كيف ينجلي الإشكال عن معنى حديث أنس في حلق الشارب ( ولا تشبهوا باليهود ) إن صحت هذه الزيادة إن كنا نرى اليوم اليهود قد أحفوا شاربهم وأرخوا لحاهم ؟ حفظ
السائل : فيه سؤال يتعلق بهذا السؤال أظن أن الشيخ اليوم لضيق الوقت يعني ما اتسّع الوقت للإجابة عليه وهو كيف ينجلي الإشكال عن معنى حديث أنس في حلق الشارب إذا كنا نرى اليوم اليهود قد أحفوا شواربهم وأرخوا لحاهم وفي حديث أنس الزيادة ( ولا تشبهوا باليهود ) إن صحت هذه الزيادة ؟
الشيخ : التشبه باليهود وبالنصارى هو أن يفعل المسلم ما ليس له أن يفعله، أن يفعل المسلم ما يفعله الكفار من عاداتهم وتقاليدهم وأزياهم كما ذكرنا أما أن يفعل المسلم ما أمره الشارع الحكيم بفعله وحضه عليه بل ربما نهاه عن تركه ثم يفعل بعض الكفار مثل فعله هذا ليس تشبها للمسلم بالكافر وإنما العكس هو الصواب أي إن الكافر هو الذي يتشبه بالمسلم ومن الثابت في علم الاجتماع أن من طبيعة الضعفاء أن يقلدوا الأقوياء وليس من طبيعة الأقوياء أن يقلدوا الضعفاء فلا جرم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر في الأحاديث السّابقة الإشارة إليها أمر الأمة المسلمة أن تحافظ على عاداتها وعلى هديها وسنة نبيها وألا تتشبه بالكفار محافظة منها على شخصيتها المسلمة فإذا ما كان العكس أي تشبه الكافر بالمسلم فذلك قوة للمسلم وضعف للكافر وليس العكس ولهذا إذا كان الإحفاء مأمورا في الشرع وقد عرفنا أن الأمر إنما ينصب على إحفاء حافة الشارب وليس نفس الشارب فإذا فعل ذلك الكفار فذلك لعزة الإسلام وقوته وتمسك المسلمين به فلا إشكال حينذاك إنما الإشكال يأتي إذا فعل المسلم فعل الكافر والمسلم غير مأمور به شرعا
السائل : نعم، جزاكم الله خيرا .