معنى الحقيقي لكلمة " لا إله إلا الله " وخطأ من يفسرها بلا رب إله الله، وبيان أن شرك كفار قريش كان في توحيد الألوهية ولم يكن في توحيد الربوبية فقد كانوا مقرين بتوحيد الربوبية. وتفسير قوله تعالى: (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) . حفظ
الشيخ : فقبل كل شيء يجب أن نفهم باختصار ما معنى لا إله إلا الله، كثير من الناس كثير جدا يفهمون معنى لا إله إلا الله أي لا رب إلا الله، هذا خطأ فهم هذه الكلمة الطيبة التي خوطب الرسول وأمر بأن يعلم فقيل له في القرآن (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) كثير من الناس يفسرونها بهذا التفسير القاصر، لا إله إلا الله يعني لا رب لا خالق إلا الله، لا رب لا خالق إلا الله هذا كلام صحيح لكن ليس صحيحا تفسير هذه الكلمة الطيبة بهذا التفسير فلا إله إلا الله ليس معناه لا رب إلا الله، لا خالق إلا الله إذًا ما هو المعنى الصحيح ؟ أجمع علماء المسلمين أن المعنى الصحيح لهذه الكلمة الطيبة " لا معبود بحق في الوجود إلا الله " هذا المعنى الصحيح " لا معبود بحق في الوجود إلا الله " وليس المعنى لا رب إلا الله ومن الأدلة على ذلك .
السائل : ... .
الشيخ : ومن الأدلة على ذلك أن تعلموا الحقيقة الآتية وهي أيضا من الأمور المجهولة عند كثير من المسلمين لا أعني فقط العامّة بل حتى المثقفين، الحقيقة الآتية هي المشركين الذين بُعث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إليهم مباشرة ودعاهم إلى عبادة الله وإلى أن يقولوا معه لا إله إلا الله فأبَوا عليه فقاتلهم وقاتلوه لماذا ؟ ألأنهم قالوا هناك أرباب مع الله ؟ بمعنى آخر لماذا كفر المشركون هل لأنهم جعلوا مع الله أربابا أخرى ؟ يعتقدون أنها هذه الأرباب الأخرى تخلق وترزق وتحيي وتميت، هكذا يظن كثير من الناس وآخرون يظنون أن المشركين كانوا ينكرون وجود الله ولذلك كانوا مشركين وكانوا كفار بالله فقاتلهم رسول الله كل هذا وهذا لم يكن الأمر كذلك، المشركون في الجاهلة لم يكونوا دهريين ملاحدة ينكرون وجود الله لم يكونوا كذلك وكذلك لم يكونوا يعتقدون بأن هناك أرباب كثيرة كالمجوس الذين يعتقدون بإلاهين اثنين إله الخير وإله الشر، هذه عقيدة المجوس، المشركون العرب في الجاهلية على ضلالهم المبين لم يكونوا يعتقدون أن مع الله ذات أخرى خلافا للمجوس إذًا ما هو كفرهم ؟ من أجل ماذا قاتلهم الرسول وقاتلوه ؟ نقول في القرآن الكريم قال عز وجل (( وإذا قيل لا إله إلا الله يستكبرون )) إذا دعاهم الرسول عليه السلام إلى أن يقولوا معه لا إله إلا الله يستكبرون ويأبون عليه ذلك وفي الآية الأخرى (( قالوا أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب )) ... وعليكم السلام ورحمة الله .
المشركون في الجاهلية كانوا يؤمنون بتعدد الآلهة ولا يعتقدون بتعدد الأرباب، هذا الفرق يجب على المسلم أن يفهمه إذا كان يريد أن يكون موحدا حقا وعارفا بمعنى لا إله إلا الله، اسمعوا المشركون كانوا لا يعتقدون بتعدد الأرباب ولكنهم يعتقدون بتعدد الآلهة واعتقادي مع الأسف الشديد أن أكثر الناس لا يفرقون بين هذا وهذا لا يظهر لهم الذي أريده من قولي المشركون كانوا لا يعتقدون بتعدد الأرباب ومن جهة أخرى المشركون كانوا يعتقدون بتعدد الآلهة لأنهم لا يعرفون الفرق بين الرب والإله وهنا بيت القصيد من هذه الكلمة، أولا لكي نثبت أن العرب كانوا في الجاهلية لا يعتقدون بتعدد الأرباب وفي الوقت نفسه كانوا يعتقدون بتعدد الآلهة، ما الدليل على ذلك ؟ ليس عندنا أصح من القرآن مطلقا، في القرآن الكريم آيات عديدة منها قوله عز وجل .
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، (( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض )) .
السائل : (( ولئن سألتهم )) .
الشيخ : (( ولئن سألتهم )) ففي القرآن آيات كثيرة فيها التصريح من رب العالمين خطابا للرسول عليه السلام بمثل قوله تعالى (( ولئن سألتهم )) أي المشركين (( من خلق السماوات والأرض ليقولن الله )) (( ليقولن الله )) هذا جواب المشركين إذًا هم يؤمنون بأن خالق السماوات والأرض هو رب واحد خالق واحد لا شريك له وكانوا يؤكدون هذا فيما كان بقي لديهم من مناسك الحج حينما كانوا يطوفون حول الكعبة كانوا يلبون بمثل تلبية الموحدين اليوم ولكن يزيدون على ذلك ما يفسد عليهم توحيدهم كان يقول طائفهم " لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إلا شريكا تملكه وما ملك " عم يستثنوا له شريك لكن هذا الشريط نفسه هو من ملك الله عز وجل وما يملك أيضا هو من ملك الله عز وجل فهم من جهة موحدون ومن جهة مشركون هذه الدقة يجب أن نفهمها حتى لا نقع في مثل ما وقع أولئك المشركون هم من جهة موحدون كما سمعتم (( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله )) من جهة أخرى كما ذكرنا الآيات السابقة (( وإذا قيل لا إله إلا الله يستكبرون )) (( قالوا أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب )) الإله يا إخواننا معناه في اللغة العربية التي نزل بها القرأن المعبود الإله هو المعبود بغض النظر إذا كان هذا المعبود عُبد بحق أو عُبد بباطل فكل من عُبد وخُضع له فهو إله عند هذا العابد فإذا كان عبد الله فهو عابد لله وإذا عبد اللّات والعزة فهو عابد لهم وإذا عبد عيسى فهو عابد لعيسى إذا عبد الأرباب من دون الله المتجبرين في الأرض فهؤلاء عبيد لهؤلاء وليسوا عبيدا لله عز وجل لأن الله عز وجل لا يرضى أن يُشرك به سواء كان هذا الشرك في ذاته أو في عبادته أو في صفاته فالمشركون الذين كانوا يؤمنون بأن الله هو الذي خلق السماوات والأرض كانوا يعبدون مع الله أشخاصا وآلهة أخرى فمن حيث عبادتهم للأشخاص الآخرين كانوا وقعوا في الشرك ومن أجل ذلك قاتلهم الرسول عليه الصلاة والسلام فهم من جهة مؤمنون بأن الرب واحد لا شريك له ومن جهة مشركون لأنهم يعبدون معه اللّات والعزة وغير ذلك من الأشخاص المعظمين لديهم وإلى هذه الحقيقة المتناقضة هم من جهة موحدون ومن جهة مشركون أشار الله عز وجل بقوله تبارك وتعالى في القرآن الكريم (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) فانظروا كيف الله عز وجل وصف كثيرا من الناس بوصفين متناقضين، وصفهم من جهة أنهم مؤمنون ومن جهة أخرى أنهم مشركون كيف هذا؟ هذا واقع حتى اليوم موجود هذا التناقض حتى في كثير من المسلمين وهذا الذي نحن يدفعنا إلى التحدث في هذا البحث الخطير (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) الذي يؤمن بأن خالق هذا الكون هو الله واحد لا شريك له هو مؤمن ولكن الذي يعبد غير الله ويخضع لغير الله فهو من هذه الجهة مشرك لذلك قال تعالى (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) فمعنى لا إله إلا الله إذًا لا معبود بحق في الوجود إلا الله فمن آمن بأن الله هو وحده خالق السماوات والأرض وزاد على ذلك أنه عبده وخضع له وحده ولم يعبد غيره مطلقا فقد اتخذه إله دون سواه .
السائل : ... .
الشيخ : (( وما يؤمن أكثرهم )) البحث السابق من ثمراته أن يساعدنا على فهم القرآن الكريم ذلك أن كثيرا من المشايخ فضلا عن غيرهم يصعب عليهم جدا أن يفهموا حقيقة معنى هذه الآية الكريمة (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) لأنها تجمع بين أمرين متناقضين تجمع بين الإيمان بالله من جهة وبين الإشراك مع الله من جهة أخرى فكيف ذلك ؟ إذا وضح لكم توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية أو توحيد العبادة فيسر لكم فهم هذه الآية (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) أي إن كثيرا من الناس كالمشركين في الجاهلية الذين كانوا أشد أعداء للرسول عليه السلام وأشد أعداء دعوة التوحيد هؤلاء المشركون كانوا يجمعون بين الإيمان وبين الشرك وهم الذين عناهم أول من عناهم ربنا عز وجل في الآية السابقة (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) فهم من جهة كانوا يؤمنون كما عرفتم لأن الخالق لهذه السماوات والأرض هو واحد لا شريك له، هذه عقيدة المشركين التي صرح رب العالمين في القرأن الكريم كما سمعتم لكن من جهة أخرى كانوا يعبدون غير الله تبارك وتعالى يعبدون اللّات والعزة ولأنهم جروا على ذلك اتباعا منهم لآباءهم وأجدادهم فلما جاءهم الرسول عليه الصلاة والسلام يدعوهم إلى أن يعبدوا خالقهم الذي يوحدونه كخالق ورازق فلما دعاهم الرسول عليه السلام إلى أن يعبدوه وحده إلى أن يخلصوا له في العبادة إلى أن لا يعبدوا معه آلهة أخرى كفروا وقالوا كما في القرأن الكريم (( أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب )) إنهم يتعجبون ويستنكرون استنكارا بالغا من دعوة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إيّاهم إلى عبادة من اعتقدوا أنّه واحد لا شريك له في الخلق فأنكروا ذلك أشد الإنكار وقاتلوا الرسول عليه الصلاة والسلام لا لأنه يدعوهم إلى أن يعتقدوا بأن خالق الكون واحد فهذا كانوا يؤمنون به منذ ما قبل بعثة الرسول عليه السلام ولكنهم قاتلوه عليه الصلاة والسلام أشد القتال لأنه قال لهم لا تعبدوا اللّات لا تعبدوا العزّى لا تعبدوا مع الله آلهة أخرى قالوا (( أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب )) فكفر المشركين الأولين وكفر كثير من الناس فيما بعد حتى بعض المسلمين اليوم مع الأسف الشديد لا يأتي من جهة كفرهم لرب العالمين كخالق لا كل الناس مفطور في فطرهم أن يعتقدوا أن الخالق واحد ولكنهم مع ذلك يشركون مع الله يعبدون مع الله غيره وسواه فلنفي هذه المعبودات قال الله عزّ وجل لنبيه معلما أمته في شخصه (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) قلنا ما معنى لا إله إلا الله كثير من الناس الغافلين عن هذا الحق المبين لا إله إلا الله يعني لا رب إلا الله، هذا خطأ من قال من المشركين الكفار اليهود والنصارى والملاحدة من قال لا إله إلا الله وهو يعني لا رب إلا الله فهو ... ما آمن لأن الإيمان ليس هو مجرد اعتقاد كما هو في أوروبا الآن يقولون هناك دين سموه بالدين الطبيعي شو هذا الدين الطبيعي يعني الدين الذي دعا إليه العقل الفطري من هذا الكون بما فيه من نظام من كواكب من نجوم مجرات لا بد له من خالق يعني طبيعة غريزة في الإنسان فآمنوا بأن لهذا الكون خالقا، هل هم مؤمنون ؟ لا هذا إيمان بشيء من الإيمان الذي أمر الله به لكنه لا ينجي صاحبه من الخلود في النار يوم القيامة هكذا كان المشركون يؤمنون بأن هذا الكون له خالق كما هو الدّين الطبيعي اليوم لكن هذا الإيمان يجب أن يقترن مع إيمان ثان وثالث الإيمان الثاني هو أنّه لا يستحق العبادة إلا هذا الخالق الواحد لا شريك له فمن عبد معه غيره فقد كفر به لأن الله الحق هو الذي يعبد وحده لا شريك له لا في ذاته ولا في عبادته لما عرف المشركون معنى كلمة التوحيد كفروا بهذه الكلمة كفروا بها اعتقادا فقالوا (( أجعل الآلهة إلها واحد إن هذا لشيء عُجاب )) واستكبروا أن يعترفوا بهذه الحقيقة كما قال تعالى في آية سابقة (( إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون )) لأنهم عرفوا أن التوحيد الذي دعا إليه الرسول في هذه الكلمة الطيبة يستلزم الكفر بكل المعبودات والطواغيت التي عبدت من دون الله تبارك وتعالى.
هنا لا بد من وقفة ماذا فعل المشركون حينما عبدوا غير الله ؟ لأنه من الأمور الغامضة اليوم لدى كثير من المسلمين أنهم لا يعلمون معنى العبادة، بدليل أنه لا يزال ملايين المسلمين متعبدين صالحين يقومون بالفرائض والواجبات بل والمستحبات لا يزال كثير من هؤلاء يذهبون إلى قبور الأولياء والصالحين فيذبحون لهم الذبائح وينذرون لهم النذور وهم يقولون لا إله إلا الله هل هذا يتفق مع قولهم هذا؟ الجواب لا .
السائل : ... .
الشيخ : ومن الأدلة على ذلك أن تعلموا الحقيقة الآتية وهي أيضا من الأمور المجهولة عند كثير من المسلمين لا أعني فقط العامّة بل حتى المثقفين، الحقيقة الآتية هي المشركين الذين بُعث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إليهم مباشرة ودعاهم إلى عبادة الله وإلى أن يقولوا معه لا إله إلا الله فأبَوا عليه فقاتلهم وقاتلوه لماذا ؟ ألأنهم قالوا هناك أرباب مع الله ؟ بمعنى آخر لماذا كفر المشركون هل لأنهم جعلوا مع الله أربابا أخرى ؟ يعتقدون أنها هذه الأرباب الأخرى تخلق وترزق وتحيي وتميت، هكذا يظن كثير من الناس وآخرون يظنون أن المشركين كانوا ينكرون وجود الله ولذلك كانوا مشركين وكانوا كفار بالله فقاتلهم رسول الله كل هذا وهذا لم يكن الأمر كذلك، المشركون في الجاهلة لم يكونوا دهريين ملاحدة ينكرون وجود الله لم يكونوا كذلك وكذلك لم يكونوا يعتقدون بأن هناك أرباب كثيرة كالمجوس الذين يعتقدون بإلاهين اثنين إله الخير وإله الشر، هذه عقيدة المجوس، المشركون العرب في الجاهلية على ضلالهم المبين لم يكونوا يعتقدون أن مع الله ذات أخرى خلافا للمجوس إذًا ما هو كفرهم ؟ من أجل ماذا قاتلهم الرسول وقاتلوه ؟ نقول في القرآن الكريم قال عز وجل (( وإذا قيل لا إله إلا الله يستكبرون )) إذا دعاهم الرسول عليه السلام إلى أن يقولوا معه لا إله إلا الله يستكبرون ويأبون عليه ذلك وفي الآية الأخرى (( قالوا أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب )) ... وعليكم السلام ورحمة الله .
المشركون في الجاهلية كانوا يؤمنون بتعدد الآلهة ولا يعتقدون بتعدد الأرباب، هذا الفرق يجب على المسلم أن يفهمه إذا كان يريد أن يكون موحدا حقا وعارفا بمعنى لا إله إلا الله، اسمعوا المشركون كانوا لا يعتقدون بتعدد الأرباب ولكنهم يعتقدون بتعدد الآلهة واعتقادي مع الأسف الشديد أن أكثر الناس لا يفرقون بين هذا وهذا لا يظهر لهم الذي أريده من قولي المشركون كانوا لا يعتقدون بتعدد الأرباب ومن جهة أخرى المشركون كانوا يعتقدون بتعدد الآلهة لأنهم لا يعرفون الفرق بين الرب والإله وهنا بيت القصيد من هذه الكلمة، أولا لكي نثبت أن العرب كانوا في الجاهلية لا يعتقدون بتعدد الأرباب وفي الوقت نفسه كانوا يعتقدون بتعدد الآلهة، ما الدليل على ذلك ؟ ليس عندنا أصح من القرآن مطلقا، في القرآن الكريم آيات عديدة منها قوله عز وجل .
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، (( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض )) .
السائل : (( ولئن سألتهم )) .
الشيخ : (( ولئن سألتهم )) ففي القرآن آيات كثيرة فيها التصريح من رب العالمين خطابا للرسول عليه السلام بمثل قوله تعالى (( ولئن سألتهم )) أي المشركين (( من خلق السماوات والأرض ليقولن الله )) (( ليقولن الله )) هذا جواب المشركين إذًا هم يؤمنون بأن خالق السماوات والأرض هو رب واحد خالق واحد لا شريك له وكانوا يؤكدون هذا فيما كان بقي لديهم من مناسك الحج حينما كانوا يطوفون حول الكعبة كانوا يلبون بمثل تلبية الموحدين اليوم ولكن يزيدون على ذلك ما يفسد عليهم توحيدهم كان يقول طائفهم " لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إلا شريكا تملكه وما ملك " عم يستثنوا له شريك لكن هذا الشريط نفسه هو من ملك الله عز وجل وما يملك أيضا هو من ملك الله عز وجل فهم من جهة موحدون ومن جهة مشركون هذه الدقة يجب أن نفهمها حتى لا نقع في مثل ما وقع أولئك المشركون هم من جهة موحدون كما سمعتم (( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله )) من جهة أخرى كما ذكرنا الآيات السابقة (( وإذا قيل لا إله إلا الله يستكبرون )) (( قالوا أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب )) الإله يا إخواننا معناه في اللغة العربية التي نزل بها القرأن المعبود الإله هو المعبود بغض النظر إذا كان هذا المعبود عُبد بحق أو عُبد بباطل فكل من عُبد وخُضع له فهو إله عند هذا العابد فإذا كان عبد الله فهو عابد لله وإذا عبد اللّات والعزة فهو عابد لهم وإذا عبد عيسى فهو عابد لعيسى إذا عبد الأرباب من دون الله المتجبرين في الأرض فهؤلاء عبيد لهؤلاء وليسوا عبيدا لله عز وجل لأن الله عز وجل لا يرضى أن يُشرك به سواء كان هذا الشرك في ذاته أو في عبادته أو في صفاته فالمشركون الذين كانوا يؤمنون بأن الله هو الذي خلق السماوات والأرض كانوا يعبدون مع الله أشخاصا وآلهة أخرى فمن حيث عبادتهم للأشخاص الآخرين كانوا وقعوا في الشرك ومن أجل ذلك قاتلهم الرسول عليه الصلاة والسلام فهم من جهة مؤمنون بأن الرب واحد لا شريك له ومن جهة مشركون لأنهم يعبدون معه اللّات والعزة وغير ذلك من الأشخاص المعظمين لديهم وإلى هذه الحقيقة المتناقضة هم من جهة موحدون ومن جهة مشركون أشار الله عز وجل بقوله تبارك وتعالى في القرآن الكريم (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) فانظروا كيف الله عز وجل وصف كثيرا من الناس بوصفين متناقضين، وصفهم من جهة أنهم مؤمنون ومن جهة أخرى أنهم مشركون كيف هذا؟ هذا واقع حتى اليوم موجود هذا التناقض حتى في كثير من المسلمين وهذا الذي نحن يدفعنا إلى التحدث في هذا البحث الخطير (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) الذي يؤمن بأن خالق هذا الكون هو الله واحد لا شريك له هو مؤمن ولكن الذي يعبد غير الله ويخضع لغير الله فهو من هذه الجهة مشرك لذلك قال تعالى (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) فمعنى لا إله إلا الله إذًا لا معبود بحق في الوجود إلا الله فمن آمن بأن الله هو وحده خالق السماوات والأرض وزاد على ذلك أنه عبده وخضع له وحده ولم يعبد غيره مطلقا فقد اتخذه إله دون سواه .
السائل : ... .
الشيخ : (( وما يؤمن أكثرهم )) البحث السابق من ثمراته أن يساعدنا على فهم القرآن الكريم ذلك أن كثيرا من المشايخ فضلا عن غيرهم يصعب عليهم جدا أن يفهموا حقيقة معنى هذه الآية الكريمة (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) لأنها تجمع بين أمرين متناقضين تجمع بين الإيمان بالله من جهة وبين الإشراك مع الله من جهة أخرى فكيف ذلك ؟ إذا وضح لكم توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية أو توحيد العبادة فيسر لكم فهم هذه الآية (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) أي إن كثيرا من الناس كالمشركين في الجاهلية الذين كانوا أشد أعداء للرسول عليه السلام وأشد أعداء دعوة التوحيد هؤلاء المشركون كانوا يجمعون بين الإيمان وبين الشرك وهم الذين عناهم أول من عناهم ربنا عز وجل في الآية السابقة (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) فهم من جهة كانوا يؤمنون كما عرفتم لأن الخالق لهذه السماوات والأرض هو واحد لا شريك له، هذه عقيدة المشركين التي صرح رب العالمين في القرأن الكريم كما سمعتم لكن من جهة أخرى كانوا يعبدون غير الله تبارك وتعالى يعبدون اللّات والعزة ولأنهم جروا على ذلك اتباعا منهم لآباءهم وأجدادهم فلما جاءهم الرسول عليه الصلاة والسلام يدعوهم إلى أن يعبدوا خالقهم الذي يوحدونه كخالق ورازق فلما دعاهم الرسول عليه السلام إلى أن يعبدوه وحده إلى أن يخلصوا له في العبادة إلى أن لا يعبدوا معه آلهة أخرى كفروا وقالوا كما في القرأن الكريم (( أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب )) إنهم يتعجبون ويستنكرون استنكارا بالغا من دعوة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إيّاهم إلى عبادة من اعتقدوا أنّه واحد لا شريك له في الخلق فأنكروا ذلك أشد الإنكار وقاتلوا الرسول عليه الصلاة والسلام لا لأنه يدعوهم إلى أن يعتقدوا بأن خالق الكون واحد فهذا كانوا يؤمنون به منذ ما قبل بعثة الرسول عليه السلام ولكنهم قاتلوه عليه الصلاة والسلام أشد القتال لأنه قال لهم لا تعبدوا اللّات لا تعبدوا العزّى لا تعبدوا مع الله آلهة أخرى قالوا (( أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب )) فكفر المشركين الأولين وكفر كثير من الناس فيما بعد حتى بعض المسلمين اليوم مع الأسف الشديد لا يأتي من جهة كفرهم لرب العالمين كخالق لا كل الناس مفطور في فطرهم أن يعتقدوا أن الخالق واحد ولكنهم مع ذلك يشركون مع الله يعبدون مع الله غيره وسواه فلنفي هذه المعبودات قال الله عزّ وجل لنبيه معلما أمته في شخصه (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) قلنا ما معنى لا إله إلا الله كثير من الناس الغافلين عن هذا الحق المبين لا إله إلا الله يعني لا رب إلا الله، هذا خطأ من قال من المشركين الكفار اليهود والنصارى والملاحدة من قال لا إله إلا الله وهو يعني لا رب إلا الله فهو ... ما آمن لأن الإيمان ليس هو مجرد اعتقاد كما هو في أوروبا الآن يقولون هناك دين سموه بالدين الطبيعي شو هذا الدين الطبيعي يعني الدين الذي دعا إليه العقل الفطري من هذا الكون بما فيه من نظام من كواكب من نجوم مجرات لا بد له من خالق يعني طبيعة غريزة في الإنسان فآمنوا بأن لهذا الكون خالقا، هل هم مؤمنون ؟ لا هذا إيمان بشيء من الإيمان الذي أمر الله به لكنه لا ينجي صاحبه من الخلود في النار يوم القيامة هكذا كان المشركون يؤمنون بأن هذا الكون له خالق كما هو الدّين الطبيعي اليوم لكن هذا الإيمان يجب أن يقترن مع إيمان ثان وثالث الإيمان الثاني هو أنّه لا يستحق العبادة إلا هذا الخالق الواحد لا شريك له فمن عبد معه غيره فقد كفر به لأن الله الحق هو الذي يعبد وحده لا شريك له لا في ذاته ولا في عبادته لما عرف المشركون معنى كلمة التوحيد كفروا بهذه الكلمة كفروا بها اعتقادا فقالوا (( أجعل الآلهة إلها واحد إن هذا لشيء عُجاب )) واستكبروا أن يعترفوا بهذه الحقيقة كما قال تعالى في آية سابقة (( إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون )) لأنهم عرفوا أن التوحيد الذي دعا إليه الرسول في هذه الكلمة الطيبة يستلزم الكفر بكل المعبودات والطواغيت التي عبدت من دون الله تبارك وتعالى.
هنا لا بد من وقفة ماذا فعل المشركون حينما عبدوا غير الله ؟ لأنه من الأمور الغامضة اليوم لدى كثير من المسلمين أنهم لا يعلمون معنى العبادة، بدليل أنه لا يزال ملايين المسلمين متعبدين صالحين يقومون بالفرائض والواجبات بل والمستحبات لا يزال كثير من هؤلاء يذهبون إلى قبور الأولياء والصالحين فيذبحون لهم الذبائح وينذرون لهم النذور وهم يقولون لا إله إلا الله هل هذا يتفق مع قولهم هذا؟ الجواب لا .