح هذا لمصلحة ظاهرة بالنسبة للفتيات الصغيرات كعائشة مثلا وغيرها وليس من مصلحة الفتاة أن تعنى لهذه الدقة في التصوير ولذلك فما كان يقولون ما كان على خلاف الأصل " ما كان على خلاف القياس فعليه لا يقاس " فنحن لا نستطيع أن نتوسع هنا إلا بما أفاده النص في لُعَب السيدة عائشة ولم ينقل أنها كانت لعبا فيها هذه الدقة في التصوير فيُكتفى بصنع هذه التماثيل من الخِرَق ليس إلا وأمّا أنه القول أنه هذا يعني منسوخ بعموم تلك الأحاديث فهذه في اعتقادي غفلة عن بعض الشروط التي يذكرها علماء الأصول في كتبهم من أنه يشترط في معرفة الناسخ والمنسوخ أن يُعرف أولا المتقدم من المتأخر وثانيا وهذا أهم أن لا يُمكن في الأصل التوفيق بين النصين فإذا تعذر حينذاك التوفيق صير إلى النسخ وأما ادعاء أن هذا الحكم الخاص هو منسوخ بالنص العام فهذا لا يقول به علماء الفقه أي أصول الفقه أبدا وهذا في الواقع يقع فيه بعض أفاضل العلماء الذين ينسخون بعض النصوص الخاصة بمعارضتها لبعض النصوص العامة والصواب في ذلك أن يخصص النص العام بالنص الخاص وإن كان السلف يُطلقون على النص المخصص أنه مناسب وهذا النص عام أنه منسوخ ولكنهم يعنون أن جزءه جزاءا من أجزائه هو المنسوخ وإذا لوحظ الفرق بين اصطلاح السّلف واصطلاح الخلف بين الناسخ والمنسوخ زالت أمام طالب العلم إشكالات كثيرة حينما يجد مثلا السيوطي في كتاب " الإتقان في علوم القرآن " يذكر بأن هناك ثلاثمائة أية تقريبا منسوخة وإنما يعني هو تحت الاصطلاح العام الاصطلاح العام السّلفي يعني وهو في الاصطلاح الخاص الخلفي تخصيص كما قلت، حينئذ يزول الإشكال، ثلاثمائة آية منسوخة، لا لا يوجد في القرآن مثل هذه الآيات المنسوخة أبدا لكنهم يعنون مخصصة على هذا فأحاديث لعب الأطفال التي كانت تصنعها عائشة بنفسها والتي كان بعض الأنصار يصنعونها لأولادهم ليشغلوهم بها عن الإفطار عن الطعام الذي يفطروهم في رمضان فهذه تكون لعبا بدائية سطحية جدا فقط لتحقيق هذه المصلحة التي أشرنا إليها آنفا، والله أعلم .
السائل : جزاكم الله خيرا .
الشيخ : وإياك .