الواجب على العلماء القيام بتحذير الأمة من الوقوع في الشرك، وشرح حديث ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراع بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ). وذكر صور من الشرك كنداء غير الله والاستغاثة به وغيره. حفظ
الشيخ : فمناداة غير الله عبادة له، هل الاستغاثة والاستعانة به من دون الله عبادة له الذبح له عبادة له النذر له عبادة له كل هذا واقع اليوم على الأرض الإسلامية مع الأسف الشديد ولا أحد من أهل العلم يقوم بواجب النصح والبيان وتحذير هؤلاء المسلمين من أن يقعوا في مثل ما وقع فيه المشركون الأوّلون وأن يكفروا مثل كفرهم، لا شك أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه كان كما قال الله (( بالمؤمنين رؤوف رحيم )) ولذلك نجده يحذر أمته أن يسلكوا سنن الذين كانوا من قبلهم يحذرهم أن يقعوا في مثل ذلك وأؤكد أنه لا بد لطائفة من هذه الأمة أن تستنّ بسنن الذين كانوا من قبل فقد قال عليه الصلاة والسلام كما رواه الإمام البخاري في صحيحه من حديث أبي سعيد الخذري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) وجاء في رواية خارج البخاري وهي ثابتة ( حتى ) قال عليه السلام ( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك ) لقد وقع المسلمون كثيرون منهم في الشرك الأكبر كما وقع الذين من ... من المشركين من اليهود من النصارى .
لقد بلغ من رأفة الرسول عليه السلام في التحذير للمسلمين أن لا يستنوا بسنن الأولين من الكفار والمشركين إلى ما جاء في القصة الآتية لقد مر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في بعض أسفاره بشجرة ضخمة كانت في عهد الجاهلية للمشركين كانوا يعلقون عليها أسلحتهم وكانت هذه الشجرة تعرف لديهم بذات أنواط، كانوا يربطون يعلقون فيها أسلحتهم فقالوا يا رسول الله قال بعضهم لما مروا بهذه الشجرة قالوا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، اجعل لنا شجرة نعلق عليها الأسلحة كما للمشركين شجرة يعلقون عليها أسلحتهم وقال عليه الصلاة والسلام، تأملوا يا إخواننا، إنهم كانوا ... انظروا كيف كان موقف الرسول تجاهها من ال ... في الاستنكار ثم انظروا ما وقع فيه المسلمون من الشرك الأكبر ثم لا أحد يتحرك لذلك من أهل العلم، لما قالوا اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط قال عليه الصلاة والسلام ( الله أكبر هذه السَنن قلتم كما قال قوم موسى لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ) انظر الفرق بين قول بعض الصحابة ما قالوا يا رسول اجعل لنا إلها كما لهم ألهة لما قالوا اجعل لنا شجرة ذات أنواط نعلق عليها أسلحتنا فاقتبس الرسول عليه السلام الاحتجاج على الإنكار عليهم لهذه الكلمة من قوله تبارك وتعالى حكاها ... (( اجعل لنا إلها كما لهم آلهة )) ( قلتم ) قال عليه السلام لهؤلاء ( قلتم كما قال قوم موسى لموسى (( اجعل لنا إلها كما لهم آلهة )) ) مع أن هؤلاء الأصحاب الذين اخطؤوا هذه الخطيئة اللفظية ما طلبوا أن يتخذ لهم إلها يعبدونه من دون الله ولكن لما قالوا كما لهم آلهة صار هنا مشابهة بكون اليهود ..
السائل : (( كما لهم ذات أنواط )) .
الشيخ : ... لأن الصحابة قالوا اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط صار في اشتراك في اللفظ، مشابهة في اللفظ مع اليهود الذين قالوا لموسى (( اجعل لنا إلها كما لهم ألهة )) فكيف لو رأى الرسول عليه الصلاة والسلام المسلمين اليوم يشدون الرحل ويسافرون إلى القبر الفلاني، عندنا الست زينب والست رقية وما أدري أش عندكم ... مزارات كثيرة ... عندكم الشيخ عيسى هناك يقولون في شيخ عيسى مو هيك .
السائل : نعم .
سائل آخر : شيخ عيسى و ... .
الشيخ : في كثير من ال ... تقصد تذبح هناك ذبائح لغير الله عز وجل، تذبح للشيخ عيسى وأمثاله، للست زينب ورقيّة وأمثالها كل ذلك كفر بقول الله عز وجل (( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له )) إيش معنى لا شريك له، إن كثير من الناس يتوهمون (( لا شريك له )) يعني ليس هناك ذات أخرى تخلق مع الله، مو هذا المقصود وكذلك ما قال تعالى (( فلا تجعلوا لله أنداد وأنت تعلمون )) لا يعني لا تجعلوا خالقا مع الله آخر لا، هذا المعنى كان الجاهليون يفهمونه أنه شرك لذلك قالوا جواب عن (( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله )) هو الذي خلق السماوات والأرض فإذًا هؤلاء لا يقال لهم (( فلا تجعلوا لله أندادا )) يعني يخالف معه وإنما يعني لا تجعلوا له أندادا في العبادة، لا تذبحوا لغيره لا تنذروا لغيره لا تنادوا غيره لأن هذا النداء عبادة لذلك نحن نقول في كل ... من أي صلاة (( إياك نعبد وإياك نستعين )) على أداة الحصر (( إياك نعبد وإياك نستعين )) فأنت أيها المسلم إذا استعنت بغير الله من الأموات من الأولياء والأنبياء والصالحين فقد كفرت بقولك مخاطبا رب العالمين (( إياك نعبد وإياك نستعين )) كيف تقول (( إياك نعبد وإياك نستعين )) وأنت في الواقع إذا وقعت في شدة تقول " يا عبد القادر أخذني " "يا باز ... " " يا أبا الزهراء أغثني " أيه هذا كفر بقولك في صلاتك (( إياك نعبد وإياك نستعين )) وكثير من المسلمين من تمام جهلهم بالعبادة أنهم لا يعلمون أن مناداة غير الله هو عبادة له مع أن الرسول عليه السلام قد قال في الحديث الصحيح ( الدعاء هو العبادة ) دعاء الله عبادة ودعاء غير الله من الأولياء والصالحين عبادة لهم فمن دعا هؤلاء الأولياء والصالحين فقد جعلهم أندادا لرب العالمين خلافا لقول الله (( فلا )) (( فلا )) إيش ؟
السائل : (( تجعلوا لله أندادا )) .
الشيخ : (( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون )) أنتم تعلمون أن هؤلاء بشر مثلكم فكيف تعبدونهم كيف تدعونهم من دون الله كيف تذبحون لهم من دون الله وهم حينما كانوا أحياء مكلفين كانوا يتقربون إلى الله بأن يذبحوا لله وأن ينذروا لله وأن ينادوا الله وحده لا شريك له فإذا بكم تصنعون بهم بعد وفاتهم ما كانوا هم يصنعونه لربهم، هذا كفر بمعنى لا إله إلا الله .